بالفيديو والصور.. مواطنون لمسئولين في الدولة: أغيثونا.. رجل يخلع ملابسه ويصرخ «واخد معاش 23 جنيه».. أب يهدد بتسميم عائلته بسبب قلة الحيلة.. عجوز ينتحر على فرع شجرة.. وآخر يشعل النار في نفسه
مع سوء الأحوال الاقتصادية، وارتفاع الأسعار، ظهرت معاناة البعض ممن يحصلون على معاشات لا تكفيهم لاستكمال الشهر وإطعام أبنائهم، ومع استمرار ضيق الحال وسوء أحوال المعيشة، دفعهم لتوصيل أصواتهم للمسئولين بالدولة سواء الرئيس أو حكومته، ولكن على طريقتهم الخاصة حتى لو كانت وسيلتهم "الجنون" و"التهديد بالاتجاه للسرقة".
وترصد « فيتو » في السطور التالية وسائل تعبير عدد من الآباء عن حاجتهم للمال لإطعام أسرهم في ظل سوء الأحوال الاقتصادية.
خرج من هدومه
لم يكن يعلم أن قلة المعاش ستصل به للخروج من ملابسه ليستغيث بالرئيس والحكومة، فبالأمس تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعية، مقطع فيديو لرجل جالس وسط الشارع بمحافظة الإسكندرية، بين السيارات والمارة، ويصرخ بصوت مرتفع، مستغيثًا بالرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل.وظهر الرجل بالفيديو جالسًا وسط الطريق، ويصرخ بأعلى صوته، قائلًا: "فين الدولة تعالوا شوفوا واخد معاش 23 جنيه، هعمل بيهم إيه، هجيب بيهم عيش".
يسمم عائلته
وفي 27 أغسطس من العام الجاري، اشتكى متصل يدعى "ممدوح" من الدقهلية، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "صباح دريم"، المذاع على فضائية "دريم"، من سوء أحواله المعيشية والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها، في ظل غلاء الأسعار، مضيفا "أنا راجل كبير وعندى 50 سنة ونويت أسمم ولادى ومراتى من اليأس والخوف عليهم من قسوة الأيام علشان بحبهم".
وأضاف ممدوح: "وقفت جنب الدنيا كلها ومالقتش حد يقف جنبى، بقالى 6 شهور بموت وماحدش راحمنى، أقسم بالله ختمت القرآن الكريم كله، وبفكر اسم ولادى علشان ماحدش من المسلمين بقى عنده دين".
هنبقى حرامية
وفي واقعة أخرى، دفعه ضيق الحال إلى التهديد بأنه سيصبح "حرامي" للإنفاق على أسرته، ففي أبريل الماضي ناشد مواطن مصري الرئيس “عبد الفتاح السيسي” بإنقاذ أصحاب المعاشات لأنهم يموتون من الجوع، وقال مواطن يُدعى ماهر في اتصال هاتفي مع المذيع “تامر أمين” ببرنامجه الحياة اليوم على قناة ” الحياة” إن “أصحاب المعاشات التي لا تتعدى الـ 500 جنيه يعانون معاناة شديدة ولا يعرفون كيف يعيشون".مضيفا: "عاوزين نعيش عايزين ناكل مش لاقيين زيت مش لاقيين أكل نعيش إزاي في وسط المجتمع!".
وتابع: ”أصحاب المعاشات هما اللي كانوا شغالين وهم اللي كانو بينتجو للبلد”، مردفا: "أن من يستفيد من البلد الآن هم أغنياؤها والفقراء قاموا بالثورة ليأخذوا حقهم لا ليجوعوا أكثر"-على حد وصفه.
وتابع بنبرة يائسة: ”إحنا حنبقى حرامية” واستدرك “أنا واحد من الناس لو ما لحقتش نفسي حابقى حرامي حنبقى حرامية رغمًا عننا".
أنتحار على فرع شجرة
أما في أغسطس 2015، انتحر عجوز يبلغ من العمر ٦٥ عاما، بشنق نفسه بشجرة بكوبري باغوص بمنطقة الشرابية، بسبب ضيق الحال الأسرى وعدم وجود معاش له، وذكر بعض أهالي المنطقة أن المنتحر كان يمر بضائقة مالية دفعته للانتحار، حيث كان يعمل حداد معادن، وكان على خلافات مع أسرته، وترك لهم المنزل منذ فترة، ثم فوجئوا بانتحاره.
أشعل النار في نفسه
وينضم لهم أحد المواطنين الذي لم يجد أمامه سوى إشعال النار في نفسه ليتغلب على ظروفه المالية، ففي عام 2015، أشعل مواطن النيران في نفسه أمام المارة في مركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، لمروره بضائقة مالية.
وتلقى اللواء حسن سيف، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من العميد أحمد عبدالعزيز، رئيس مباحث المديرية، يفيد بإشعال “السيد ح.ع” 56 سنة، النيران في نفسه، أمام المارة بسبب رفض وزيرة التأمينات والمعاشات صرف معاش له، في حين أنه يمر بضائقة مالية.
وتم تحويله إلى مستشفى بلبيس المركزى لتلقى العلاج تحت إشراف الدكتور محمد سرحان، وكيل وزارة الصحة، وبلغت إصابته 75 % حروق بالجسد.
