رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. شرم الشيخ بين التنشيط السياحي ونار الرحلات الداخلية «تقرير»

فيتو

في إطار الحرص على جذب السياحة الداخلية إلى مدينة السلام أو كما يطلق عليها "هوليود الشرق" شرم الشيخ، وجهود لعودة السياحة الخارجية مرة أخرى بعد حادث الطائرة المنكوبة، ولكن دون جدوى انتشرت صور مسيئة للمصيفين على مواقع التواصل الاجتماعى بالمدينة ما أثار دهشة لدى السائحين والزائرين الآخرين.


وتشهد مدينة السياحة العالمية والمتوجة بجائزة أوسكار الإعلام السياحى كأفضل بلد سياحى بالعالم حالة من التدهور واللامبالاة من الزائرين المصريين والمسئولين المتسببين لوصول المدينة إلى هذه الحالة، وبالرغم من ذلك لم يتخذ المسئولون جهدا وتعبا لإنقاذها وتفادى القواعد والثقافة السياحية المتبعة بالمدينة.

قام العاملون بالمجال السياحى بإنشاء جروب أنا شغال في السياحة يا سيسي "خليك مكانك" لإيقاف السياحة الداخلية، حيث إنه بالسابق لم يكن يستطيع أي عامل أو شخص بالدخول لشرم أو العمل بها إلا بقواعد وقوانين صارمة، وقامت "فيتو" برصد لجميع الآراء والتقاط الفيديوهات والصور الطبيعية لشواطئ شرم الشيخ.

وقال مصدر مسئول من هيئة تنشيط السياحة، إن السياحة الداخلية تدمر البنية التحتية في شرم الشيخ فهناك صور مسيئة بالمطاعم والشواطئ، موضحا أن تنظيف الأجانب لشواطئ مدينة الغردقة أمر مشين لنا.

وأشار إلى أن هناك حملة توعية وإجراءات ستتخذ الفترة القادمة داخل الفنادق وسيتم توزيع منشورات بلوجو لكل فندق وتوزع على السائحين وبها تعليمات وسلوكيات توعوية، مضيفا أن المطعم مفتوح للزوار فكل ما شئت ولكن ما سيتبقى ستحاسب عليه فنحن نحتاج التزام بالسلوكيات لعدم تلاؤمها للمدينة السياحية ويجب أن نجبرهم على الالتزام أثناء الإقامة، وهناك شروط سيتم وضعها حتى يلتزم الجميع.

وقال مصدر مسئول من وزارة السياحة، إنه تم إيقاف المبادرة من خلال وزارة السياحة وأيضا تم رفع الأسعار، مضيفا أن الزائر المصرى من حقه أن يزور أي مكان بمصر ومن حقه أن يزور شرم الشيخ أيضا وليس من دورنا أن نمنعه من الاستمتاع بالمدينة وزيارتها، ولكن علينا مساعدتهم لزيادة الوعى والتثقيف السياحى للاستمتاع باالسياحة العلاجية والإلهية والأثرية والتاريخية.

وردت غرفة الشركات والفنادق بجنوب سيناء، أنه تم حل الغرفتين ولا توجد لها إدارة الآن وهذه مشكلة تنشيط السياحة على عاتق وزارة السياحة وهيئة التنشيط، وأشاروا أن الغرف هي ممثلة للمستثمرين وأصحاب الفنادق وليس لها دخل بالسياحة الداخلية.

وأكد أحمد الشيخ أحد المستثمرين في قطاع السياحة، أن نشر الصور للمصريين أخاف الكثيرين وجعلهم لا يأتون لشرم الشيخ وأثر سلبيا على السياحة الداخلية فئة "الصفوة" من المصريين قبل السياحة الخارجية، فهؤلاء المصريين لديهم وعى وثقافة سياحية مثلهم مثل الأجانب، موضحا من الأسباب الرئيسية لانحدار الرحلات السياحية الداخلية عدم وعى المصريين بالخريطة السياحية لشرم الشيخ أما الأجنبى يأتى للزيارة من 10 إلى 15 يوما وهو يعلم كل ما تمتلكه المحافظة من مقومات سياحية ويأتى وهو يعلم ماسيفعله وأين سيذهب.

وتابع الشيخ، من أسباب ظهور الصور المشينة للزائر المصرى بالملابس الداخلية هي قلة أسعار الرحلات والفنادق مع قلة عدد الليالى للزوار واهتمام شركات السياحة الدينية بالكم وليس الكيف وهذا أيضا ما عانينا منه من قبل من شركات الرحلات الأجنبية ،فسبب انحدار مستوى الزائر لشرم الشيخ هو مبادرة دعم السياحة التي أطلقتها وزارة السياحة وكان أهم ثلاث نقاط بها، لمن يتوجه الدعم، ومن يستحق الدعم، ومن المستفيد من الدعم، فالمستفيد الشركات الجالبة للزائر وليس العاملين بقطاع السياحة.

وذكر الشيخ، أن إجمالي 9 ملايين جنيه دعم من وزارة السياحة لاستقطاب السياحة الداخلية وكان هدفها ألا تغلق الفنادق، ولكن توجد فنادق كثيرة أغلقت، وغياب الدور الرقابى للحكومة المتمثل في وزارة السياحة وجميع الغرف السياحية التابعة لها فأين هم من مستوى الانحدار في المستوى السياحى سواء داخليا أو خارجيا، ولا توجد مراقبة على الأسعار فأصبح كل فندق يعطى السعر الذي يريده فاختلفت الأسعار وبالرغم من توقف المبادرة إلا أن الشركات وبعض الفنادق تتعامل بنفس الأسعار الرخيصة، مشيرا أن أسعار المدن السياحية الأخرى أعلى بكثير من شرم الشيخ، وأن هناك فنادق طرحت أسعار بعد أن شدد المحافظ على زيادة الأسعار وتراوحت الليلة لفنادق الثلاث نجوم ما بين (350 إلى 400 جنيه، الأربع نجوم من 600 إلى 800 جنيه، الخمس نجوم من (600 إلى 800) ولكن لا تعمل بها كل الفنادق.

وأضاف رمضان الجارحى، صاحب مطعم بخليج نعمة، أن السياحة الداخلية تدمير لشرم الشيخ ، ولا ينكر أحد أنها لم تضف شيئا وإنما تسببت في تدمير العديد من الجماليات والمظهر السياحى والحضارى للمدينة، وأن 99% لايستفيدون منها وهناك فئة واحدة معينة هي المسنفيدة فشريحة الزائر محدودة الدخل جاءت بأسعار قليلة فتتراوح تكلفة الرحلة المدعمة من وزارة السياحة والشباب والرياضة لـ3أيام مابين 175 جنيها إلى 227 جنيها بجانب المواصلات الخارجية والداخلية، مشيرا أنه ليس ضد السياحة الداخلية ولكنه ضد السلوك المتبع التي يقوم بها الزائرون بالمدينة.

وأكد الجارحى، أن شرم الشيخ أصبح يطلق عليها الآن كفر الشيخ، حيث انتشرت القمامة بأماكن عديدة بالشوارع والطرقات بطريقة متدنية وأنه يشفق على عمال النظافة لما يبذلوه من جهد للحفاظ على نظافة المدينة، مشيرا أن السائح الأجنبى لديه الوعى والإدراك السياحى الذي يجعله يحافظ على المدينة، وطالب المسئولين أن يعملوا على عودة السياحة الخارجية لتعود المدينة كما كانت، وأن يظهر الزائر المصرى بصورة حضارية وواعية ليعكس الصورة الصحيحة ليراها العالم ولنرتقى بمستوى السائح حتى يعود السائح المحب لشرم الشيخ كما كان.

وقال العاملون بالشواطئ وبالمجال السياحى بشرم الشيخ، إننا بالسابق كنا لانستطيع العمل بشرم الشيخ سوى بعد اجتياز الاختبارات والدورات التدريبية على السياحة والتعامل مع السائحين واللغة وكيفية الكلام معهم والسلام عليهم وغيرها، مشيرين أن تصرفات المصريين في شرم الشيخ أثارت حالة من القلق والخوف لدينا على المدينة بعد مانشاهده من سلبيات وقلة وعى من الزائر للمدينة وخاصة بعد تداول صور لبعض المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي وهم بملابس داخلية في المياه ورميهم القمامة واصطياد الأسماك المحظورة وقتل الشعاب المرجانية وتعكر المياه ونزول الكلاب إلى المياه بالرغم أنه ممنوع والأصوات العالية والألفاظ المسيئة والإهمال المتواصل والسيئ للمدينة وكل هذا بجانب ظهور بعض الأفعال الغير مستحبة أثناء تناول الطعام وحاول أصحاب الفنادق على نشر ترشيدات وتعليمات إلى المصيفين المصريين للمحافظة على جمال ونظافة المدينة، وأن هذه الصورة يتم نقلها لبلادهم بالخارج.

وأكد سائح إيطالى يقيم بمنطقة الهضبة بشرم الشيخ، أن المصريين يقومون بإلقاء القمامة على الشاطئ وهو يقوم بجمعها ليحافظ على نظافة الشاطئ من الإهمال المتعمد ويقومون بالنظر اليه مترجما نظرتهم على أنها لماذا تقوم بتنظيف الشاطئ من قمامتنا بدلا من أن يشعروا بالخجل ويقومون بتنظيف أماكنهم، موضحا أنه يعيش منذ 20 سنة وزوجته بشرم وهناك العديد من المصريين يراهم بالشاطئ ولكن ليس مثل هؤلاء الذين يشاهدهم الآن فهم كانوا يحافظون على نظافة المدينة، مشيرا أنه والجالية الإيطالية المقيمة بشرم الشيخ يدفعو من 800 إلى 2000 جنيه سنويا لمجلس المدينة لنظافة الشاطئ وهم لايقومون بذلك بالرغم من أن المصريين والروس وباقى الجنسيات لايدفعون المال مثلهم، ولكن هو يريد أن تظل الشواطئ نظيفة نظرا لأنه يدفع المال لذلك.

وناشد جميع العاملين بالسياحة والمقيمن بشرم الشيخ أن يجدوا حلا لمعاناتهم ولما تشهده المحافظة من تدهور سيؤدى بها للهلاك والضياع وأن يضاعفوا جهودهم لاستقطاب السياحة الخارجية.
الجريدة الرسمية