رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عبدالعزيز البشرى يكتب: معجزة الشيخ «ندا» في ليلة القدر

فيتو

في كتابه "قطوف" كتب الشيخ عبد العزيز البشرى، عن ذكرياته مع الشيخ أحمد ندا في الليالى الأخيرة من رمضان يقول:

"مادام جاء رمضان فقد استدرجنى إلى ذكر الشيخ أحمد ندا فلابد أن أقول فيه كلمة "لقد ولدت في حى السيدة زينب، وسلخت فيه سدة الفتوة، وصدرا من سنى الشباب ولست أذكر أننى من عهد الصبا تخلفت في ليلة من ليالى رمضان إذا كان السحر عن طلب مسجد السيدة زينب رضى الله عنها".


وتابع:" كنا في أواخر رمضان وتوقع ليلة القدر، أستمع أولا إلى درس الحديث من أستاذنا العلامة الجليل محمد السمالوطى عليه رحمة الله، حتى إذا فرغ منه في الوقت المقسوم استوى الشيخ أحمد ندا على الدكة وأنشأ يقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، طه، ما أنزلنا عليك القران لتشقى، إلا تذكرة لمن يخشى"، وقد انصفل بقراءة الليل صوته، وحلا نبره، وسلس له منه ما كان جامحا، ولأن ما كان في أول الليل عاصبا، وأطلقه في آى السورة الكريمة أبيض ناصعا كأنما صبغ من ذوب الفضة، أو كأنما اعتصر من صفحة البدر ليلة تماسه..


 لقد أسمعه في سورة طه كل ليلة، وفى كل ليلة يخيل إلى أن جبريل ينزل من جديد بسورة طه على محمد صلى الله عليه وسلم وهو يجول في فنون النغم فارسا خلا من هيبته الميدان، وتوارى الكمأة خشية الضراب والطعان، ولا يزال كذلك حتى يملأ الأذان طربا، ويشع في النفوس ما شاء الله أن يشيع من لذة وأريحية وفرح حتى إذا كان من مطلع الفجر على دقائق، نهض فوقف على الدكة وصاح في مقام الست بأعلى صوته (يا أمة خير الأنام ومصباح الظلام، ورسول الله الملك العليم العلام، تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال".

وأضاف الشيخ البشري في حديثه عن الشيخ أحمد ندا:" يستأنف الشيخ الدعاء "وأدخلنا وإياكم الجنة" فإذا صارت إلى حلقه كلمة إياكم يجعل يرتفع في مد الياء ثم يرتفع ويرتفع والناس يشخصون أبصارهم إلى السماء، وعند هذا المدى يخيل إلى الناس أنهم والمسجد الذي يضمهم بأرضه وسمائه وعده ودككه ومنيره قد ارتفعوا كتلة واحدة حتى وصلوا إلى جنة عدنان، ونالوا أعظم ما ينال مؤمن من الرضوان، ثم ويعود الشيخ إلى محلقه فيصيح "طلع الفجر طلع الفجر الله أكبر الله أكبر".
Advertisements
الجريدة الرسمية