رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. الحجار: "على الناصية" حققت حلم الطفولة بمقابلة "جاهين"

فيتو

يعتبر الفنان على الحجار أحد المطربين الذين تبناهم الراحل صلاح جاهين، وكان أحد الأسباب فى ظهوره على الساحة الغنائية..

الحجار روى لـ"فيتو" تفاصيل علاقتة بجاهين وكيف سانده فنيًا فى بداية مشواره، وكشف عن فيديو خاص لإحدى الرباعيات التى غناها لجاهين.
قال الحجار: صدفة غريبة وعجيبة كانت السبب فى علاقتى بالفنان العظيم صلاح جاهين، فقد كنت غنيت فى برنامج "على الناصية" بالإذاعة مع الإعلامية الكبيرة آمال فهمى، والتى كان لها فضل كبير فيما بعد فى دخولى إلى الوسط الفنى.
وبعد مرور بضعة أشهر على إذاعة هذه الحلقة من البرنامج استطعت أن أحصل على تصريح لدخول مبنى الإذاعة والتليفزيون فصعدت للدور السابع، حيث كان هناك مكتب الإعلامية الكبيرة التى كانت تشغل وقتها منصب رئيس جهاز المتابعة فى التليفزيون، وذهبت إليها لأشكرها لأننى أصبحت مشهورًا فى الحى الذى أسكن فيه بإمبابة بعد إذاعة الحلقة التى كنت قد سجلتها معها.
ووجدتها تعاتبنى على غيابى عنها كل هذه الفترة الطويلة وأخبرتنى أن الموسيقار محمد عبدالوهاب والشاعر الكبير صلاح جاهين كانا قد اتصلا بها تليفونيًا بعد أن استمعا لصوتى فى الحلقة، وأعطتنى أرقام تليفون كل منهما وطلبت منى أن أسارع بالاتصال بهما.
وأضاف الحجار: كنت أحب رباعيات صلاح جاهين منذ صغري بعد أن استمعت إليها فى الإذاعة بصوت ملحنها العظيم أيضًا الشيخ سيد مكاوى وكم تمنيت عندما أكبر أن تتاح لى الفرصة إذا أصبحت مطربًا معروفًا أن أحظى بموافقة صلاح جاهين والشيخ سيد مكاوى لأغنيها، فسارعت بالاتصال برقم تليفون جاهين، وعندما سمعت صوته يرد على مكالمتى انتابتنى رجفة شديدة ولم أعرف كيف أشرح له أنى فلان الذى استمع إلىّ فى برنامج "على الناصية" منذ أشهر وأن مدام آمال فهمى أخبرتنى أنك طلبت أن أكلمك لأنك تريد أن تعطينى أغنية من كلماتك.
واستطرد الحجار: "كانت طبيعة الأستاذ صلاح أن يتكلم على مهل شديد فرد علىَّ بأنه لم يكتب لى أغنية، وقبل أن يكمل كلامه كانت قد انتابتنى حالة من البكاء حتى سمع صوتى وأنا أبكى فسألنى.. أين أنت الآن؟ فقلت له أنى أتحدث من تليفون فى كشك فى إمبابة فسألنى إذا كنت مرتبطًا بشىء الآن فقلت له لا، فوصف لى عنوان منزله فى ميدان سفنكس بالمهندسين وطلب منى أن أذهب إليه حينها وبأسرع من البرق كنت أدق جرس الباب ووجدته يستقبلنى بحفاوة لم أكن أتوقعها حتى يجعلنى لا أشعر بأى غربة أو رهبة وأدخلنى إلى غرفة مكتبه - التى زرتها بعد ذلك عشرات المرات - وحكى لي واقعة حدثت مع المؤلف الموسيقى العالمى ( بيتهوفن ) بأنه كان قد كتب سيمفونية وأعطاها لقائد الأوركسترا الملكى، لكى يتمرن عليها العازفون حتى موعد الحفل المقام بدار الأوبرا بفيينا فى مناسبة ما، وعندما قرأها قائد الأوركسترا أخبره بأنه يصعب على الموسيقيين عزفها لفرط صعوبة وغرابة كثير من الجمل الموسيقية الموجودة بهذا العمل السيمفونى وطلب منه تبسيط هذه المقاطع الموسيقية الصعبة، ولكن "بيتهوفن" رفض تغيير أى جملة موسيقية بهذه السيمفونية وأخبر المايسترو أنه سينتظر حتى يأتى يوم ما يظهر فيه عازفون قادرون على عزف هذا العمل السيمفونى...
وأردف أن الأستاذ صلاح جاهين فاجأنى أثناء حديثه معى بقنبلة موقوتة زلزلت عقلى، وقال إن لديه عملًا مسرحى غنائيًا استعراضيًا اسمه "العاشق والمعشوق" لم يرغب فى إعطائه لأى جهة حتى يظهر المطرب الذى يستطيع القيام ببطولة هذا العمل حتى استمع لبرنامج "على الناصية" وقرر أن أقوم أنا ببطولة هذا العمل.
وتابع الحجار: منذ هذه اللحظة وأصبحت من مريديه وأخبرته أننى أحببت جمال عبد الناصر بسبب أغنياته التى كتبها لعبد الحليم حافظ وأننى كنت أصدق عندما كنت صغيرًا أن عبدالناصر (ح يفوت على الصحرا تخضًر وإن ح يكون فيه تماثيل رخام على الترعة وأوبرا فى كل قرية) وأن أغنياته هى التى شكلت وعيى السياسى، وقد تعلمت منه الكثير فى علاقاتى مع الآخرين وعلاقتى بعملى الفنى واحترامى للفن والإيمان بأنه رسالة قبل أن يكون وظيفة أو عمل الغرض منه الشهرة والمادة وبعد أن توطدت العلاقة بالأستاذ طلبت منه أن أغنى الرباعيات وبعد أن مارس جهدًا كبيرًا فى إقناع الشيخ سيد مكاوى بأن يوافق على إعطائى الرباعيات لأغنيها وحدث أن نلت المراد من رب العباد.
وقد كانت دراستى للفن التشكيلى ومعرفة الأستاذ صلاح بأنى زميل كلية الفنون الجميلة من الأشياء التى أضافت لعلاقتنا بالشعر والموسيقى إضافة أخرى مهمة، وكثيرًا ما كنت أحظى بأن أرى الكاركاتير الذى كان يرسمه يوميًا لجريدة الأهرام، بل إنه أحيانًا كان يسألنى عن رأيى فى الرسمة قبل أن يرسلها إلى الجريدة وقبل أن يراها الشعب المصرى والعربى.
واختتم: "رحم الله هذا الفنان العظيم الخالد الذكر".

الجريدة الرسمية