رئيس التحرير
عصام كامل

عيون موسى محطة الخروج الأولى لبني إسرائيل في سيناء

فيتو
18 حجم الخط

تعد عيون موسى ذات أهمية قصوى عبر العصور فهى أول محطة في رحلة خروج بنى إسرائيل من مصر عبر سيناء.

وذكر في القرآن الكريم " وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا قد علم كل أناس مشربهم "البقرة 60 وذكر في التوراة" ثم ارتحلوا إلى مارة ثم جاءوا إلى إيليم وكان هناك اثنتا عشر عين ماء وسبعون نخلة فنزلوا عند الماء " خروج 15، سفر العدد- إصحاح33.


وأكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان،مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء، أن بئر "مر" موقعها حاليًا شمال شرق عيون موسى بمقدار 11كم وماؤها غير صالح للشرب وتقع جنوب سفح جبل بهذا الاسم أما إيليم فموقعها منطقة عيون موسى الحالية.

وأضاف أنه يتضح من هذا أن هناك 12 عين ماء تفجرت لبنى إسرائيل حين استبد بهم العطش بعد قطع مسافة كبيرة من موقع عبورهم عند رأس خليج السويس حتى موقع العيون الحالى 35كم وذلك بعد نفاذ كل المياه المحمولة من بداية الرحلة وكانت العيون بعدد أسباط (عائلات) بنى إسرائيل وكل سبط ينتمى لابن من أبناء نبى الله يعقوب وهم أخوة يوسف الصديق وعددهم 12 وكانت المياه متفرقة حتى لا يتكالبوا على المياه دفعة واحدة.

وأكد أن الدراسات الأثرية الحديثة التي قام بها فيليب مايرسون أثبتت أن المنطقة من السويس حتى عيون موسى هي منطقة قاحلة جدًا وجافة مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم كل هذه المنطقة حتى تفجرت هذه العيون والمنطقة الآن بها أربعة عيون واضحة منهم عينان بهما مياه ولكن غير صالحة للشرب وتحتاج إلى تنظيف ومعالجة، قطر أحد هذه العيون 4م ولقد اختفت بقية العيون نتيجة تراكم الرمال وتحتاج إلى مسح جيولوجى للمنطقة للوصول لمستوى الصخر أسفل الرمال، ويوجد بقية العيون الذي يدل عليها هبوط في بعض المناطق لأن هذه العيون كانت متفرقة.

وأضاف أن الرحالة الذين زاروا سيناء في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادى وصفوا هذه العيون ومنهم ريتشارد بوكوك ورأى أربعة عيون واضحة ومياهها صالحة للشرب ووصف أشجار النخيل بالمنطقة وكان هناك ميناء على خليج السويس قرب عيون موسى استغله العثمانيون وتجار البندقية (فينيسيا) عام 1538م أيام السلطان العثمانى سليمان الثانى وقاموا بإنشاء قناة لنقل المياه من عيون موسى إلى مراكبهم بالميناء كما كان الميناء محجرًا صحيًا للحجاج القادمين عبر خليج السويس من ميناء السويس ونظرًا لاعتدال مناخها كان لكبار الشخصيات بالسويس منازل للتصييف بمنطقة عيون موسى.

كما اقترح الدكتور صفى الدين متولى رئيس قسم الطاقة الجديدة والمتجددة بوحدة الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية – قسم الاستكشاف بمركز بحوث الصحراء ،مشروع يقدم فيه رؤية علمية للكشف عن عيون موسى الحقيقية ويفترض أن كل عين من عيون موسى ممتدة حتى الصخور النارية في باطن الأرض ولها تركيب خاص بها مثل عين زمزم.

وأضاف أنه سيستخدم صور الأقمار الصناعية ذات درجات الوضوح العالى مثل سبوت الفرنسى وكويك بيرد الأمريكى وقياسات المغناطيسية لتحديد امتداد عيون موسى وباقى العيون والقياسات الكهربية ثنائية وثلاثية الأبعاد والقياسات السيزمية الضحلة وقياسات الرادار الأرضى ذات التردد العالى وسيتكلف هذا المشروع مليون دولار ويستغرق تنفيذه 12 شهر شاملًا الكشف العلمى عن كل خط سير رحلة بنى إسرائيل.
الجريدة الرسمية