رئيس التحرير
عصام كامل

من الجمعة للخميس!


الجُمعة..
قررت إيطاليا سحب سفيرها للتشاور بسبب قضية مقتل (ريجينى) بعد تعذيبه وإلقائه على الطريق الصحراوى، أسباب الغضب الإيطالى مُتعددة -ولهم الكثير من الحَق- قتل مواطن إيطالى، تعذيبه قبلها، إلقاؤه في الشمس والتُراب وهو أمر لا يليق بالطليان الذين اعتادوا العيش في بحبوحة شديدة؛ إذ أن حرمان الإيطالى من السيجارة المارلبورو أو البيتزا والكلوسلو أو تشجيع إنترميلان لهو جحيم حقيقى، فما بالك بإلقاء المواطن من دول في شمس الطريق الصحراوى في مصر دون مارلبورو ولا كاتشب؟!


إيطاليا معذورة، والمُشكلة أصلها عندنا، الجهات الأمنية فشلت للآن في حل اللُغز كأننا في حاجة للمُغامرين الخمسة أو المُفتش كرومبو، أيضًا رائحة المؤامرة نتنة ولا يُمكن إنكارها، لدرجة أن السماسرة جابوا أنفار صُبيان وستات وتظاهروا لصالح القتيل أمام السفارة لعل الزهر يلعب فيعيشوا في تبات ونبات ويخلفوا صُبيان وبنات، والمطلوب من كُل ذلك أن تُعلن إيطاليا الغضب رسميًا ضدنا، ويليها الاتحاد الأوروبي وأمريكا، يعنى بالبلدى العالم كُله، قوم إيه؟ نفس تفاصيل قضية (لوكيربى) الليبية.. عقوبات اقتصادية وعسكرية وحصار على مصر، تعويضات بالمليارات وتسليم مجموعة من كباش الفداء.. طيب التعويضات مُمكن نربُط الحزام ونوفَّرها، لكن الكباش نجيبهم منين وكُلهم هربانين في قطر وتركيا؟!

السبت..
قرأت خبر زيارة ملكات جمال العالم للمعالم الأثرية المصرية كمحاولة جيدة للترويج السياحى لبلدنا، الخبر لم يكُن جديدًا لانج وإنما سبق ترويجه قبل هذا اليوم، الجديد أنى قرأته على موقع "روسيا اليوم" الشهير، يعنى موقع أجنبى ـ حتى وإن كان في نُسخته العربية ـ ما يُشير ولو على استحياء أننا قد نكسر حاجز المحلية في الخطاب الترويجى ونتخطاه نحو العالمية والدولار والشعر الأشقر وهو المطلوب!

الزيارة التي شملت قرابة 60 ملكة من أجمل مخاليق ربنا لم يتم تغطيتها إعلاميًا بالشكل المُناسب من فضائياتنا، وفضلنا نتفرَّج على (تامر أمين) و(سيد على) و(سعيد حساسين) و(محمد الغيطى) و(شوبير) والضيوف الأبديين (سعد الدين إبراهيم) و(ممدوح حمزة) و(طارق عبد الجابر) و(إسلام الشاطر).. بالذمة حَد يسيب دول ويشوف دول؟ يقول المثل الشعبى تعقيبًا على تلك الحالة قيراط حظ ولا فدان شطارة، أما تعقيبى وأنا مصلوب قُدام التليفزيون فكان خُد من عُمرى عُمرى كُله إلا ثوانى أشوفهم فيها!

الأحد..
فتحت التليفزيون في وقت مُبكر من صباح اليوم، (طارق عبد الجابر) يطُل عبر برنامج العاشرة مساءً حتى مطلع الفجر، كلام مُعاد ومُكرر وبلا جدوى، بعد ساعات نوم وعمل وانقطاع عن التليفزيون أول ما بفتح تانى لقيته على LTC بنفس الكلام والتبريرات ونفس اللاجدوى، ويمكن نفس البدلة والكرافتة كمان!

قررت الانصراف عن التليفزيون، فتحت الحنفية والبوتاجاز والتلاجة، لقيت (طارق) طالع منهم، قولت أعمل حاجة مُختلفة، فتحت الغسالة لقيته طالع منها وبرضو بلا جدوى ولا تغيير، الخُلاصة: (طارق عبد الجابر) أصبح مُنتشرا أكتر من (أحمد شوبير)!

الاثنين..
لجأت للراديو المرَّة دى، ومعانا عم (لبيب) السبَّاك، تيران وصنافير مصرية واللا سعودية يا عم (لبيب)؟ يتمطَّع (لبيب) ويُجيب: إحنا نبُص على مواسير الصرف في الجزيرتين، لو لقيناهم شغالين عال يبقوا سعودى بمواصفات خليجى، لو لقيناهم منشَّعين ع الجدران يبقوا مصريين، حاكم إحنا معدتنا زى ما بتقرقش الزلط بتكون النتيجة برضو لا مؤاخذة في الكلمة زلط والمواسير بتتفرتِك عدم اللامؤاخذة، بس مُمكن بشوية جبس وأسمنت وفُرشتين برايمر أرجعهوملك لانج!

قررت القراءة والبحث في هذا الموضوع، لا يُمكن أن أسير كالأعمى خلف الخونة والعُملاء وكذابين الثورة ومرتزقتها.. هي فُرصة للبحث والتحرى والقراءة والاطلاع، ما أنا واثق منه ـ قبل الوصول للنتيجة ـ أن الرئيس والجيش لا يُمكن أن يُفرطا في أرضنا، حتى (جمال حمدان) أسطورة الجغرافية في مصر والوطن العربى أكد سعوديتهما، لكن البعض -على سبيل العناد- يطبق مبدأ السلف تلف والرَد خسارة!

الثلاثاء..
يوم كئيب من بدايته حيث صدر حُكم بحبس (صافيناز) ستة أشهُر لأنها رقصت بدون ترخيص، أي قانون هذا الذي يسمح بحبس (صوفى)؟ أكيد قانون حُمار، حسنًا، للمرَّة الأولى أقنعتنى الحوادث بالقاعدة الشهيرة "القانون حُمار"، والقاعدة الأخرى "القانون ميعرفش زينب".. واستمرارًا للتساؤلات الحزينة، فأى سجن ابن محظوظة سينال هذا الشرف؟ ويا ترى مواعيد الزيارة هاتكون ماتينيه واللا سواريه؟!

أحاول الحديث بجدية شاجبًا مُستنكرًا غاضبًا فلا أجد ألفاظا مُناسبة لذلك، أبحث عن جريمة أرتكبها علشان أدخُل السجن أنا كمان جنبها، يغيظونى قائلين أن إدارة السجون تفصل بين الرجال والستات والصواريخ كُل نوع في قسم لوحده.. سألتهم: حتى لو رقصت أنا كمان بدون ترخيص؟!

الأربعاء..
قرأت تصريحات المُرشح السابق الدائم المُخفق (صاحب المركز الثالث دائمًا) في سباق رئاسة الجمهورية (حمدين صباحى)، والتي تناقلتها المواقع عن حوار له في قناة (القاهرة والناس) مع الكاتب الصحفى (إبراهيم عيسى) مُلهم تويتات (البرادعى)، ولم أجد ما يستحق الذكر ولا التعقيب، لكن قررت البحث بمُنكاش عن أي حاجة لمنح الرجُل حقه بالشعور إن حَد مُهتم بمُتابعته!

عمومًا هو قال إنه لن يترشَّح لرئاسة الجمهورية في انتخابات 2018 بإذن الله، وسيتسائل البعض عن السبب المُقنع في اتخاذ حضرته لهذا القرار، وعن نفسى أعتقد أنه على 2018 بإذن الله ستكون الانفراجة الاقتصادية عال العال، والمشاريع الكُبرى قد أتت ثمارها، ويكون جواب القوى العاملة وصل لـ(حمدين)، وبالتالى لن يحتاج لموضوع الترشُح اللى مش جايب همُّه دة!

الخميس..
قدَّم (محمد رمضان) بطل أعمال البلطجة الدائم نُصحًا للحكومة المصرية عبر قناة النهار بأن تطبع عبارة "ثقة في الله" على الجنيه لترتفع قيمته، وهى العبارة التي يُطلقها (رمضان) في كُل لقطاته المُكررة لمَّا يقلع نصفه الفوقانى ويستعرض عَرَق صدره أمام المُشاهدين، مُضيفًا أن العبارة كانت سر نجاحه.. من حق (رمضان) أن ينجح ويتحصَّل على ملايين الجنيهات لأنه بيشتغل أكتر منا جميعًا، فكُلنا بناكُل من عرق جبيننا، لكنه بياكُل من عَرَق جبينه وعَرَق صدره معاه، بالإضافة طبعًا لعَرَق حنجرته!

عمومًا لو ارتبط نجاح الجنيه والاقتصاد المصرى بتنفيذ نصيحة (رمضان) فمُمكن ننزِّل بالمرَّة صورته هو (بصدره العارى طبعًا) على كُل أوراق العُملة، ووقتها تكون الحكومة عملت برنامج إصلاح اقتصادى ميخُرِّش الميَّة علشان تخلى المواطن يحمد ربنا ويصلى ركعتين شُكر ساعة ما يلاقى نفسه مفلِّس!
الجريدة الرسمية