رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. سيد زيان.. موال الضحك الباكي "بروفايل"

فيتو

بعد معاناة شديدة مع المرض استمرت عدة سنوات رحل سيد زيان، صاحب الضحكة المجلجلة التي اختلطت فيها السخرية بالبسمة والمرارة من الأوضاع المقلوبة التي اجتاحت مصر في سنوات ما بعد الانفتاح الاقتصادي لتكشف عن انقلاب القيم والمعايير.

رحل موال الضحك الباكي الذي نجح في إثبات قدرته على استنفار دموع المشاهد بنفس مقدرته على إضحاكه، وربما يرجع ذلك إلى مسحة حزن دفينة داخل نفسه ظهرت على وجهه وفي أدائه مما جعل مواقفه الضاحكة تختلط بالمرارة والسخرية الغليظة أحيانا لتكشف عن شحنة وجع حميمية كانت هي أبرز سمات الأداء لدى هذا الفنان.


بدايته الفنية

يبدو أن بداية مشواره مع الفن كممثل تراجيدي، من خلال فرقة المسرح العسكري، التي قدمت العديد من المسرحيات العالمية والعربية، قبل أن يكتشف موهبته في الكوميديا في فرقة الهواة الفنان "عبدالغني ناصر"، الذي أسند إليه أول دور كوميدي في مسرحية إعلان جواز، كان له تأثير في ذلك، حيث أسند إليه بعدها المخرج نور الدمرداش دورًا بارزًا في مسرحية "حركة واحدة أضيعك"، حتى جاءت انطلاقته الحقيقية بعدما رشحه "فؤاد المهندس"، للمشاركة معه في مسرحية "سيدتي الجميلة".


تعاقد بعد ذلك على العمل مع فرقة الفنانين المتحدين لتبدأ مسيرته الفنية، ليقدم بعدها العديد من الأعمال المسرحية بعضها في مسرح محمد نجم وبعضها الآخر في المسرح الخاص لحساب نفسه، ومن هذه الأعمال ( العسكري الأخضر، واحد ليمون والثانى ليمون، القشاش، خد الفلوس وأجري)، وكان آخر أعماله للمسرح "كحيون ربح المليون" والتي قدمها في لبنان عام 2002 قبل مرضه بعام واحد.


أبرز أعماله

قدم في السينما أكثر من أربعين فيلما أبرزها (أبناء الصمت، أريد حلا، عفوا أيها القانون، المتسول، ليلة ساخنة، وكالة البلح،المتسول) وأعمال أخرى عديدة بعضها يمكن اعتباره من أفلام المقاولات والبعض الآخر من الأفلام الخفيفة التي تعتمد على المفارقات الكوميدية مثل (احترسي من الرجال ياماما، ليس لعصابتنا فرع آخر، عماشة في الأدغال، الطماعين، الفهلوي) وغيرها. 



وفي التليفزيون شارك زيان في أعمال قليلة لكنها متميزة مثل ( العائلة، عمر عبد العزيز، المال والبنون، الراية البيضا) وقدم أدوارا ناجحة.


كان الراحل حالة فنية خاصة بجميع تفاصيلها، بداية من نبرة صوته المميزة التي كانت سببًا في توسيع قاعدته الشعبية لدى جمهوره ومحبيه، والتي ميزته أيضًا عن غيره من الفنانين خاصة ممن ساروا على دربه في الخط الكوميدى، بالإضافة إلى نظرة عينيه التي تحمل قدرًا من اللمعان الحزين الباكي، وكثيرا ما كان يقدم مقاطع طرب في أعماله المسرحية بصوته الأجش المتميز بهدف الكوميديا والسخرية أيضا، لكن بحة صوته لم تكن تخلو من الشجن والطرب فقد خلط الموال بالكوميديا، والطرب بالحزن، والشجن بالسخرية.

استحق سيد زيان أن يكون بالفعل موال الضحك الباكي، ولهذا السبب أيضا نكتشف أنه أكثر فنان التقطت له صور وهو يبكي سواء في معاناته المرضية أو بعض المعاناة الشخصية في مرحلة من حياته، وهو ما تكرر عند زيارة رئيس المركز الكاثوليكي للسينما الأب بطرس دانيال، له منذ عامين برفقة بعض الفنانين وبناته وأحفاده حيث لم يتمالك نفسه وبكى بشدة أمام آخر لمسة وفاء شهدها قبل وفاته، ربما لم يبك طول حياته من قبل.

الجريدة الرسمية