رئيس التحرير
عصام كامل

«الحجيجة» والموضوعية وما بداخل الثورة


"أنا عايز الحجيجة يا حسب الله" هكذا يصرخ الإيطاليون في وجه السلطات المصرية، فالإيطاليون غير مقتنعين أن كل "شيج" –حسب تعبير الفنان أحمد بدير- عند السلطات المصرية قد انكشف وبان في مقتل الباحث الإيطالي.. المحزن أن مصر بأكملها تدفع ثمن تهور وتجبّر المتهورين من بعض رجال الأمن، المصحوبة بإخبار عن حالات التعذيب وملاحقات القانونيين وجمعيات حقوق الإنسان.


ربما لا يعرف الكثير من المصريين حجم المأساة التي تتعرض لها سمعــة مصر من جراء قضية مقتل الباحث الإيطالي، ويكفي أن تبحث مستخدمًا اسم مصر على محرك البحث "جوجل" لتكتشف أن أول خبر يطل علينا هو التطورات في قضية مقتل الباحث الإيطالي، وبخاصة بعد تنامي الغضب الإيطالي والذي أدى إلى تأجيل الاجتماع بين الطرفين المصري والإيطالي الذي كان يجب أن يتم أمس الثلاثاء.

وحتى لا يتهم البعض الإعلام الغربي بالـتآمــر على مصر، فإن صحيفـة "الإندبندنت" البريطانية التي نشرت خبـرًا عن تحذير إيطاليا لمصر بأنها قد تأخد خطوات تصعيدية في قضية مقتل مواطنها، نشرت في اليوم نفسه تقريرًا عن حادث الخطف طائرة مصر للطيران بواسطة شخص يحمل حزامًا ناسفًا مزيفًا، تقول فيه إن الحادث يتكرر بشكل مستمر، بل قدمت إحصائية تقول إن هناك أكثر من 130 طائرة أمريكية تم خطفها في الجو بين عامي 1968 و1972.

أما ما بداخل الثورة، فهو جزء من عنوان كتاب للكاتب "جاك شثىنكر" نشرته صحيفة الجارديان- الكتاب بعنوان: ليس مجرد ثورة، بل الفعل داخل الثورة-الكتاب الذي عرضته صحيفة الجادريان عن ثورة 25 يناير 2011، يقول إن جميع المصريين يتفقون على أن الإنجاز الأكبر للثورة هو تحويل المصريين العاديين إلى أشخاص فاعلين في الحياة السياسية، لم يعد المصريون يقبلون أن يكونوا ضحايا، ويقول العرض إن المصريين وبعد أن ضاقوا بنظام الإخوان، أرادوا العودة إلى من يعرفونهم وضعوا ثقتهم في الجيش كأحد دعائم الدولة القليلة آنذاك.

من بين فوائد الثورة –حسب الكتاب– أن الناس في مصر أصبح لديهم شعور كبير بأنهم وكلاء عن مصر، وأن الكثير من المصريين لم يعد يفكر في السياسة بنفس الطريقة القديمة.

الكاتب اختتم حديثـه عن الثورة المصريــة قائلًا إن المسألة ليست فقط ثورة، لكن الأهم كل ما جاء من أفعال داخل هذه الثورة، حيث أصبحت حالة في حد ذاتها، توثق إنجازاتها ومآسيـها، لتستمر في حكاية قصتها، ثورة 25 يناير في رأي كاتب الجارديان تحتفل بكيانها الجمعي، وتقدم مثالا للتضامن الاجتماعـي، وتدرك ما يدور حول العالم ومشكلاته، والحلول التي تتطلبها هذه المشكلات.
الجريدة الرسمية