رئيس التحرير
عصام كامل

في اليوم العالمي للسرطان.. المحاربون لـ«فيتو»: «المرض ابتلاء وامتحان».. شبل: «قربت من ربنا وحافظت على الصلاة.. العامل النفسي يسهم في العلاج».. إصلاح: «جلسة الكيماوي

فيتو

 استحقوا بجدارة أن يُطلَق عليهم لقب «المحاربون»؛ فهم لا يقلون عمن يحاربون العدو، ولكنهم يحاربون مرضًا لعينًا وهو السرطان، يتحملون المعاناة والألم، ويصبرون على الابتلاء العظيم من الله -عز وجل- لهم، محتسبين الأجر والثواب للصبر والرضا بالابتلاء، إلا أنهم يرفضون نظرة المجتمع السلبية لهم ونظرات العطف والشفقة عليهم أنهم مرضى السرطان.


 وخلال اليوم العالمي للسرطان الموافق 4 فبراير من كل عام يتم التوعية بالمرض وكيفية الإصابة به وتقديم جميع أنواع الدعم للمرضى للمؤازرة والحث على الكشف المبكر للمرضى لرفع نسب الشفاء منه.

 «فيتو» التقت عددًا من "المحاربين" ليرووا تجاربهم الناجحة مع المرض؛ ليكون كل منهم مثلًا وقدوة لغيرهم من المصابين.

 "أحمد شبل" من محافظة الإسكندرية، قال إنه اكتشف إصابته بمرض اللوكيميا (سرطان الدم) منذ عام، مشيرًا إلى أنه لا يعرف سبب إصابته بالسرطان إذ إنه لا يدخن، واصفًا شعوره حينها بأنه وصل إلى نهاية الحياة، وأنه سوف يموت وتتوقف حياته في أي لحظة.

 نظرة الإعلام
 وأوضح "شبل" لـ«فيتو» أن السبب في ذلك هو نظرة وسائل الإعلام والمجتمع لمرض السرطان، وأنه يعني الموت، لافتًا إلى أنه كان يسمع أقاربه وهو نائم يتحدثون عنه بأنه أصيب بالمرض الخبيث "الوحش"، وكان يصاب بالحزن حينها.

 وتابع أنه التقى عددًا من المرضى وتعرف بهم، وأيقن أنه يمكنه إكمال حياته والتأقلم مع المرض، وأراد أن يُثبت للجميع أن مرضى السرطان إيجابيون، يمكن للمجتمع الاستفادة منهم، وأنه يمكن تغيير الصورة الذهنية لدى الناس عن مرض السرطان.

 وأضاف أن إصابته بمرض السرطان هي ابتلاء من الله عز وجل في الدنيا، مشيرًا إلى أنه كان بعيدًا عن ربنا، قائلاً: "ربنا ابتلاني لكي أقترب منه، وبدأت أصلي وأحافظ على مواعيد الصلاة، وشعرت إني إنسان كويس".

 وأكد أن هناك ضغوطًا نفسية على المرضى، وأن العامل النفسي يُسهم بنسبة 75% من العلاج، قائلاً لمرضى السرطان في اليوم العالمي للمرض "بشر الصابرين، خليك صابر على مرضك، والألم لا يدوم، وإن شاء الله خير".

 «فيتو» التقت المحاربة الثانية "إصلاح الغزاوي"، البالغة من العمر 42 عامًا، تروي معاناتها مع مرض السرطان، مشيرة إلى أنها تجربة صعبة ومفيدة في ذات الوقت؛ لأنها اكتشفت نفسها من جديد، إلا أنها تجربة صعبة؛ لأنها استأصلت جزءًا مهمًّا من الجسم، وأدى المرض إلى تغير في الشكل وحدوث تغيرات عصبية ونفسية أثرت فيها.

 وتمنت خلال اليوم العالمي للسرطان أن تنخفض نسبة الإصابة بالمرض لأنه منتشر بصورة كبيرة وبشكل مرعب، لافتة إلى أن تكاليف العلاج مرتفعة للغاية، حيث تبلغ تكاليف جلسة الكيماوي الواحدة بدءًا من 1800 جنيه وتصل إلى 17 ألف جنيه، مؤكدة أن مرض السرطان فعلاً يُطلَق عليه "موت وخراب ديار حقيقي".

 وكشفت عن كارثة هي أن مرضى السرطان الذين يتم علاجهم على نفقة الدولة يكون لمرة واحدة فقط، وإذا حدث للمريض انتكاسة أو عاد الورم مرة أخرى لا يمكن علاج المريض على نفقة الدولة؛ لأنه حصل على حقه من الدولة مرة واحدة فقط، وليس له الحق في العلاج مرة ثانية.
الجريدة الرسمية