الطوارق.. قصة رجال زرق يسيرون فى الصحراء بـ«الأكفان».. نساء يتمتعن بمكانة حضارية فى البادية تفوق العواصم الغربية.. أزواج يقدسون «الحموات» ويغطون الأفواه لمنع خروج العيب.. وتصنف مكا
وسط رمال الصحراء
يبرز رجال زرق يتمتعون بخلق رفيعة متفوقين على آخرين يتمرغون فى الحياة المدنية داخل أعتى العواصم الغربية أنهم "الطوراق"..
رجال يرتدون الأزرق فى لون السماء، شعب يستوطن الصحراء الكبرى، في جنوب الجزائر، وأزواد
شمال مالي، وشمال النيجر، وجنوب غرب ليبيا، وشمال بوركينا فاسو، والطوارق مسلمون يتحدثون اللغة الطارقية بلهجاتها
الثلاث تماجق وتماشق وتماهق، نجحوا فى الاحتفاظ بهويتهم الحضارية الأصلية.
لغة الطوارق
يتكلم الطوارق لغة
خاصة بهم، تُسمى اللغة الطرقية، وهي مزيج من لغة السواحلية واللغات الأفريقية الموجودة
في دول الساحل الأفريقي، تتحدث بها جميع قبائل الطوارق حيثما وجدوا، وتُكتب بحرف تيفناغ
الذي تُكتب به لغة الأمازيغ.
اللون الأزرق
يُطلق على الرجل
الطرقي باللغة الطرقية " إيموهاك" ويعني " الرجل الحر"، وقد عبر
الطوارق عن حريتهم في لباسهم الأزرق كلون السماء، دلالة على رحابة الحرية لدى الطوارق
كرحابة السماء لأن الرجل الطرقي يعشق الحرية، وقـــد أكسبهم لباسهم الأزرق اســما آخر
" الرجل الأزرق".
اللثام الطرقي
يضع رجال الطوارق
لثاما يبلغ طوله اثنا عشر مترا من القماش الأبيض الرقيق، يستر به الرجل الطرقي وجهه
ما عدا العينين، ويلف جزءا كبيرا منه على رأسه أشبه بالعمامة، و للثام الرجل الطرقي
عدة وظائف، أهمها تغطية الرأس من حرارة شمس الصحراء المرتفعة، والحماية من الزوابع
الرملية المحتملة، والسبب الثانى والذي يعد دليلا دامغا على أخلاق رجال الصحراء، ستر الرجل
الطارقى فمه تعبيرا عن التأدب والاحتشام أمام الأقارب، خاصة أمام حماته، لاعتقاد الطوارق
أن الفم يخرج منه العيب، لذا ينبغي تغطيته، الأخيرة للثام الرجل الطرقي، يكون له كفنا
إذا داهمته المنية في الصحراء.
مكانة المرأة
تتمتع المرأة الطرقية
بمكانة مرموقة في المجتمع الطرقي، حيث يعود لها الرأي الأول والأخير في تقرير شئون
العائلة، كما لا تُرغم على زواج لا ترغبه، بل تأتي موافقتها على الزوج قبل أية موافقة
أخرى من العائلة، فهي صاحبة القرار في اختيار شريك حياتها.
غير أن دخول الإسلام
لأفريقيا، وتمدن المجتمع الطرقي أسوة بالمجتمع الجزائري، ودخول أفراده في وظائف الدولة،
جعلت الرجال مستقرين، مما انعكس على مكانة المرأة، وأخذت تتراجع نسبيا، وحسب تصريحات
نساء طرقيات، أصبحت المرأة الطرقية تسير وفق إرادة زوجها، وتطيعه، وفق الشريعة الإسلامية،
بينما نساء الطوارق في الهقار وتمنراست لا زلن يتمتعن بمكانتهن الأولى، فلهن الكلمة
الأولى.
ويعتقد المؤرخون
أن مكانة المرأة المميزة في المجتمع الطرقي، هي من مظاهر العصر الأمومي، حيث كانت المرأة
سيدة العائلة كمكانة الرجل حاليا في العائلة.
التكوين المجتمعى
يتكون المجتمع الطرقي
من عشائر وقبائل، يرأسها الشيوخ من الأعيان عادة، مثل الشيخ هامود، وهو أقوى شيوخ الطوارق،
وله جيش من جميع أبناء عشائر وقبائل الطوارق، ويأتي بعده الشيخ إبراهيم، وهكذا تُصنف
مكانة الشيوخ وفق ما تملك أيديهم من القوة.
