الفنان آسر ياسين: «من ضهر راجل» مشروع مؤجل من أيام «رسائل البحر»
- "السبكي" قدم للسينما أفلاما جيدة مثل "كباريه" و"الفرح".. ولا أجد سببا يمنعني من العمل معه.
- "العهد" مسلسل "دون إسقاطات أو رموز".. ولو أردنا الحديث عن "25 يناير" لن نحتاج لـ"الإسقاط".
- "الكاريزما" سر نجاح الفنان وأعشق أداء الأدوار "المركبة".
- "مهيب" و"رحيم" شخصيات "الاختيار الصعب".
بهدوء تقدم في الوسط الفني.. قدم أدوارا بسيطة في البداية.. لكنه تمكن من تطويعها بموهبته، وترك بصمته على الأعمال التي شارك فيها، بحثه الدائم عن الجديد في عالم الفن، جعله بطلا بعد عدة أعمال قدمها سواء على شاشة التليفزيون أو في السينما، ورغم هذا ما زال متمسكا برؤيته الخاصة في التمثيل، التي تقوم على أن "الممثل يجب أن يؤدي كل الأدوار".
الفنان آسر ياسين.. الذي أطل على جمهوره في الموسم الرمضاني الماضي بعملين، "ألف ليلة وليلة"، و"العهد.. الكلام المباح"، التقته "فيتو" للحديث معه عن فيلمه الجديد المنتظر عرضه في موسم "عيد الأضحى"، وكذلك محاولة التوصل معه لـ"المعادلة الصعبة" التي واجهها، واستطاع حلها، في شخصية "مهيب" التي قام بتأديتها في "العهد".
"آسر" تحدث عن "من ضهر راجل".. الفيلم الذي من المتوقع أن ينافس به في الموسم السينمائي، كشف حقيقة دور "رحيم" في العمل، وعن تفاصيل تلك الشخصية وأمور أخرى كان الحوار التالي:
* بداية.. حدثنا عن تجربتك الجديدة فيلم "من ضهر راجل" المنتظر عرضه في إجازة عيد الأضحى؟
"من ضهر راجل" فيلم مختلف وجديد عما قدمته من قبل، أجسد فيه شخصية شاب يدعى "رحيم" يتيم الأم، ويتولى والده تربيته، ومن هنا جاء اسم العمل "من ضهر راجل"، التي تعني العلاقة القوية بين الأب وابنه، بعدما نشأ الأخير على العديد من القيم الطيبة، خاصة أن الأب يعمل إمام مسجد.
لكن "رحيم" الذي يعشق الملاكمة يقع في محنة الاختيار بين الصواب والخطأ، وهي الدراما التي يقوم عليها العمل، وقد أوشكنا على الانتهاء من تصوير الفيلم، ومن المقرر أن يعرض في عيد الأضحى المقبل.
* "الأضحى" موسم منافسة ضخم.. ألم تخش من دخول تلك المنافسة التي يصفها البعض بـ"غير العادلة"؟
لك أن تعرف أن البطولة مسئولية كبيرة على عاتق أي فنان، ويجب أن يكون البطل يمتلك الكاريزما وعناصر الجذب للجمهور، ما يلقي عليه عبئا كبيرا في اختياراته وأدائه حتى يحقق النجاح المطلوب، وأتمنى من الله جل وعلا، أن أحقق النجاح الذي أتمناه وأن يلقى العمل قبول الجمهور.
* حدثنا عن الأسباب التي دفعتك للتعاون، للمرة الأولى مع المنتج أحمد السبكي؟
أريد أن أسأل هنا، ما المانع الذي لا يجعلنا لا نعمل سويا خاصة إذا وجد العمل الجيد؟، والجميع يعلم أن المنتج أحمد السبكي مثلما أنتج وقدم للسوق أفلاما تجارية، فإنه في الوقت ذاته، قدم أفلاما فنية عالية المستوى مثل فيلم "كباريه"، و"الفرح"، و"واحد صحيح".
* حدثنا عن كواليس العمل؟
تربطني علاقة جيدة مع المخرج كريم السبكي، منذ أن كنا ندرس سويا الهندسة في الجامعة الأمريكية، رغم أنه كان يصغرني بعام دراسي، وهذا خلق بيننا حالة من الانسجام، ولكن أصعب ظروف العمل هو اضطرارنا لاستئناف التصوير بملابس شتوية ثقيلة في هذا الصيف الصعب.
* وكيف تمكنت من تجسيد شخصية الملاكم، وهل احتاجت شخصية "رحيم" ترتيبات خاصة منك؟
قمت بالتحضير الجيد للشخصية وظللت لمدة عام كامل أتمرن على رياضة الملاكمة، مع الأخذ في الاعتبار أيضا أن المخرج كريم السبكي كان يمارس رياضة الملاكمة، ما جعله على معرفة جيدة بكل تفاصيل تلك الرياضة، ولهذا كان يوجهني جيدا أثناء التصوير.
* الملاكم.. يعتبر التجربة الثانية لآسر ياسين في تقديم صورة البطل الرياضي.. حدثنا عن هذا الأمر؟
هذا حقيقي فقد سبق لي أن قدمت شخصية لاعب كرة سلة في فيلم "بيبو وبشير"، والحقيقة أن فيلم "من ضهر راجل" تم عرض بطولته علىَّ منذ كنت أقوم بتصوير فيلم "رسائل البحر"، ولكنني كنت أبحث وقتها عن تقديم فيلم كوميدي خفيف، وهذا ما جذبني لفيلم "بيبو وبشير"، إلى أن جاء الوقت الذي أقدم فيه "من ضهر راجل".
* البعض يرى أنك فنان محظوظ بتقديمك لأدوار البطولة سريعا؟
لي رأي خاص في هذا الأمر، وهو أن الفنان الذي يؤدي دورا أقل في المساحة لديه فرصة أكبر لتقديم ما لديه وسط العمل، ومنافسة كل فنان حتى يحقق النجاح الذي يرجوه في دوره، وهذا ما جعلني متخوفا من تحمل مسئولية البطولة، وجعلني أقوم بمحاولة تأجيلها مثلما فعلت مع المخرج محمد ياسين، والكاتب الكبير وحيد حامد، عندما عرضا علىَّ بطولة فيلم "الوعد"؛ حيث كنت مرتبطا وقتها بفيلم "زي النهاردة" وهو فيلم بطولة جماعية، وهم يعرضون علىَّ بطولة، وأعتقد أن تجربتي في كل عمل هي السبب الرئيسي لما وصلت إليه في وقتنا الحالي.
* من أجل ما سبق.. هل يمكن القول إن "آسر ياسين" يبحث دائما عن الجديد ليقدمه؟
هذا حقيقي فأنا أبحث دائما عن الجديد، خاصة أنني لا أستمتع بتقديم أدوار مكررة، ووعدي مع جمهوري هو تنوع الأدوار وجودتها سواء كانت بطولة فردية أو جماعية، المهم أنني أقدم ما أقدمه لأنني أعشق التمثيل.
* وهل هذا سر عملك في مسلسل العهد رغم أنه بطولة جماعية؟
الدور والعمل الجيدان لا يتكرران بسهولة، كما أن البطولات الجماعية موجودة في أغلب الأعمال الفنية الآن، وتمثل منافسة بين فناني العمل الواحد، ما سيعود المشاهد على الاستمتاع بالعمل وأن يشاهد الأعمال ذات القيمة الفنية العالية.
* هل كنت تتوقع أن يثير مسلسل "العهد" كل هذه الضجة؟
بالطبع توقعت ذلك، فالعمل كتبه المؤلف محمد أمين راضي بحرفية شديدة، كما أن العمل يجذب الانتباه ويحرك عقل متابعيه من أجل إعمال عقولهم وفتح آفاق أكبر لخيالهم.
* لكن شخصية "مهيب" كانت محيرة لمتابعي المسلسل.. تعقيبك؟
"العهد" يوجد به الكثير من التناقضات في شخصياته التي تنتمي أكثر إلى السيرة الشعبية أو الأسطورة، فـ"مهيب" مع كل ما يمتلكه من هبات أعطاها الله له وخاصة تعامله مع الثعابين وسيطرته عليهم، يراها أحيانا نقمة عليه، كما أنه فقد بوصلته عندما أمسك بزمام الحكم ودخل دائرة الصراع عليه، خاصة أنه حقه الذي سلب منه وهو طفل صغير، بالمختصر "مهيب" شخصية شديدة التعقيد ولها خصوصيتها.
* كيف تعاملت مع تلك التركيبة المعقدة كممثل؟
أعشق أداء هذه النوعية من الشخصيات والأدوار، وأعتبرها أيضا بمثابة تحدٍ لإمكانيات الممثل الفنية وقدراته، كما أن تلك النوعية ساهمت بشكل كبير في تشكيل شخصيتي ومكانتي الفنية.
وأريد هنا أن أكشف سرا في شخصية "مهيب"، وهو أنني رغم تحضيري للعمل جيدا، إلا أنه مع أول يوم تصوير وبمجرد وضع الماكياج دخلت في تفاصيل الشخصية، واكتشفت أنني كنت أحتاج أن أقف أمام المرآة كـ"مهيب" لا أن أتخيل الشخصية وأحاول التعامل معها.
* ألم تجد صعوبة في استعياب الإسقاطات والرموز التي حملها العمل؟
"العهد" مسلسل تدور أحداثه في إطار من الفانتازيا التاريخية، وعلى العكس لا أرى به أي إسقاطات، فالعمل يؤكد أن التاريخ يعيد نفسه، وأن الطامعين بالسلطة يلجئون لأي شيء للسيطرة على عقول الناس، مستخدمين الدين أو القوة أو الخطر لتخويف الناس وضمان استمرار حكمهم.
* لكن عددا كبيرا من المشاهدين ربط بين العمل وثورة يناير وما تلاها من أحداث عاشتها مصر سياسيا واجتماعيا؟
هذا غير صحيح؛ لأننا لو أردنا مناقشة أحداث ثورة يناير وما تبعها كان العمل قدم حاليا وليس كدراما خيالية؛ لأنه لا يوجد ما يمنعنا من تقديم ما نريد حاليا، والتاريخ مليء بالثورات والحكايات، وهو ما يؤكد نظرية أن التاريخ يعيد نفسه دائما.
* وما تقييمك للمنافسة التليفزيونية في رمضان هذا العام؟
لا أستطيع تقييم شكل المنافسة في سوق الدراما، وبالنسبة لى المسلسل لو لم يتم عرضه في رمضان سيتم عرضه في أي وقت آخر، هذا بجانب أنني لا أضع أبدا كلمة منافسة إلا في الأعمال المتشابهة وهو نادرا ما يحدث.
* قدمت في رمضان أيضا شخصية خيالية في مسلسل ألف ليلة وليلة.. ألم تخش أن يربط الجمهور بين العملين؟
"ألف ليلة وليل" مسلسل تاريخي ودراما خرافية وخيالية، قدمت من خلاله دور ساحر، وهي شخصية خرافية تستخدم الجرافيك وتدربت على السحر في العمل، أما مسلسل "العهد" فلا أعتبره مسلسلا خياليا، لكنه عمل درامي تاريخي اجتماعي، يلمس مناطق حقيقية لذلك لم أتخوف من التشابه بينهما، خاصة في ظل التطور الكبير في الدراما سواء في التصوير أو الجرافيك أو الإخراج أو الملابس، فكل شيء أصبح مختلفا.
* ألم تقلق من التعاون مع المخرج رءوف عبد العزيز في أولى تجاربه؟
رءوف عبد العزيز مخرج متميز متمكن من أدواته، وبذل جهدًا كبيرًا لتقديم مسلسل جيد.
* ما الذي دفعك إلى التركيز في المشاركة التليفزيونية في رمضان الماضي؟
هناك عدة أسباب وهي الطفرة التي حدثت دراميا وشاهدناها خلال الأعوام القليلة الماضية؛ بسبب وجود مؤلفين مميزين واتجاه المخرجين السينمائيين للعمل في الدراما التليفزيونية، بعد تراجع أعداد الأعمال السينمائية المقدمة، وهو ما جعلني أتواجد في عملين برمضان.
* ألم تشعر بأن التركيز التليفزيوني قد يضر بك سينمائيا؟
الدور والعمل الجيد يفرضان نفسهما، وكممثل أختار أفضل المعروض عليَّ لأقدمه سواء كان سينمائيا أو تلفزيوينا، هذا بجانب أنني أؤمن بأن العمل الجيد يجذب المشاهدين سواء كان سينما أو تليفزيونا أو مسرحا.
