رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «عزير» العائد من الموت بعد 100 عام.. جعله الله آية على البعث والنشور.. خلاف حول نبوة صاحب القرية الخاوية.. وبنو إسرائيل ادعوا بنوته لله

فيتو
18 حجم الخط

اختلف العلماء الدين على "عزير"، البعض يؤكد أنه رجل صالح، فيما يذكر آخرون أنه نبي من أنبياء الله، أما قريته التي مر عليها فتوجد في القدس بفلسطين.


والعزير هو الذي ذكره الله تعالى في قوله "أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" البقرة 259.

رجل صالح
الداعية محمد صالح المنجد ذكر في رده عن ذلك قائلًا "العزير" رجل صالح من بني إسرائيل، ولم يثبت أنه نبي، وإن كان المشهور أنه من أنبياء بني إسرائيل، كما قال ابن كثير رحمه الله في كتاب "البداية والنهاية".

وروى أبو داود عن أَبي هريرة، رضي الله عنه، قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَا أَدْرِي أَتُبَّعٌ لَعِينٌ هُوَ أَمْ لَا؟ وَمَا أَدْرِي أَعُزَيْرٌ نَبِيٌّ هُوَ أَمْ لَا؟)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

وقال الشيخ عبد المحسن العباد: "وهذا قاله صلى الله عليه وسلم قبل أن يعلم عن حاله- يعني تبّع - وقد جاء ما يدل على أنه قد أسلم فلا يكون لعينًا، وأما عزير: فلم يأت شيء يدل على أنه نبي".

ويذكر الداعية المنجد أنه لا حرج أن يقال عنه: "عليه السلام"، حيث كان رجلًا صالحًا، ذكرت قصته في كتاب الله، وقد عده كثير من أهل العلم من أنبياء الله عليهم السلام.

القرية الخاوية
والمشهور أن الرجل الذي مر بالقرية الخاوية على عروشها، التي ذُكرت بالقرآن، هو "العزير"، حَكَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ وَقَتَادَةَ وَالسُّدِّيِّ وَسُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَة، قال ابن كثير: "وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الْمَشْهُورُ".

وينظر في ذكر الخلاف في ذلك، فذكر ابن الجوزي في "زاد المسير" أن العزير مر على هذه القرية- وهي بيت المقدس على المشهور-، بعد أن خربها بختنصر وقتل أهلها، فأصبحت خاوية ليس فيها أحد، فوقف العزير متفكرًا فيما آل إيه أمر القرية بعد العمارة العظيمة، وقال: "أنى يحيي هذه الله بعد موتها"، وذلك لما رأى من شدة خرابها، وبعدها عن العود إلى ما كانت عليه.

قال الله تعالى: (فأماته الله مائة عام ثم بعثه)، وقد عمرت البلدة وتكامل ساكنوها وتراجعت بنو إسرائيل إليها، فلما بعثه الله عز وجل بعد موته، كان أول شيء أحيا الله فيه: "عينيه"، لينظر بهما إلى صنع الله فيه، كيف يحيي بدنه؟، فلما استقل سويا قال الله له (كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم).

قال الرواة "وذلك أنه مات أول النهار ثم بعثه الله في آخر نهار"، فلما رأى الشمس باقية، ظن أنها شمس ذلك اليوم، فقال: (أو بعض يوم)، ( قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه) وذلك: أنه كان معه فيما ذكر عنب وتين وعصير، فوجده كما فقده، لم يتغير منه شيء.

وقال الله تعالي "وانظر إلى حمارك" أي: كيف يحييه الله عز وجل وأنت تنظر (ولنجعلك آية للناس)، نسبة إلى الميعاد.

ويقال عن العزير أنه نبي من أنبياء الله أنزله الله على بني إسرائيل، وهناك رأي آخر يقول أنه رجل صالح وهو حبر من أحبار بني إسرائيل، ويقال أن نسبة يعود إلى لاوي بن يعقول بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.

100 عام
وتقول بعض التفاسير إن قصة العزير ذلك النبي أو الرجل الصالح الذي أماته الله وهو كان من بني إسرائيل وأعطاه الله من العلم والحفظ الشيء الكثير، وعندما أدرك أن الله أماته مائة عام ثم أحياه، عندئذٍ عرف عزير أن الله قادر أن يميته ويحيه ويحيي القرية التي كانت خاوية على عروشها، وعندها خرج إلى القرية فوجدها قد عمرها الإنسان وبدأ يتجول فيها.

وهو يتجول في القرية قام بالسؤال عن "العزير"، أي عن نفسه، فقال له الناس نعم نعرفه لقد أماته الله منذ مائة عام، وعندها قال لهم أنا العزير قد أحياني الله مرةً أخرى، وعندها بدأ يعلم الناس التوراة مرةً أخرى، ويجددها لهم.

ولذا فقد قدسوه وادعوا- باطلًا - أنه ابن الله، كما قال الله تعالى "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ"، وأكد علماء الدين أن هذا مخالف للدين، حيث وصف العزير أنه رجل صالح، أماته الله مائة عام كي يكون آيةً للناس، ويدل على قدرة الله سبحانه وتعالى.

ويقال أن قرية "العزير" التي مر عليها في مدينة القدس يوجد قبر بها يعتقد أنه للعزير، وتقع قرية العزير على أطراف سهل البطوف من الجهة الجنوبية منه بفلسطين، وعلى سفح جبل طرعان على الجهة الغربية الشمالية منه في الجليل الأسفل في شمال فلسطين، يحدها من الغرب قرية رمانة ومن الشرق قرية البعينة نجيدات.
الجريدة الرسمية