رئيس التحرير
عصام كامل

أكذوبة يوم القدس.. المسلمون يكتفون بالشعارات والمظاهرات.. وإسرائيل تواصل التهويد وتغيير هوية المدينة.. ثلثا عدد سكان القدس من اليهود.. والفلسطينيون يواصلون الصمود

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
18 حجم الخط

الحقائق تشير إلى أن يوم القدس العالمي لم يقدم شئيا يخدم القضية الفلسطينية على مدى 36 عاما، منذ أن تم الإعلان عن هذا اليوم بدعوة إيرانية سوي المتاجرة بآلام وأوجاع الفلسطينيين في هذه المدينة المقدسة بل لقد ساعد ذلك دولة الاحتلال الإسرائيلى في تغيير هوية المدينة فيما اكتفي العرب والمسلمون برفع الشعارات.


يوم القدس العالمي

يوم القدس العالمي أو اليوم الدولي لمدينة القدس، هو حدث سنوي يرتبط بشهر رمضان المبارك.. حيث دعا المرشد الأعلي للثورة الإسلامية آية الله الخميني إلى إحياء يوم الجمعة الأخير من رمضان للتأكيد على قضية القدس، ورفعت الشعارات منذ 1979 ولكن الحقيقة المؤكدة أن المدينة مازالت تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وطالب الخميني جميع المسلمين في العالم والحكومات الإسلامية بالعمل معا لقطع يد إسرائيل ومؤيديها، ولكن حتى الآن يتم قطع يد طول الطوق والقوي العربية لصالح الكيان الغاصب.

احتفالات دون نتائج

ويري مراقبون أن يوم القدس العالمي، هو يوم احتفالي ترفع فيه الشعارات ومع انتهاء اليوم الثاني يعود المحتفلون إلى أعمالهم، عقب استماعهم إلى قادتهم السياسيين الذين يرفعون شعار "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل".

وأوضح المراقبون أنه في الوقت الذي يحيي فيه المسلمون يوم القدس، تشهد المدينة أكبر عملية تغيير للهوية، فيما يرفع السياسيون الشعارات دون مواجهة حقيقية فقد دأب منظرو الحركة الصهيونية منذ منتصف القرن الماضي على التأكيد لليهود في مختلف أنحاء العالم أن هدف الصهيونية هو احتلال القدس، وجعلها عاصمة (لإسرائيل).

التهويد 

وسعت "إسرائيل" خلال العقود الماضية إلى استكمال مخططها الاستيطاني الهادف للسيطرة الكاملة على مدينة القدس، وعملت على تحقيق ذلك من خلال توسيع ما يسمى بحدود القدس شرقًا وشمالًا عبر الاستيطان، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

معاليه أدوميم

وعمليًا فإن ضم مستوطنة "معاليه أدوميم" إلى حدود البلدية أضاف 35 ألف مستوطن إلى عدد المستوطنين الموجودين في الحزام الاستيطاني حول القدس، وبذلك يصبح أكثر من 200 ألف مستوطن يسكنون داخل حدود البلدية، إضافة إلى المستوطنات الشرقية التي تضاعف العدد إلى 400 ألف يهودي في القدس الغربية، بحسب تقرير مركز المعلومات الوكني الفسلطيني.

وحسب الأرقام الرسمية الإسرائيلية، شهدت الفترة التي شغل فيها بنيامين نتنياهو منصب رئيس الوزراء من الفترة 2009 إلى 2014 ارتفاعا في بناء المستوطنات بنسبة 25 % عن السنوات السابقة، كما أشارت الأرقام الرسمية إلى ارتفاع سكان المستوطنات بنسبة 9 %، وفقت لتقرير لقناة "روسيا اليوم" عن الاستيطان.

الميزان الديموجرافي 

ولا شك أن السياسة التي اتبعتها "إسرائيل" أدت إلى مضاعفة عدد المستوطنين، وفي نفس الوقت قللت نسبة السكان الفلسطينيين الذين يشكلون ثلث سكان القدس أي نحو 220 ألف نسمة بما فيها الجزء الذي تم ضمه وبه 380 ألف نسمة، مع العلم أن عدد المستوطنين في مدينة القدس يساوي عدد المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة (180 ألف مستوطن)، بحسب تقرير لمركز المعلومات الوطني الفلسطيني.

وأضاف المركز أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عملت على تنفيذ توصية اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشئون القدس لعام 1973 م، برئاسة جولدا مائير، والتي تقضي بأن لا يتجاوز عدد السكان الفلسطينيين في القدس22% من المجموع العام للسكان، وذلك لإحداث خلخلة في الميزان الديموجرافي في المدينة.

سحب الهويات

وعملت إسرائيل على سحب الهويات من السكان العرب في القدس، وسحبت الهويات أكثر من خمسة آلاف عائلة مقدسية إلا أن الفلسطينيين يشكلون نحو 35% من مجموع السكان داخل حدود القدس، وذلك نتيجة عودة آلاف المقدسيين للسكن داخل حدود القدس، بحسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني.

فيما يحظر على 3.7 ملايين فلسطيني من باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة دخول القدس الشرقية دون تصاريح إسرائيلية يصعب الحصول عليها.

ويضيف المركز أن الفلسطينيين يحصلون على تصاريح لا يستطيعون أن يعبروا بها سوى أربعة حواجز من بين 16 حاجزا تقع على طول الجدار، فيما أصبح ما يقرب من 55 ألف فلسطيني من سكان القدس الشرقية معزولين ماديا عن المركز الحضري بواسطة الجدار العازل.

الحقيقة المرة 

ويري مراقبون أن بقاء القدس تحت السيطرة الإسرائيلية يمس مشاعر مليار ونصف مليار مسلم، وهو تحد خطير ينذر بإقدام اليهود على هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه وقل أن تقع الكارثة ويطول الانتظار فإن تحركًا عربيًا وإسلاميًا بات واجبًا وهو فرض عين.

فالسلطات الإسرائيلية ماضية في إجراءات تهويد القدس وتغيير طابعها الحضاري والتاريخي، والمسلمون والعرب يكتفون بمظاهرات لمدة ساعات في يوم يتيم من أيام رمضان.
الجريدة الرسمية