رئيس التحرير
عصام كامل

مكرم عبيد يكتب: حكمة الصوم الرحمة

فيتو

أشارت الدكتورة منى مكرم عبيد في كتابها "كلمات ومواقف مكرم باشا عبيد" إلى أنه في تهنئة مكرم عبيد للمسلمين بشهر رمضان وجه كلمة إلى المسلمين في مصر يقول فيها: أهنئكم بهذه الأيام الكريمة شهر رمضان والعيد، وأهنئ المسلمين لا لأنهم أفطروا، بل لأنهم صاموا، ذلك هو المعنى الأسمى من هذا العيد، وعندى أن الحكمة الأولى من الصوم ليست أن يصوم الإنسان لكى يعود فيفطر، بل أن يفطر لكى يعود فيصوم، ذلك لأن الصوم كما شرعته الأديان، هو الرحمة المتجسدة المتجددة.


وإذا كان الله قد أراد بالصوم أن نمتنع من أن نأكل، ذلك لأنه أراد أن نشعر في أجسادنا، وفى أرواحنا الرحمة نحو الجائع الذي منع من أن يأكل، أو قل إن الله أراد أن تصبح الرحمة فينا سجية لا هوية ولا مزية، وفضيلة لا فضلا ولا تفضيلا.

ولهذا أوجب أن يتكرر الصوم، مادام أن هناك فقيرا حرم قوت اليوم، ووجب أن تتكرر الرحمة لتتكرر النعمة للفقير والغنى على السواء.

وما من شك أن أجر الصوم أوفى وأعظم لمن تذوق لذة الإفطار ثم صام، وتنعم بالعزة ثم ارتضى لنفسه أن يضام، ذلك لأن كثيرا من الناس إذا ما نعموا بلذائذ الحياة الدنيا شق عليهم أن يصوموا عنها أو يحرموا منها، بل إن بعضهم قد يصوم قليلا أو طويلا.

فإذا ماذاق مذاق الثروة أو الجاه أو السلطان فبعدا للصوم وبعدا للفاقة والحرمان، ذلك هو خطر الإفطار على الفاطرين، ولو أنه في ذاته يزيد من أجر الصيام للصائمين.
الجريدة الرسمية