بالصور.. جدل حول بناة «البيت الحرام».. الطبري: قواعد «بيت الله» هبطت لآدم من السماء للأرض.. ابن الجوزي: «الله أعلم لكن إبراهيم ليس أول من بناه».. ومؤرخون: الملائكة رفعوا
تصاعد الجدل حول بناة البيت الحرام، فذهب البعض للتأكيد على أن الملائكة بنوا المسجد، بينما اتجه آخرون لدور سيدنا إيراهيم ونجله إسماعيل في رفع قواعد البيت، ورجح فريق ثالث أن قواعد بيت الله هبطت لآدم من السماء إلى الأرض.
رفع قواعد البيت
لكن الله سبحانه وتعالى، ذكر في القرآن الكريم أن سيدنا إبراهيم ونجله إسماعيل، هما من رفعا قواعد البيت، حيث قال تعالى: "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ.. فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا" آل عمران، وقال سبحانه: "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ" البقرة.
بينما قال الطبري في تفسير الآية: "الْقَوَاعِد الَّتِي كَانَتْ قَوَاعِد الْبَيْت قَبْل ذَلِكَ"، وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هِيَ قَوَاعِد بَيْت كَانَ اللَّه أَهْبَطَهُ لِآدَم مِنْ السَّمَاء إلَى الْأَرْض، يَطُوف بِهِ كَمَا كَانَ يَطُوف بِعَرْشِهِ فِي السَّمَاء، ثُمَّ رَفَعَهُ إلَى السَّمَاء أَيَّام الطُّوفَان، فَرَفَعَ إبْرَاهِيم قَوَاعِد ذَلِكَ الْبَيْت"، لكن القرآن لم يوضح متى بني البيت الحرام أو كيف.
فترة بناء المسجد
ويدعي البعض أن الرسول محمد، صلَّى الله عليه وسلَّم، أخطأ في تحديد الفترة الفاصلة بين بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى، ويستدلون على ذلك من حديث رواه البخاري في صحيحه، في الحديث "إن بناء المسجد الأقصى كان بعد المسجد الحرام بأربعين عامًا"، وهنا برز التساؤل "كيف يكون ذلك رغم أن المسافة الزمنية ما بين النبي إسماعيل وإسحق إلى يعقوب تساوي أربعين سنة".
فقد روى البخاري (3366)، ومسلم (520) عَنْ أَبي ذر، قَالَ: "قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّل؟ قَالَ: (الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ)، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: (الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى)، قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟، قَالَ: (أَرْبَعُونَ سَنَةً)".
أول بناء
والمقصود من الحديث الإشارة إلى أول بناء المسجدين، وقد قيل: "بناهما جميعا آدم عليه السلام"، وقيل: "بنى آدم المسجد الحرام، وبنى بعض أبنائه المسجد الأقصى، فكان بين البناءين أربعون سنة، ثم بعد ذلك جدد بناء المسجد الحرام إبراهيم عليه السلام، وجدد بناء المسجد الأقصى سليمان عليه السلام".
وقال ابن الجوزي رحمه الله: "الإشارة إلى أول البناء، ووضع أساس المسجدين، وليس أول من بنى الكعبة إبراهيم، ولا أول من بنى بيت المقدس سليمان، وفي الأنبياء والصالحين والبانين كثرة، فالله أعلم بمن ابتدأ".
وقد روي أن أول من بنى الكعبة: "آدم، ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس"، وبنحو ذلك قال القرطبي، ورجحه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري".
5 مرات
وذكر العلامة "الألوسي" أن المسجد الحرام بني من قبل خمس مرات، الأولى: "بناء الملائكة عليهم السلام قبل آدم عليه السلام، وكانت من ياقوتة حمراء، ثم رفع ذلك البناء إلى السماء أيام الطوفان"، والثانية "بناء إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام"، والثالثة "بناء قريش في الجاهلية، وقد حضره النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان شابًا ابن خمسة وثلاثين عامًا، وشارك بنفسه الشريفة أعمامه في العمل، ولما أرادت قريش في هذا البناء أن ترفع الحجر الأسود لتضعه في مكانه اختصمت فيما بينها، حتى كادت الحرب تقع، ثم اصطلحوا على أن يحكم بينهم أول رجل يخرج من عليهم من هذه السكة، فكان رسول الله، صلَّى الله عليه وسلَّم، أول من خرج فقضى بينهم أن يجعلوا الحجر الأسود في مرط (أي كساء) ثم يرفعه زعماء القبائل فرفعوه ثم ارتقى عليه السلام فوضعه بيده الشريفة مكانه.
أول بناء
والمقصود من الحديث الإشارة إلى أول بناء المسجدين، وقد قيل: "بناهما جميعا آدم عليه السلام"، وقيل: "بنى آدم المسجد الحرام، وبنى بعض أبنائه المسجد الأقصى، فكان بين البناءين أربعون سنة، ثم بعد ذلك جدد بناء المسجد الحرام إبراهيم عليه السلام، وجدد بناء المسجد الأقصى سليمان عليه السلام".
وقال ابن الجوزي رحمه الله: "الإشارة إلى أول البناء، ووضع أساس المسجدين، وليس أول من بنى الكعبة إبراهيم، ولا أول من بنى بيت المقدس سليمان، وفي الأنبياء والصالحين والبانين كثرة، فالله أعلم بمن ابتدأ".
وقد روي أن أول من بنى الكعبة: "آدم، ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس"، وبنحو ذلك قال القرطبي، ورجحه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري".
5 مرات
وذكر العلامة "الألوسي" أن المسجد الحرام بني من قبل خمس مرات، الأولى: "بناء الملائكة عليهم السلام قبل آدم عليه السلام، وكانت من ياقوتة حمراء، ثم رفع ذلك البناء إلى السماء أيام الطوفان"، والثانية "بناء إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام"، والثالثة "بناء قريش في الجاهلية، وقد حضره النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان شابًا ابن خمسة وثلاثين عامًا، وشارك بنفسه الشريفة أعمامه في العمل، ولما أرادت قريش في هذا البناء أن ترفع الحجر الأسود لتضعه في مكانه اختصمت فيما بينها، حتى كادت الحرب تقع، ثم اصطلحوا على أن يحكم بينهم أول رجل يخرج من عليهم من هذه السكة، فكان رسول الله، صلَّى الله عليه وسلَّم، أول من خرج فقضى بينهم أن يجعلوا الحجر الأسود في مرط (أي كساء) ثم يرفعه زعماء القبائل فرفعوه ثم ارتقى عليه السلام فوضعه بيده الشريفة مكانه.
والرابعة "بناء عبد الله بن الزبير الذي بناها حسبما بلغه من خالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن رغبة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فجعل لها بابين لاصقين في الأرض: بابًا للدخول والآخر للخروج، وضم حجر إسماعيل إليها"، والخامسة "بناء الحجاج بن يوسف الثقفي الذي غير ما فعله ابن الزبير بعد استشهاده".
دور قريش
وقد أضاف بعض المؤرخين إلى تلك المرات الخمس المعلومات عن بناء الكعبة مرة أخرى: "إذ بنيت الكعبة أيام قصي بن كلاب أحد أجداد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وزعيم مكة في حينه، وذكر أن أول من سقف الكعبة المعظمة قصي بن كلاب، سقفها بخشب الدوم وجريد النخيل.
كما أن من الثابت المؤكد تاريخيًّا أن قريشًا لما بنت الكعبة المعظمة قصرت بها النفقة الحلال الصرف عن استكمال البناء، فتركوا من البيت مقدار ستة أذرع وشبر، وبنوا دونه جدار الكعبة، ولئلا يضيع ما أخرجوه منها أداروا عليه جدارًا قصيرًا بارزًا، فهو المسمى اليوم حجر إسماعيل، قال الزركشي نقلًا عن الأزرق في تاريخ مكة.
