رئيس التحرير
عصام كامل

سيادة الفريق شفيق ارحمنا


في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية 2012، لم أتمكن من التصويت؛ نظرًا لأنني مقيد في الجداول الانتخابية في قريتي (بساط) في محافظة الدقهلية، ولظروف عملي بالقاهرة لم أتمكن من السفر والتصويت، ولكن في جولة الإعادة وحينما انحصرت المنافسة بين الفريق شفيق ومحمد مرسي، فلم يكن هناك حرية اختيار فسافرت حتى انتخب الفريق، وكتبت مقالين في يومي انتخابات الإعادة الأول بعنوان لماذا الفريق شفيق؟، والثاني بعنوان أحمد شفيق رئيسا للجمهورية!


كانت لي أسبابي المنطقية في دعم شفيق، التي ذكرتها في المقالين، هذه الأسباب تأكدت صحتها وصدقها أثناء وبعد جلوس الإخوان على كرسي الحكم، التي مازلنا ندفع ثمنها حتى اليوم، أنا كنت أرى أن الفريق شفيق رجل دولة، وأنه حقق إنجازات كثيرة خلال توليه مسئولية وزارة الطيران، ويكفي أنه أنشأ لمصر مطارات نفخر بها، ورغم تعرضه لحملات تشويه كبيرة فكان منافسًا شريفا من اللحظة الأولى للانتخابات الرئاسية؛ حتى تهنئته للمرشح الإخواني الفائز.

هذا هو الفريق أحمد شفيق، الذي كنت أقدره وأحترمه، وكنت أتمناه رئيسا لبلدي، ليس هو الفريق شفيق الذي يخرج علينا اليوم ومن حين لآخر لكي يتحدث عن تزوير انتخاباته الرئاسية، وأن "فلانًا" أبلغه بفوزه و"علانًا" قدم له التهنئة قبل إعلان النتيجة، وحواراته الإعلامية ومداخلاته التليفزيونية في هذا الشأن، أنا لا أعرف ما هي الفائدة من الكلام في هذه الأمور الآن؟، هل هي إثارة الرأي العام؟.. سوف نفترض أن شفيق هو الفائز في الانتخابات هل من حقه الآن أن يتولى الحكم؟

مصر حاليًا يحكمها الرئيس الثالث منذ انتخابات شفيق في 2012 (محمد مرسي، عدلي منصور، عبد الفتاح السيسي).. هل المطلوب من الرئيس السيسي التنحي عن الحكم وتسليم السلطة للفريق شفيق؟.. إذا كان الإعلاميون يسعون إلى سبق إعلامي زائف بالحصول على تصريحاته، أين هي حكمته ورزانة عقله؟.. هل هو سعيد بهذا حتى يظل تحت الأضواء؟.. أم أنه سعيد بالبلبلة التي يثيرها في البلد من حين لآخر؟.. ويضطر رئيس أركان الجيش الأسبق، وكذلك رئيس المخابرات الأسبق للرد عليه؟.. أم أنه - وكما يقول البعض وأنا لا أصدق ذلك - ينفذ دورا مطلوبا منه في عدم استقرار مصر؟

سيادة الفريق شفيق، حافظ على ما تبقى من تاريخك وإنجازاتك وعلى محبيك وأنا كنت واحدًا منهم.. سيادة الفريق شفيق ارحمنا وارحم مصر التي تحتاج اليوم لمن يأخذ بيدها إلى الأمام لا إلى الخلف، يحفزها للمستقبل ولا يجرها للماضي، يساعد على البناء والوحدة والتكاتف، لا على الهدم والفرقة والاختلاف، وربنا يهديك ويهدي الإعلاميين الذين يكرهون هذا البلد، ويفضلون الإثارة الإعلامية على مصلحة مصر وأمنها القومي.

egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية