النصف من شعبان «يوم تحويل قبلة المسلمين إلى المسجد الحرام».. الصوم والقيام أبرز طقوس الاحتفال... غفران الذنوب وعتق الرقاب من النار منحة من الله .. والمتكبر والعاق محرومان من الأجر
يعتبرها الكثيرون بداية للنفحات الرمضانية قبل قدوم الشهر الكريم، هي عند المسلمين ليلة النصف من شعبان، موسم من المواسم الدينية وفقًا للغة الدارجة، وهي ليلة لها فضائلها الدينية وطقوسها الروحانية التي يحرص المسلمون من خلالها على ابتغاء مرضات الله ورسوله.
ويعود الاحتفال بتلك الليلة بمناسبة تحويل قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام والتي أشار الله لها في القرآن في قوله تعالى «فلنولينك قبلة ترضاها».
نصوم نهارها ونقوم ليلها
وعن الطقوس الواجب اتباعها في تلك الليلة، يقول الدكتور محمد أبو ليلة رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن النبى صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نقوم ليلة النصف من شعبان ونصوم نهارها، مستندا بالحديث الشريف الذي رواه ابن ماجة "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله ينزل قبل غروب الشمس إلى السماء الدنيا ويقول"هل من مستغفر فأغفر له، هل من مسترزق فأرزقه، هل من مبتلى فأعافيه، حتى يطلع الفجر".
وأضاف أبو ليلة، أن الله عز وجل يعتق في هذه الليلة رقاب الكثير من المسلمين من النار إلا أصحاب الذنوب الكبيرة مثل قاطع الرحم الذي لا يتصدق من ماله على أهله أو يتودد إليهم بلسانه أو يتحبب إليهم بقلبه، والمشاغب الذي يعيش دائما في نزاع مع الناس فلا يسلموا شره، وأوضح أن شهر شعبان كان له خصوصية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كان يكثر الصيام فيه مشيرا بحديث الرسول "أن رجلا سأله أي الصيام أفضل يا رسول الله بعد رمضان قال شعبان لتعظيم رمضان.
المغفرة
أشار أبو ليلة أن الله لايغفر في تلك الليلة للمتكبرين قائلا"المغرور المعجب بنفسه"والعاق لوالديه، وشارب الخمر وما شابهها في الضرر، وكذلك قاتل النفس أو المحرض على القتل، معربا أن هناك ورد عن ابن عباس للدعاء في هذه الليلة، ولكننا نقول للمسلمين"ادعوا الله بالقرآن والذكر، والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم، وبما يجرى على ألسنتكم من الدعاء لخاصتكم وللمسلمين.
«فلنولينك قبلة ترضاها»
يقول الدكتور عبد الله السعيد أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، إن ليلة النصف من شعبان تعد حدثا هاما عند المسلمين نظرا لتحويل القبلة من المسجد الأقصى بفلسطين إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة مستشهدا بالآية القرآنية" قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها "معربا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يريد تحويل القبلة، لأن المسلمين كانوا يصلوا مع اليهود على قبلتهم تجاه المسجد الأقصى.
وأشار السعيد أن هناك أشخاصا آمنوا وهناك آخرون ضلوا وهناك من سخروا مثل اليهود وقالوا "ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها" مشيرا إلى أن الله حقق استجابة لرسوله صلى الله عليه وسلم وعندها كان المسلمون يصلون في المسجد ولما تحولت القبلة، استناروا بها وهم ركوع إلى جهة المسجد الحرام، مما يدل على عمق الإيمان لديهم.
