رئيس التحرير
عصام كامل

برامج قلة الأدب.. موهبة «باسم» تحطمت أمام إصراره على ترديد الألفاظ الجنسية الصريحة بـ«البرنامج».. سمر يسري ترفع شعار «إذا لم تستح فاصنع ماشئت».. «بنى آدم شو» جن


برامج ذات ميزانيات ضخمة، ورعاة كثيرون، تعرضها كبريات الفضائيات الخاصة، في أوقات الذروة، لا تقدم قيمة ولا معلومة، شعارها: «قلة الأدب هي الحل»، بضاعة رخيصة ورديئة، ولكنها تصادف هوى عند فئات جماهيرية عريضة.


بدأها أحمد آدم في «بنى آدم شو»، ثم باسم يوسف في «البرنامج»، وإيناس الدغيدى في «الجريئة»، والتطور الطبيعى لها سمر يسرى، التي تقدم محتوى جنسيا متشابها في جميع المحطات التي تنقلت بينها، وأكرم الشرقاوى في «عرض كبير»، والذي أضاف بدوره أبعادًا جديدة في الإفيهات الجنسية، حيث انتقل من مرحلة الإيحاء إلى المكاشفة والمصارحة، لا تختلف كثيرًا عن تجربته الأولى في «القاهرة والناس» يضاف إلى ذلك برامج الجن والعفاريت والخيانة الزوجية وأزمات المثليين، حيث يتحدى مقدمو تلك البرامج منتقديهم، بجملة واحدة هي: «اللا مش عاجبه مايتفرجش».

وإذا أردنا استعراض أمثلة لهذه النوعية من البرامج الغارقة في التدنى المهنى فسنجد الأمثلة كثيرة لا يكاد يحصيها عدد لكثرتها، ولعل أبرز هذه الأمثلة هو برنامج «البرنامج» الذي كان يقدمه الإعلامي باسم يوسف، والذي كان يحمل إيحاءات جنسية في جميع الحلقات، حتى وصل الأمر إلى أن قدم فقرة في الحلقة الـ16 من الموسم الثانى بعنوان «تاريخ الأسرة الثانية عشر» ردًا على تخاريف أحد الإسلاميين الذي زعم أن الفراعنة بنوا الأهرام بأموال الدعارة !! وإذا كان هذا الزاعم قد أخطأ، فلا يكون الرد عليه بفقرة تحمل ألفاظًا جنسية خرجت من التلميح إلى التصريح، والأغرب أن الجمهور تقبل الحلقة، وانطلقت الضحكات من الحناجر لتهتك ستر الأدب.

وعلى خطى باسم يوسف، وعلى الفضائية ذاتها، سارت الدمية «فاهيتا» التي أثار برنامجها الجديد حالة من الضيق والاستياء بعد عرض أولى حلقات البرنامج، بسبب بعض الإيحاءات الجنسية ومحاولتها تقليد برنامج «البرنامج» للإعلامي لتبدأ تلك الحلقة بظهورها متأثرة بشرب الخمر وبعد عرض الحلقة انتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعى أبلة فاهيتا، مشيرين إلى ما تضمنته من إيحاءات وإسقاطات جنسية، وأنها غير كوميدية إطلاقًا، بل إن أبلة فاهيتا كانت تظهر بصوت وشكل قبيح، إضافة إلى عدم قبولهم وتصديقهم فكرة أن دمية تقدم برنامجًا، وكان من ضمن ما وجه لأبلة فاهيتا وللقناة التي تقوم بعرض البرنامج، من انتقادات هو تمسكهما بفكرة البرامج الساخرة محاولة منهم لتقليد برنامج «البرنامج» وأن روح الإعلامي باسم يوسف ترفرف على «الإسكريبت الخاص» ببرنامج فاهيتا».

بنى آدم شو..

حالة الركود في السينما والمسرح هي ما جعلت أحمد آدم «٥٨ عامًا» يتفرغ لهذا البرنامج، كاشفًا عن مهارات كانت خافية عن مشاهديه تمثلت في قدرته على إلقاء الإفيهات الجنسية بمهارة فائقة، جعلت كثيرين يصدون عن البرنامج الذي كانوا يبحثون فيه عن ضحكة تغسل همومهم.

في مقاله «بنى آدم شو ليس برنامجا كوميديا» كتب الكاتب عبد العزيز أحمد قائلا: «من حق آدم كممثل كوميدى أن يحلم بجمهور يسقط أرضًا بعد كل إفيه يقوله»، لكن من حقنا نحن عدم مشاهدة جمهور مدفوع الأجر مسبقًا، ومشاهدة الجناية التي ترتكب في حق الكوميديا كل أسبوع.

اللافت أن جمهور الاستوديو يضحك على كل الإفيهات بنفس القوة وكأنهم جميعًا مؤمنون بكل حرف يقوله آدم، وبأن كل مشاكل الحاضرين هي نفس مشاكل آدم مع الإخوان وقطر والمعارضة وتوفيق عكاشة وعلاء الأسواني، وهو أمر نادر الحدوث في أي تجمع جماهيرى ما عدا أن يكون مدفوع الأجر.

وإن كان آدم يعتقد أنه يستمد قوته من خلال شتم المحسوبين على المعارضة ومنتقدى الرئيس السيسي، فمن المؤكد أن الأخير لا يرتضى مثل هذا الأداء الرخيص.

سمر يسري..
رغم امتلاكها إطلالة مدهشة، ولسانا طليقا، فإن الإعلامية الأربعينية سمر يسرى حصرت نفسها منذ ظهور في تقديم البرامج ذات المحتوى الجنسى الصريح، وآخر إصدارتها «ليلة سمر» على شاشة إم بى سى مصر 2.

سمر.. إعلامية مصرية مواليد 22 مايو عام 1975 حاصلة على إجازة في إدارة الأعمال من جامعة سيتى الأمريكيّة، التحقت في بداية مشوارها بقناة الراى الكويتية وقدمت برنامج «نغم» الترفيهى ثمّ انتقلت إلى شاشة التليفزيون المصرى مع برنامج «مين فينا»، وتنقّلت بين عدد من الشاشات الفضائية إلى أن استقرت على قناة القاهرة والناس في برنامج «سمر والرجال» الذي أثار لغطا كبيرا فاستضافت عددًا كبيرًا من الرجال في مجالات مختلفة، أبرزها الفن والرياضة والسياسة، وكانت أسئلتها لا تخرج عن نطاق الفراش ومحاذيره، على غرار.. ماذا تحب في زوجتك؟ هل تعاني من البرود الجنسي؟ هل تحب قضاء ليالٍ حمراء مع نساء أخريات غير زوجتك؟ ماذا تفعل لتستدرج امرأة لممارسة المحظور؟ وغيرها من الأسئلة التي رآها البعض غير مألوفة وجريئة جدا، ما دفع المشاهدين لشن حملة ضده على مواقع التواصل الاجتماعى، فيما دافعت سمر يسرى أكثر من مرة عن برنامجها بالقول: «واتكسف من إيه؟ أنا مذيعة يعنى لازم أقوم بدور معين علشان أطلّع إجابة وتصريح كويس من الضيف، ورغم أن الأسئلة جريئة لكن الناس أجمعت إنى سألتها بشكل محترم».

اللافت أن عددًا كبيرًا من الإعلاميين، وبحثًا عن نسب المشاهدة، خصص مساحات كبيرة من برامجهم عن الجن والعفاريت والمشاكل الجنسية بين الأزواج مثل عمرو الليثى، ولا شك أن صاحبة السبق في هذا المجال ريهام سعيد في برنامجها «صبايا الخير».

أما الإعلامية بسمة وهبة المتنقلة بين الحجاب والسفور فقدد خصصت برنامجها الجديد على فضائية «تن» للحديث عن الدعارة والشذوذ والتحول الجنسى والاستغراق في تفاصيل شديدة القبح.

بسبب الإعلانات والرعاة ونسب المشاهدة فإن برامج قلة الأدب تسللت بقوة إلى المحطات الإذاعية الجديدة من خلال طرح موضوعات تافهة ومضامين تحرض على سوء السلوك ولا يزال القبح مستمرًا.
الجريدة الرسمية