رئيس التحرير
عصام كامل

"ملك حفنى ناصف" امراة مصرية صنعت تاريخ مصر الحديث

ملك حفنى ناصف كاتبة
ملك حفنى ناصف كاتبة مصرية وشاعرة

ملك حفنى ناصف، كاتبة مصرية وشاعرة وخطيبة، من السيدات اللاتى تركن علامة فى تاريخ مصر الحديث، ومن المناديات بحق المرأة فى التعليم، والحرية، والمشاركة فى الحياة السياسية والاجتماعية.


بث فيها والدها الشاعر حفنى ناصف القاضى روح النضال وحب التعليم عندما عارض الطبقة التى هو منها، وألحق ملك بالمدرسة الابتدائية، وكانت هى أول فتاة مصرية نالت شهادة الابتدائية سنة 1900م، وهذه كانت أول سنة تتقدم فيها الفتيات لأداء الامتحان للحصول على تلك الشهادة.

انتقلت ملك إلى القسم العالى بالمدرسة نفسها، فتفوقت مما جعل وزارة التعليم تعينها معلمة ممتازة، وحصلت على شهادتها العالية ثم اشتغلت بالتعليم فى مدارس البنات الأميرية.

وكانت باحثة البادية، وهو اللقب الذى كانت تكتبه تحت اسمها، تطوف منازل صاحباتها ومعارفها؛ لتقنع أسرهن بإرسال بناتها إلى المدارس.

وفى سنة 1907م تزوجت بعبدالستار الباسل، وتركت التعليم بالمدارس، فكانت تباشر أكثر أعمال بيتها بنفسها، وكانت إذا فرغت من شئون منزلها عكفت على قراءة الكتب، وأيضا كانت مهتمة بمعرفة أحوال السيدات وزيارة مدارس البنات وفحص مناهج التعليم.

زواج ملك لم يكن ناجحا، فعانت منه أشد المعاناة، وراحت تعالج بقلمها آلامها وآلام المرأة الشرقية فى أبحاث ومقالات نشرتها فى الصحف، وراحت، منذ عينت مدرسة، تدعو إلى تعليم البنات، وتحريرهن من الجهل الذى كبل عقولهن.

كانت تدعو للأخذ بأحكام الشريعة المعتدلة فى كل شىء، فى العمل وفى الزواج.

ودعت المرأة للاهتمام بعقلها وتغذيته، كما تهتم بمظهرها وجمالها، وكانت ملك أول امرأة مصرية مسلمة جاهرت بالدعوة العامة إلى تحرير المرأة، وظلت كذلك حتى وفاتها.

حولت ملك بيتها لناد يقصده كثير من السيدات الغربيات والشرقيات، حيث كانت تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية.

لملك حفنى ناصف مقالات صحفية عديدة جمعتها فى كتاب أسمته "النسائيات" يقع فى جزأين، وقد طبع الجزء الأول منه، وظل الثانى مخطوطا، ولها كتاب بعنوان "حقوق النساء" حالت وفاتها دون إنجازه، وكانت خطيبة تخطب فى السيدات.

توفيت باحثة البادية فى 1918 بعد أن أصيبت بالحمى الإسبانية.

الجريدة الرسمية