رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور: «ترعة الإخلاص مستنقع أوبئة».. أفاعي وعقارب تهاجم المنازل.. السكان يشربون مياه الصرف الصحي.. كابلات الكهرباء في وسط المياه.. الأطفال تموت غرقا أو صعقا.. والأهالي يستغيثون بال


بالرغم من تعاقب المحافظين على محافظة الجيزة، وتغير المسئولين بتغير الحكومات، وزيادة حدة التصريحات عن المشروعات القومية بمحافظة الجيزة، وتخصيص الملايين لعملية التطوير التي حصرها المحافظون في شارعي الهرم وفيصل وميدان النهضة، إلا أن هناك مناطق تعيش على خط الموت ولا ينظر إليها المسئولون.

ومن هذه المناطق، وبالرغم من كونها إحدى المناطق التي تربط ما بين ترعة المريوطية وشارع خاتم المرسلين، إلا أنها غير موجودة على خريطة اهتمام المسئولين بمحافظة الجيزة، منطقة شارع "ترعة الإخلاص" بحي العمرانية.

انتشار القمامة
تعاني منطقة شارع "ترعة الإخلاص" بحي العمرانية، من انتشار الأمراض وأكوام القمامة ومياه الصرف الصحي بكل مكان، سكانها يواجهون الموت والمرض يوميا بسبب "الترعة" المكشوفة، التي امتلأت بالقمامة ومخلفات الحيوانات ومياه الصرف الصحي؛ لعدم وجود شبكة صرف لأهالي هذا الحي، وبمجرد الدخول لهذه المنطقة تشم رائحة العفن بكل مكان ويعيش أهلها في انتظار الموت.

الأفاعي تهاجم المنازل
يقول أحد الأهالي بالمنطقة: إن أطفالهم مهددون بالموت في أي لحظة نتيجة هجوم الأفاعي والعقارب على منازلهم ليلا؛ بسبب انتشار القمامة وامتلاء الترعة بمياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى انتشار الحشرات والناموس، ما يؤدي إلى إصابة الأطفال والكبار بالعديد من الأمراض، حيث يعاني أهالي "الإخلاص" من أمراض الكبد الوبائي والبلهارسيا والكثير من الأمراض الجلدية.

مياه الصرف الصحي
يعيش أهالي ترعة الإخلاص بدون شبكات صرف صحي كباقي المناطق، ما أدى إلى قيامهم بالصرف على "الترعة" التي يمر بها خط مياه الشرب وانكسار ماسورة مياه الشرب أدى إلى اختلاطها بمياه الصرف الصحي، خصوصا عند استخدام الأهالي لمواتير شفط المياه، ما يجعلهم يقومون بتغيير الماسورة التي تغذي المنطقة بأكملها على حسابهم الخاص، كما قال أحد الأهالي إنهم يتناولون مياه "المجاري" مجبرين؛ لعدم وجود بديل عنها مما أدى إلى الفتك بالعديد منهم.

كابلات الكهرباء
وتمر كابلات الكهرباء في الترعة، وسط تخاذل المسئولين بالجيزة والمحافظين السابقين عن مد يد العون إلى الأهالي وإنقاذهم من إمكانية الموت صعقا بالكهرباء.

الدعاية الانتخابية
"جمال عشري" القيادي بجماعة الإخوان، استغل هذه الترعة في الدعاية الانتخابية لبرلمان الجماعة من خلال ردم جزء منها بدعوى العمل لصالح المواطنين، وما أن لبث ودخل البرلمان حتى ترك القضية.

انقطاع المياه
وتنقطع المياه عن أهالي "ترعة الإخلاص" بالأيام؛ حيث يعانوا وقتها الأمّرين لتوفير جرعة مياه تروي عطشهم، وتطالبهم الحكومة بسداد فواتير المياه والصرف غير الموجودين من الأساس، وقيمة النظافة على فاتورة الكهرباء، على الرغم من عدم وجود عامل نظافة واحد يجوب المنطقة.

عدم وجود مدارس ومستشفيات
وتعاني المنطقة أيضا من عدم وجود مدارس ومستشفيات عامة، وأن أقرب مدرسة تبعد تقريبا مسافة 10 كم، بينما تبعد أقرب مستشفى مسافة 5 كم، ما يؤدي إلى قيام العديد من الأهالي بمنع أولادهم خصوصا البنات، من الذهاب لمدارسهم بسبب بُعد المسافة وعدم وجود شبكة مواصلات.

طفل يموت غرقا
كانت هذه الترعة سببا في موت العديد من الأطفال غرقا داخلها؛ بسبب عدم وجود فاصل بين المنازل وبينها، ووضع أي وسائل أمان حولها، ما أدى إلى سقوط أحد الأطفال بالمنطقة.

وقام الأهالي بإنقاذه بصعوبة، وتسبب ذلك في مغادرة أهله وهروبهم بأطفالهم من هذه المنطقة، وذلك بالإضافة إلى موت العديد من الأطفال داخل الترعة وعدم تمكن أحد من إنقاذهم، وينتشر على جانبي الطريق العديد من "بالوعات" المجاري المفتوحة التي شهدت موت أحد الأطفال داخلها سابقا.

الموت صعقا بالكهرباء
في وسط المنازل بـ "ترعة الإخلاص"، يوجد برج الضغط العالي لشبكة الكهرباء، الذي تسبب في مقتل أحد عمال النجارة بالمنطقة أثناء عمله على سطح أحد المنازل، مستخدما "المتر"، ما أدى إلى جذب الكهرباء له ووفاته في الحال، بالإضافة إلى مقتل طفلة كانت تلهو وسط بركة المياه الموجودة أسفل قاعدة البرج، ما أدى إلى وفاتها صعقا بالكهرباء.

برك المياه
كما يوجد "مسجد الرحمن" الذي تحيط به مياه الصرف الصحي من كل جانب، وتمنع المصلين من الوصول لأداء فريضة الصلاة، وقيام الأهالي بإصلاح مواسير الصرف ورفع المياه على حسابهم.

الأهالي يستغيثون
روى أهالي الترعة معاناتهم لـ "فيتو"، آملين أن يسمع أصواتهم أحد المسئولين، لاسيما المهندس "إبراهيم محلب" رئيس مجلس الوزراء، أو الدكتور خالد العادلي محافظ الجيزة الجديد؛ لإنقاذهم من البؤس والموت الذي يعيشونه.
الجريدة الرسمية