رئيس التحرير
عصام كامل

«فضيحة» في المؤتمر «النسائي» لحزب «النور»

فيتو

ما يحدث في المؤتمرات «النسائية» لحزب «النور» السلفي؛ لمناقشة القضايا التي تهم المرأة، يمثل «فضيحة» بكل المقاييس.. والفضيحة هنا ليست «أخلاقية»، بل «سياسية» و«مجتمعية» بامتياز.


فالمنصة الرئيسية لهذه المؤتمرات «النسائية» كانت «بلا نساء»، وتصدر رجال الحزب، وقيادات الدعوة السلفية المشهد؛ ليتحدثوا في شأن المرأة، وكأنها «كائن ناقص»، وغير كامل الأهلية، أو أن «صوتها» ما زال «عورة»، لا ينبغي لها أن تتحدث عن شأن من شئونها.

فضيحة «النور» تعيدنا إلى تصريح الشيخ ياسر برهامي برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، الذي قال فيه نصًا: «لا يجوز للمرأة أن تكون نائبة لأنه نوع من الولاية، ولكن فرض علينا وضع المرأة في القوائم الحزبية».

هذا «التهميش» المهين للمرأة وصل إلى حد تجاهلها تمامًا خلال المؤتمرات التي لم تشهد كلمة أو مداخلة واحدة للسيدات الحاضرات.. فأي مشاركة نسائية في الحياة السياسية أراد حزب النور أن يناقشها ويروج لها، والحزب نفسه حرم النساء من المشاركة في المؤتمر الذي عقد لمناقشة مشاكلهن؟!

وإذا نجحت بعض سيدات «النور» في انتخابات مجلس النواب، فكيف لها أن تناقش القوانين، وتستجوب المسئولين، وتثير قضايا ومشاكل دائرتها تحت قبة البرلمان؟.. هل ستعتمد على المناقشة بـ«الصمت الرهيب»، أم بالاعتماد على «لغة الإشارة»؟!

نحن هنا لا نسخر من «سيدات النور»، ولا من الحزب وقياداته، بل ندعوه إلى مراجعة تلك الأفكار والمعتقدات التي نراها- وإن كانت مطبقة في عهود غابرة، إلا أنها غير صالحة للتطبيق على أرض الواقع حاليًا، كما أن التاريخ الإسلامي زاخر بنماذج «نسائية» شاركن في جميع مناحي الحياة، دون أن ينكر أحد من كبار الفقهاء عليهن ذلك.

إن الإسلام كرَّم المرأة، وساواها بالرجل في الحقوق والواجبات، ولم يحرمها حقها في المشاركة في جميع مجالات الحياة، وليس من المقبول، ولا من صحيح الدين، أنه بعد أكثر من 14 قرنًا نعود بالمرأة إلى عصر الجاهلية الأولى.
الجريدة الرسمية