رئيس التحرير
عصام كامل

إلى الله أكتب وأبكى

فيتو
18 حجم الخط



" تَمهَل قليلًا يا الله
أريد أن أسكب دمع هاتين اليتيمتين في
فنجان "صاحب السعادة " !
أريد أن ألقى بذاتى من النافذة

كى أقفز على رأس هذا الرجل
صاحب الكرش المُنتفخ
الذي قال لي صديقى ذات يوم
أن به أقوات المساكين "
أريد أن أنظر لمرآتي في وضعها المعكوس
ربما أرى شيئًا لم أره من قبل.
تَمهَل قليلًا ياالله
فأنا أرغب في تصفيف شعرى على شكل "كعكه "
لأُدفن رأسي في جريدتنا المترهلة
واضعة نظارتى على أرنبة أنفي
؛ محاولة تسجيل احتجاجي لتصريحات
هؤلاء ممن تركوا القلم
و أمسكوا بالطبلة

! تَمهَل قليلًا يا الله
امنحنى مسافة من الوقت
؛ كى أحيا
أريدُ أن أرجم طُغاه ؛ لا يحسون الظلم
ويجهرون بالإدعاءات على طريقتهم "الرنانة " !
امنحنى حق الإصغاء
لأنين طير
؛ يعض على شفتيه من الألم
وينوح في وجه شجرته
تلك التي هي مسكنه.

يا الهى أطلق "كَرمَك " في عروقي
تعسًا لها مشاعر البشر
يكتسيها البُخل !
وتزداد قتامتها كل يوم "

" على عَتبة الأيام ؛ أُسَدد نفقات جنازتى مُقدمًا
ليس هناك داع للعجلة
للعمر شعر مُستَرسَل
؛ يغزوه خيط عريض من اللون الرمادي
ونحن الآدميون أبناء الدنيا
بحاجة إلى رثاء بعضنا أحيانًا !
نحن الآدميون
بحاجة إلى شذوذ هندامنا أحيانًا !
وتدخين أشعارنا بين الوجبات.

" تَمهَل قليلًا ياالله
امنحنى زمنًا إضافيًا
فأنا الآن
وعلى مقربة من كهفين وبيت رملي
؛ أتحسس أشلاء طفل
مزقته الحرب
و احتضنه الموت في غير رحمة !
اتركنى قليلًا ؛ كى أبتسم
في وجه سمراء تُطل قارتها من عينيها.
و أقرأ الأسف جيدًا بوجهها المنحوت.

" يد عجوز ترتعش في غرابه مُلقاه على كَتف صبية عشرينية
؛ أدنو من لمعتها الظاهرة
فأجدها دمع جسد ؛ أغفله الرخاء
وتزوجته الوحشة.
أقرضنى عمرًا أبيضًا ياالله
كى أدلل رغبتها في العيش
أو حتى أشاطرها العزاء ".
الجريدة الرسمية