رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. جمال الشاعر يلقي قصيدة «لا تطلق لحيتك» على الهواء

فيتو

ألقى الإعلامي جمال الشاعر، قصيدة تحت عنوان «لا تطلق لحيتك»، على الهواء مباشرة، خلال استضافته ببرنامج «من الآخر»، على قناة «روتانا مصرية»، الذي يقدمه الإعلامي تامر أمين، مساء الإثنين.


وجاءت القصيدة كالآتي:

لا تطلق لحيتك الآن

أطلق سراح العقل حرا
في سما الأوطان
هذه الأرض المقدسة النبية
توءمت أرواحنا
أرضعت أجسادنا العسل المصفى
والكرامة
والحنان
خمس رضعات مشبعات يا بن أم
كيف تدعي إذن
إننا لسنا إخوان

لا تطلق لحيتك الآن

أيها الشيخ الغضوب الجليل انتبه
لست المسيح بن مريم لا
وما أصفاك الإله نبيا
من آل عمران
ولست حمزة عم النبي
ولست الشهيد الحي
أو يوحنا المعمدان
أنت يا سيدي ما زلت حيا
تؤذن في البرلمان
والغلمان الحليقون الحالمون الساذجون افتدوك
وماتوا وحدهم في الميدان

لا تطلق لحيتك الآن

الشبان الحليقون التحريريون الافتراضيون
على شبكات الروح
والحب الإلهي
والأحزان
المغردون في أشجار خيبتنا
والخارجون من رحيق الورد
والقبلات السريعة
والهوان
المسافرون في دمع الثكالى
والفاتحون صدروهم في وجه الرصاص الحي
والموت الجزافي
والعربات المجنزرات
والديناصورات
والشيطان
من صلوا صلاة مودع
على سجاجيد البرد والأسفلت يبكي
تحت بطش الماء
خلف قنابل الدخان
كيف استطعت أن تخونهم
وكيف انقلبت عليهم
أنت أيها السياسي الحريف
أنت يا أيها الألعبان

لا تطلق لحيتك الآن

أطلق دمعة سوداء
أو مسودة دستورية
أو دعوى تفريق
أو ألف بيان
الشبان الجميلون الاستشهاديون الجرافيتيون
مازالت عشيقاتهم
متمسمرات أمام تصاويرهم
ما بين الجنون.. وبين الجنان
يصرخن في نفس المكان
دمهم طازج لم يزل في عروقنا صهيلا
كالحصان
وفي حقائب التلاميذ لم يزل
شهابا
ونجمة حزينة
ووردة كالدهان
صوتهم بهجة
لم تغب عن ليالينا
وعن مآقينا
وعن مقاهينا
وعن عتبات الدار
والبستان
لم يموتوا
وما زالوا يركضون في الحذاء الرياضي
في ملاعب الرعب التي يروي حشيشها
ملاك حارس
وسبعون ذبيحا
وقتيلان
ما زالوا هنا
في ضوء عينين طائرتين
استحالتا
على وجه حبيب قمرين
فأحرقتا قلب قناص جبان

لا تطلق لحيتك الآن

دم العصافير الصغيرة
دمدم من عليائه
فأسقط الطاغوت
والسلطان
الصبي الذكي الذي نام في ترس دبابة
فاستأنسها
لن يصبح طالبان
والمنتقبات اللواتي اقتسمن عباءاتهن
مع السافرات الحسان
لن يكفرن العشير
ولن يكفرن الجيران
وسلاسل المحبة البيضاء التي حوطت
أرواح الركع السجود
وانتفضت
لن ترفع الصليب
إلا في وجوه الغربان
والليبراليون
كانوا الأنصار ساعة انفجار البركان
حتى الجالسون على الأرائك في بيوت الصمت
استغفروا لذنبوهم
فتنزلت دعواتهم
مددًا
من الرحمن

لا تطلق لحيتك الآن

إنهم يستدرجونك يا أخانا
حتى تدخل في دكاكين الحلاقين الأمريكان
لا تصدق الثعالب الصغيرة والأفاعي
والحيتان
من أكلوا عنب الشام
والتهموا بلح الأفغان
ولحم الشيشان
لا تراهن عليهم أبدا
واسأل جدك أخناتون كيف تكسب أنت الرهان
مصرنا اختارت ربها
من قديم الزمان

لا تطلق لحيتك الآن

وافهم كلام النبي العدنان
نحن لسنا بني قينقاع
ولا أحبار أبي جهل
ولم نكن نعبد النيران
لا فرس نحن ولا رومان
نحن ذرية بعضها من بعض
نخرج من بطون أمهاتنا
نحبو سجودًا للواحد الديان

لا تطلق لحيتك الآن

أيها المخرجون من غيابات الجب
إلى القصر الرئاسي
احذروا
فتنة الصولجان

أيها الناجون من فراعين مصر
اتقوا الله في أهلها
قبل فوات الأوان

أيها الطائفيون استريحوا
على صهوة الريح والخذلان
الله وحد أمتي
ولن يفرقها أنس
كلا.. ولا جان
فبأي آلاء ربكما تكذبان

لا تطلق لحيتك الآن
لا تطلق لحيتك الآن
الجريدة الرسمية