رئيس التحرير
عصام كامل

وزير بلا سيجار


يناير ٢٠١٤، جلس الوزير السابق في عهد حكومة نظيف، ولم يتم إدانته في أي قضية، وسط مجموعة من رجال أعمال ونواب سابقين بعضهم حزبيون، توغلوا في أحزاب ظاهرها مدنى. التفوا حول الوزير السابق وهم يضحكون، والوزير ينفث دخان سيجاره ليكون موجات من الدخان لا تقل عن موجات جمع الغضب ورفاقها. راح الوزير يشرح خطته في السيطرة على البرلمان القادم.. وخريطة الأحزاب التي سيتم القسمة عليها، بين الدلتا التي ينتمى إليها والصعيد حيث تنشط العائلات والقبلية.


ودخل عليهم وزير سابق أيضا كان في نفس الحكومة، ولكن انتماءه صعيدى في الأساس، ورحبوا به وبسمعته، فهو شاطر في ملفه كما يقولون له. ودعاه وزير "السيجار"، كى ينضم إليهم في التحالف المدنى. رحب الوزير ولم يبد أي قلق، أو رفض.. لكنه استمع لنفر من رجال الأعمال الذين حضروا. فهم الوزير القصة وأدرك أنها قسمة ليست عادلة، فقاطعه الوزير الآخر قائلا: "ما الذي يضيرك انته هتنزل على رأس قائمة"؟!.. فشرح له الوزير الصعيدى أن الوقت لا يسمح ربما في العودة لنفس الوجوه.. الناس ستغضب مرة أخرى.. انظر للشارع لا أحد يريد واحدًا من هؤلاء، فقاطعه أحد الحاضرين "ناس مين اللى حضرتك بتتكلم عنهم، احنا داخلين الانتخابات بفلوسنا".

مع موجات الدخان التي صنعت سماءً رمادية نتيجة سيجار الوزير ورفاقه، دعاه الوزير على سيجار كى يهدأ.. لا أحد يعمل حساب الناس حين تغضب..غضب مرة أخرى سيولد انفجارًا. من قال إن النجاح سيكون سهلا، كان يجب على الجميع أن يستقصى من أهل دائرته، إن كانوا مرحبين بهم أم لا.. لست مع تقسيم الدوائر بهذا الشكل الخبيث. إن كنت قد شاركت في حكومة فهذا كان دورًا وطنيا أديته وجرى ما جرى. لكن النائب صناعة الجماهير وليس صناعة نظام وأموال..

أحدهم قد أصبح غاضبًا من حديث الوزير الصعيدى.. لا تتحدث عن الجماهير، أنا بفلوسي هنجح. وعارف مين اللى معايا ومين ضدى. سأنفق ما ادخرته خلال الثلاث سنوات الماضية من أجل الكرسي. من كان معنا فأهلا به، ومن يرفض فلا مكان له معنا. شعر الوزير الصعيدى أن كرامته قد مست بشيء من الإهانة والتجريح. فوضع سيجارة أمامه، واعتذر لصديقه عن التحالف.

الجريدة الرسمية