"تمشّطُ الريحُ شهوتها".. شعر لـ "كريم عبد الله"
أنْ تحلمَ بإمرأةٍ تمشّطُ الريحَ شهوتها ــ وأثوابها المبللةِ بالحنين تتعطّرُ بالقرنفل../ ستغسلُ سواقي الشموع
وأنْ تُزهر منْ جديدٍ أغصانها../ أسيجةً تغنّي على هاجسِ النبع../ سترسمُ زرقةُ بحيراتها طريقًا للصعود
ستستيقظُ شمسُ ظهيرتها في المداراتِ../ ونوافذُ الليلِ ترتعشُ برداُ بعيونٍ ملونة
وقبلما يشرقُ اللوز في سريرها../ سينجلي الضبابُ منْ زجاجِ ذهولِ الصوت../ يرقّقُ حواشي المساءات
وحينَ تهبطُ في المحيطاتِ الضحلة../ يعمُّ الطوفانُ بأوردةِ الغربةِ../ وتعشعشُ النوارسُ تحتَ إبطيها
ربّما ستطوي ظلَّ سكوتها../ تتجولُ في جزرٍ محفورةٍ على ذاكرةِ الأقحوان../ وتصبُّ في إزميلِ الهوى لوعةً
شجرةُ الحنّاءِ ستبدّدُ عزلةَ الأنامل ـــ وسنابلُ قمحها تستفيقُ معصوبةً بالندى
وذاكَ الرجاء....... / سيومضُ تحتَ عباءةِ الأفقِ../ مرتكضًا طَلْعٌ يملأُ جيوبَ اللهفةِ../ ويمسحُ غبارَ الشناشيل
زخارفٌ على صدرِ التوجّعِ../ وقلادةُ عاشقٍ مجنونٍ تطوّقُ تخاريمَ زيفِ المواعيدِ../ ودفاترُ الأغاني ستحملُ رقّةَ المناجم
وفي عطشِ اللهاثِ سيرتعشُ الهمس../ وعطرُ القبلاتِ يتغشّى صحوةَ الحلم../ وصهيلُ الخيولِ سيؤرّخُ مشارفَ الفجر...
