رئيس التحرير
عصام كامل

«الحرب النفسية» شعار إسرائيل في عملية «الجرف الصامد».. فتيات عرب يبعن القضية الفلسطينية بـ«قبلات نحن ليس أعداء».. «التعتيم الإعلامي» لإخفاء خسائر جيش الاحتلال..

فتيات عرب يبعن القضية
فتيات عرب يبعن القضية الفلسطينية
18 حجم الخط

اعتاد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أن قام بعملياته العسكرية ضد قطاع غزة والضفة الغربية على الإبداع في استخدام وسائل مختلفة من الحرب النفسية فالحرب النفسية التي ترافق عملية "الجرف الصامد" تستخدم فيها نفس الأساليب التي استخدمت خلال الحربين السابقتين عامي 2009 – 2012، من إلقاء المنشورات التي تدعو الفلسطينيين إلى الإبلاغ عن المقاومة وعدم التعامل معهم، مرورًا بإرسال رسائل تهديد قصيرة على الهواتف النقالة، وصولًا إلى إحكام التعتيم الإعلامي على خسائر الاحتلال، وجاءت هذا العام صيحة جديدة استخدمت فيها الفتيات لإيهام العالم بالسلام متناسية المجازر التي تقوم بها منذ بداية الجرف الصامد.


يهودي يقبل فتاة عربية

ففي هذا الإطار نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية صورا لشاب يهودي يقبل فتاة عربية مسلمة من سوريا لإيهام العالم برسالة السلام المزعومة التي يدعيها الكيان الصهيوني وتسليط الضوء على حملة «اليهود والعرب ليسوا أعداء».

وقالت الصحيفة الإسرائيلية: "إن الفتاة السورية والشاب اليهودي أطلقا حملة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحت هشتاج العرب واليهود ليسوا أعداء كرسالة سلام للعالم.

تعايش اليهود والمسلمين

وشارك عديد من الأشخاص يهود ومسلمين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بالصور التي تجمعهم سويا وظهرت في إحدى الصور فتاة سورية مع شاب يهودي وسيدة عربية مسلمة متزوجة من يهودي وثالثة إيرانية مع يهودي، وتهدف الحملة إلى إرسال رسالة أن التعايش بين اليهود والمسلمين من الممكن حدوثه حسبما تزعم الحملة.

وفي ظل استمرار الأيام الدموية التي شهدتها الساحة الفلسطينية يبدو أن برعم الحب نما وسط الدماء وجمع إسرائيليًا نشأ في عائلة من المتشددين، ولبنانية الأم كان والدها الأميركي تيري أندرسون كبير مراسلي "أسوشييتد برس" بثمانينيات القرن الماضي في الشرق الأوسط، حين خطفه "حزب الله"، فأمضى بالأسر الانفرادي 2455 يوما، انتهت بالإفراج عنه بعد إطلاق الكويت لسراح معتقلين لديها، بينهم شقيق القيادي بالحزب فيما بعد عماد مغنية.

سولومي أندرسون

سولومي أندرسون، المولودة في 1985 بنيويورك، بعد 3 أشهر من خطف مجموعة مرتبطة بـ"حزب الله" لوالدها في ذلك العام، هي طبقا لما قرأت “العربية” في دعوى أقامها تيري أندرسون عام 2000 على الحكومة الإيرانية، من أم لبنانية اسمها مادلين باسيل، وهي صحفية تذكر في حسابها بموقع "تويتر" التواصلي، حيث يتابعها 2191 تويتريا، أنها تقيم بين بيروت ونيويورك، ومنهما تعمل بالقطعة لمجلة أميركية وموقعين إخباريين.

أما الصديق اليهودي الإسرائيلي، فاسمه جيريمي، لكنها لم تذكر اسم عائلته لوسائل إعلام أمريكية تطرقت إلى قصتها، فيما اطلعت "العربية" على تفاصيلها خوفا عليه ربما من عائلته نفسها، أو من متشددين إسرائيليين آخرين، لكنها ذكرت بأن التشدد في عائلته يدفعها إلى تأييد أعمى لإسرائيل، حيث أقام جيرمي مدة حصل أثنائها على جنسيتها إضافة لجنسيته الأميركية.


وظهرت قصة سولومي للعلن بعد أن شاركت قبل أسبوع بهاشتاج في "تويتر" سماه صديقاها المشرفان عليه، الطالب الإسرائيلي المقيم في نيويورك، إبراهيم غوتمان، وصديقته السورية دانيا درويش #JewsAndArabsRefuseToBeEnemies أي "عرب ويهود يرفضون أن يكونوا أعداء" وطلبا منها ومن صديقها جيرمي الظهور فيه بصورة "رومانسية" فالتقطتها بطريقة لا يظهر معها وجه صديقها بالكامل، وكانت لقطة لفتت الانتباه بامتياز.

صفحة على فيس بوك

سولومي ذكرت لوسائل إعلام أميركية أن والدتها أبدت بعض القلق حين ظهرت صورتها في الهاشتاج مع الصديق اليهودي "لأنها علمت أنها ستسافر إلى بيروت بعد أسبوعين، وانتشر هاشتاج "عرب ويهود يرفضون أن يكونوا أعداء" على موقع التواصل الاجتماعي تويتر وتضخم بآلاف المؤيدين من الطرفين، فالتقط عدد كبير منهم صورا مشابهة لسالومي وصديقها الإسرائيلي جيريمي، تجمع بين عربي ويهودية، أو بالعكس، حتى ولدت من الهاشتاج صفحة في "الفيس بوك" بالاسم نفسه أيضا، وفيها من المعجبين عشرات الآلاف، ممن يزيد عددهم كل دقيقة.

التعتيم الإعلامي

أيضا من أساليب الحرب النفسية الإسرائيلية ضد قطاع غزة التعتيم الإعلامي التي ترتكز بالأساس على إخفاء خسائره من عدد القتلى والعتاد، حيث تفرض الرقابة العسكرية التابعة لمخابرات الاحتلال حظرًا على العديد من المعلومات وتمنع نشرها من مصادرها بحجة الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، والهدف الخفي هو ترميم نفسيات الإسرائيليين المتآكلة، وأيضًا لإحباط معنويات أهل غزة.

رسائل صوتية

«إلى سكان قطاع غزة جيش الدفاع الإسرائيلي يحذركم من الاقتراب من مقار (حماس) الإرهابية ومن أماكن إطلاق الصواريخ، (حماس) تحفر الأنفاق وتطلق الصواريخ بالقرب من منازلكم وهي تعلم أن هذا يعرض حياتكم للخطر، لا تقفوا مكتوفي الأيدي إزاء استخدامكم من قبل العناصر الإرهابية، هؤلاء لن يقفوا إلى جانبكم حين يلحق الأذى بكم والضرر بمنازلكم وممتلكاتكم».

ما سبق نص الرسالة الصوتية التي بثها الاحتلال للآلاف من سكان قطاع غزة بعد نسخ أرقام هواتفهم المحمولة، وفي هذه الرسالة أنذر الاحتلال السكان وأكد على ضرورة إخلاء منازلهم قبل توجيه ضربات جوية شديدة لها، هذه الرسائل التي استهدف فيها مناطق شمال القطاع على وجه التحديد جاءت كمحاولة من الاحتلال لبث الذعر بين صفوف الفلسطينيين وإضعاف جبهتهم الداخلية فكما تؤكد وزارة الداخلية الفلسطينية فإن تلك الرسائل هي حرب نفسية ورسائل عشوائية للإرباك وبث الذعر في نفوس الناس.

إلقاء المنشورات

إلقاء المنشورات بالطائرات الإسرائيلية فوق المناطق المأهولة، وتطالب تلك المنشورات سكان المناطق الحدودية بمغادرتها، والتوجه لمراكز المدينة، وتحذر من التعاون مع المقاومة الفلسطينية حيث تطالب دولة الاحتلال في منشوراتها التي وزعتها على سكان شمال قطاع غزة، بإخلاء منازلهم وحذرت من عدم الانصياع لذلك الأمر، ومن يرفض يعرّض نفسه وعائلته للخطر، حسب البيان الذي يوزع باللغة العربية، كما أن الموساد الإسرائيلي لا يتوانى عن نشر وتوزيع بيانات باسم حماس لبث الذعر والضعف وزعزعة الثقة بالمقاومة الفلسطينية.

الجريدة الرسمية