رئيس التحرير
عصام كامل

جنة آدم

18 حجم الخط

هناك مقولة شهيرة تقول إن "المرأة التى تهز المهد بيمينها تستطيع هز العالم بيسارها".. فعندما نتذكر معا دور المرأة مع الرجل فى ظل ثورة 25يناير وما حدث طيلة 18 يوما، لا تسمع فيها عن حالة تحرش أو اعتداء واحدة، تماما كأنك تتحدث عن جنة آدم وحواء، فهناك لا مجال للمضايقات أو أشياء أخرى قد تبدو لنا سخيفة، وبمجرد انتهاء الـ18 يوما تجد نزول آدم وحواء من الجنة وما شهِداه من المصاعب التى تلت خروجهما من الجنة..!!


ومع انتهاء الموجة الأولى من الثورة خرجوا علينا كعادتهم "عُتاة المشايخ الأجلاّء" منادين بأن المرأة لا مكان لها إلا منزلها فالعمل خُلق للرجل لأنه قوام عليها "ولا أفهم ما مفهوم القوامة بالنسبة لهم؟!"ربما لأنهم يعتبرون أن مجرد خروج المرأة من المنزل هذا هو أصل الشرور والفتن التى يتعرض لها مجتمعنا وتعرضها هى أيضا للمضايقات والتحرشات.

ولكن ما يثير غضبى أيضا هو صمت المرأة عن تلك الأفعال المهينة لكينونتها، فمن غير المعقول أن تأتى حقوقها على طبق من فضة، وربما هذا ما دفع البعض للجور عليها بشكل مستفز، فعلى سبيل المثال لا الحصر.. عندما تنظر لقضية التحرش وكيفية التعامل معها من كلا الجانبين.. تجد أن الرجل يتعامل من منطلق أن المرأة التى أمامه ما هى إلا قطعة لحم قد غفل عنها صاحبها ولابد أن يظفر بها وكأنه "كلب ضال" لابد له من أن يروى نهمه بأى شكل وطريقة كانت..!!

وعلى الجانب الآخر تجد أن المرأة لديها تجاه ما يحدث خياران لا ثالث لهما:
إما أن تحتجب فى بيتها لأنها مصدر فتنة تلك "الكلاب الضالة" فى الشوارع مهما احتجبت واحتشمت، أو أن تنزل لمكان عملها أو دراستها وتواجه ما تواجهه إما بالصمت أو بالمدافعة عن نفسها بأية طريقة كانت لكن مهما دافعت عن نفسها ستظل محل اتهام وشبهة فهى تتسبب فى رفع معدل حالات "السعار والهياج" لدى البعض بمجرد لمحها.. رغم أن المرأة التى يقصدونها هى نصف المجتمع وتلد وتربى النصف الآخر من المجتمع أيضا وتجعله على قدر عالٍ من الثقافة وأحيانا الوقاحة خاصةً عندما يضع ساقا على ساقٍ ويتهمها بأنها من ذوات العقل الناقص..!!
الجريدة الرسمية