رئيس التحرير
عصام كامل

نتيجة الثانوية العامة ورد فعل أولياء الأمور


كل عام وقبل إعلان نتيجة الثانوية العامة يتم إعلان حالات الطوارئ إيذانا ببدء العد التنازلى لإعلان النتيجة والتي يعتبرها الجميع دون استثناء نتيجة عذاب دام فترة الدراسة وقلق وخوف إلى أقصى درجاته خوفا على مستقبل الأبناء.

إلى هنا كل شىء عادى والمنطقى أن نرى الفرح في بيوت الناجحين إلا أن الواقع مختلف تماما.

الحزن في كل البيوت تقريبا فكل أسرة تريد لأبنائها مجموع 100% إن لم يكن يتعدى ذلك وكل العائلات التي تخصص أبناؤها في شعبة العلمى يريدون إلحاقهم بكلية الطب ومن تخصصوا في شعبة الرياضيات يريدون كلية الهندسة ولا يريدون بديلا.

وبدلا من يوم يتوقع فيه الناس الفرحة بنجاح أبنائهم تجد الحزن يعلو الوجوه لمده تتراوح ما بين اليومين والثلاثة وقد تزيد الفترة إذا كان مجموع الابن أو الابنه أقل من مجموع أقاربهم وأصدقائهم حينئذ تطول الفترة وكأن الإنسان في حرب وخرج منها منهزما.هذا اليوم لا ينساه الأبناء وتتكون لهم عقدة طول العمر وقد تمتد لأجيال أخرى.

لا تتخيلوا عندما تحدثت مع أحد أصدقائى من كبار السن إذ سألته ما هي الأغنية التي تكرهها ؟ قال الناجح يرفع أيده ! لم أتوقع رد الفعل وسألته عن السبب قال إنه كان يسمعها حوله حينما لم يوفق في الثانوية العامة ومع أنه نجح في العام التالى إلا أن لديه حتى الآن عقدة سألته عن شعوره حينما يسمعها ؟ قال إنها تصل إلى الشعور بالآلام الجسدية المبرحة والضيق الذي يخرجه على الآخرين ممن حوله فعندما نجح ابنه في الثانوية العامة كان الابن سعيدا بسماعها وكان الأب في قمة الضيق وقام ومنع استكمال الأغنية..إنها حقا ذاكرة لا تنسى.

إننا نعمل الكثير من الأفعال التي تترك الأثر السىء على أولادنا دون أن نشعر حتى وإن نجحوا إلا أن رغبتنا في الكمال ومحاولة دفع أولادنا لأن يكونوا خيرا منا لا تتعس حياتنا فقط وإنما تتعس حياتهم أيضا وتشوه شخصياتهم دون أن ندرى ونرجع ونسأل أنفسنا لماذا أنتجنا جيلا مشوها ؟ أن ذلك نتيجة أفعالنا دون دراية ودون علم.

افرحوا معهم مهما كانت النتيجة والحمد لله أنكم وهم بخير وليست الثانوية العامة نهاية المطاف وليست كلية الطب ولا الهندسة هي أمل كل الناس وإلا أصبحنا مجتمع مهندسين ودكاترة فقط وهذا ليس منطقيا..المهم أن نخرج للمجتمع جيلا متعلما محترما على خلق يحترم نفسه ويحترمه الآخرين.
الجريدة الرسمية