رئيس التحرير
عصام كامل

"داعش" يعزز اقتصاده الحربي بالنفط.. التنظيم الإرهابى يسيطر على حقول بترول في سوريا والعراق.. شحن صهاريج البترول الخام إلى كردستان وإيران.. وفرنسا تؤكد بيع النفط لنظام الأسد

داعش- أرشيفية
داعش- أرشيفية

تعوم المناطق التي يسيطر عليها متمردو تنظيم داعش على بحر من النفط، وهو ما يمثل خطرا على اقتصاد سوريا والعراق على اعتبار أن التنظيم يبسط سيطرته على مناطق تمتد من مشارف حلب السورية إلى تخوم العاصمة العراقية بغداد، وهي الجغرافيا التي تكثر فيها حقول النفط.


وفي الوقت الذي أعلن فيه التنظيم سيطرته على حقل العمر النفطي المهم في محافظة دير الزور السورية الخميس، كشفت إدارة قضاء طوز خرماتو في محافظة صلاح الدين العراقية، أن عناصر داعش، بدأت عمليات بيع النفط الخام من حقل عجيل النفطي وتصديره عبر إقليم كردستان، إلى مصافي التكرير الأهلية أو الحدود الإيرانية.

ويبدو هذا التطور النوعي في السلوك الاقتصادي للتنظيم والمتزامن مع احتلاله لحقل العمر، مؤشرا على إستراتيجيته لتأمين اقتصاد حربي يكفل الدعم المادي المطلوب لتغذية عمليات التنظيم العسكرية للتمدد واحتلال المزيد من المناطق في سوريا والعراق، والنظر تجاه الحدود الجنوبية القريبة من أهم الحقول النفطية السعودية.

ويعد حقل العمر النفطي، وفق تقرير نشره موقع "إرم" الإخبارى، من أكبر حقول سوريا ويبلغ طاقته الإنتاجية أكثر من 75 ألف برميل يوميا، فضلا عن حقول نفطية أخرى سيطر عليها في السابق، علاوة على أن التنظيم يتطلع للسيطرة على حقول النفط في أقصى شمال شرق سوريا والذي يسيطر عليه الأكراد، حاليا، بينما يبقى الموقع الرئيسي الثالث لحقول النفط والغاز في وسط سوريا، بيد النظام بعيدا عن أيدي التنظيمات الإسلامية المقاتلة وداعش.

وفي هذا السياق، قال قائمقام قضاء طوز خرماتو شلال عبدول، إن تنظيم الدولة الإسلامية بدأ، الخميس، بشحن 100 صهريج، محمل بالنفط الخام المستخرج من الآبار النفطية المنتجة، في حقل عجيل الذي سيطر عليه التنظيم الشهر الماضي، ويقومون ببيعها بسعر يتراوح بين (12- 14) ألف دولار للصهريج الواحد لتمويل عمليات هذا التنظيم.


وأضاف أن "الأشخاص الذين يشترون النفط الخام يسلكون طرقا يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" ويوصلونها إلى مدن كفري وقادر كرم، ومن ثم إلى المصافي الأهلية، أو الحدود الإيرانية، أو أنها تذهب إلى منطقة مخمور لتصل إلى مدن إقليم كردستان بالتنسيق مع نقاط التفتيش".

وتمكنت قوات تابعة لداعش من التوغل داخل الأراضي العراقية وسيطرتها على عدة مدن رئيسية، ووضع يدها على منابع النفط في العراق، فضلًا عن اقترابها من الحدود مع إيران، وسيطرتها سلفًا على عدد من آبار النفط في شرق سوريا.

ويرى مراقبون، أن أكثر المناطق التي تمثّل أهدافا إستراتيجية لداعش هي حقول النفط، التي تعدّ المصدر الرئيسي لتمويل عمليات التنظيم، إن كان في العراق أو سوريا.

ويحذّر المراقبون من خطورة ما يقوم به التنظيم، في تأسيس نظام للاقتصاد الحربي المعتمد على حقول النفط في المنطقة، ما يمثّل نقطة تحول خطيرة، خاصة أن سياسة الأرض المحروقة هي عماد الإستراتيجية الجديدة، ما ينذر بإقدام داعش على محاولة تدمير وحرق الحقول التي يرى بأنه مهدد بخسارتها.

التنظيم يبيع النفط لنظام الأسد

وفي سياق متصل، أكدت صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية أن المخابرات الفرنسية استطاعت التوصل لمعلومات مفادها بوجود علاقات سرية بين تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة ونظام الرئيس السوري بشار الأسد وإيران من جهة أخرى.

وأوضحت الصحيفة أن المخابرات الفرنسية من خلال تتبعها لمبيعات التنظيم توصلت إلى معلومات عن بيع النفط الخام الذي حصلت عليه من محافظة دير الزور لنظام الأسد، مؤكدين أن صفقات بيع النفط تضمنت تعاونا سريا بين "داعش" ونظام الأسد وأيضا إيران.

من جانبه أكد وزير الخارحية الفرنسي لوران فابيوس أن مخابرات دولته تملك الأدلة على بيع داعش النفط لنظام الأسد.

وكان مسئولون غربيون أكدوا في وقت سابق أن داعش تبيع النفط أيضا إلى تركيا وهو ما يوسع تواجد جماعات منتمية لتنظيم القاعدة هناك.



العراق يسعى لاسترجاع نحو 40 مليار دولار من واشنطن

في غضون ذلك، قال حاكم الزاملي، عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي، إن هناك مساعي لاسترجاع مبالغ تصل إلى أكثر من 41 مليار دولار دُفعت إلى الولايات المتحدة لأغراض التسليح واستكمال صفقة طائرات الـF16 التي رفضت واشنطن تسليمها إلى العراق.

وأضاف الزاملي، في تصريحات صحفية أن "الولايات المتحدة الأمريكية لم تلتزم بالاتفاق الذي أبرمته مع الحكومة العراقية في تجهيز طائرات الـF16، وطائرات الأباتشي والأسلحة والأعتدة الخاصة بمكافحة الإرهاب، رغم حصولها على أكثر من 41 مليار دولار من الحكومة العراقية خاصة بصفقات الأسلحة".

وأوضح عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي أن "الولايات المتحدة غير جادة من خلال التأخير المتعمد في تسليح الجيش العراقي لمكافحة الإرهاب في البلاد".

وأشار إلى أن "ما ذكرته التقارير الاستخبارية الأمريكية من وجود تهديد كبير للعاصمة بغداد من خلايا تنظيم داعش مبالغ فيه، رغم أن هناك دراية لدى القادة الأمنيين من وجود محاولات لعناصر تنظيم داعش لفتح أكثر من جبهة من حزام بغداد باتجاه العاصمة لكن المحاولات أحبطت".

وكانت الحكومة العراقية تعاقدت مع واشنطن على شراء 18 طائرة من نوع F16، و24 طائرة آباتشي، ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي المبرمة بين الجانبين في 2008.

وتبرر الولايات المتحدة عدم تسلم الطائرات، بتخوفها من سقوطها بأيدي تنظيم "داعش".

واشترى العراق الشهر الماضي، وبصورة عاجلة طائرات سوخوي مقاتلة من روسيا، وصلت نحو 10 طائرات منها إلى العاصمة بغداد وبدأت بتنفيذ طلعات جوية استعدادا لمشاركتها في دعم قوات الأمن العراقي في معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
الجريدة الرسمية