الحرافيش للحكومة: أفلا ترحمون؟!
ولأنهم دائمًا قلقون.. مرهقون.. “يكدحون ولا يشعرون” أنهم منهكون.. “يتعكزون” بنهارهم الكادح ليعبروا ليلهم مطمئنين حامدين شاكرين.. ولأنهم لا “يعترفون” بكونهم مساكين يغلبهم في شئونهم التصرف.. ولأنهم ينطبق عليهم قول المولى عز وجل “وتحسبهم أغنياء من التعفف”.. صاروا “يكابرون ويتناسون” أنهم لهم الحق لابد به “يطالبون”.
هذا هو حال الفقراء من حرافيش الوطن المغلوبين على أمرهم دون أن يدركوا أنهم “مغلوبون”.. وكأنهم خلقوا للتعب و”الغُلب” وباتوا به “يعترفون”.. فلا يشكون سوى أنفسهم وأحيانًا قليلة إذا ما اتيحت لهم الفرصة تراهم في وجه الحكومة “يصرخون”.
والآن وقد أدرك الحرافيش أنه قد بات لهم صوت لا يمكن أن يخمد خاصة بعد أن اعتادوا على الخروج ليثوروا أصبحوا بحقوقهم “يطالبون”.. وبت أشعر بهذا التغيير من خلال رسائلهم التي بها “يرسلون”، والتي تضاعفت في الفترة الأخيرة لدرجة أننى أواجه حيرة شديدة في اختيار رسالة كل أسبوع من التي لها “ينتظرون”.
ولقد كتبت مقدمتى هذه بهذا الشكل وهذه الطريقة عقب قراءتى تلك الرسالة التي وصلتنى ضمن رسائل كثيرة جاءتنى هذا الأسبوع والتي سأعرضها عليكم في السطور القادمة دون حذف أو إضافة:
عزيزى الحرفوش الكبير.. أحييك بتحية من القلب “المحزون”.. لكنها تحية المسلمين وبنكهة المصريين الذين باتوا لرءوسهم رافعين رغم الفقر ورغم البؤس ورغم كل ما “يواجهون”.. فحياتنا ياسيدى صعبة بل باتت أصعب مما كنتم تظنون.. الفقراء ازدادوا فقرًا والأغنياء في غناهم “ينعمون”.. فنحن كما نحن رغم من ثاروا ورغم من ذهبوا ورغم من جاءوا “يحكمون”.
وها هو شهر رمضان الكريم قد حل علينا جميعا الأغنياء منا ومن هم على أمرهم “مغلوبون”.. في توفير لقمة عيشهم “يحتارون”.. لكننى ياسيدى اكتب رسالتى تلك إليك بعد أن طفح بى الكيل انا وجيرانى ومن بشوارعنا “يمرون”.
نحن ياسيدى نحيا بمنطقة “المطبعة” بفيصل وبتنا على الإقامة في هذه المنطقة غير “قادرين”.. فالمياه ياسيدى مقطوعة عنا طوال النهار وبالليل في تعبئة الجراكن والبراميل نحن “ساهرون”.. المواتير لا تقوى على ضخ المياه بعد أن أصبح القائمون على توصيلها لا “يعبئاون”.. شكاوى كثيرة تقدمنا بها للحى وللمحافظة دون أن “يردون”.. اللهم إلا الوعود والمماطلات بتنا عليها “معتادين”.
وهذا ياسيدى هو حال الحكومة الجديدة التي كنا لها “منتظرين”.
الشوارع يا سيدى عبارة عن بركة من مياه الصرف واسأل عن هذا كل من بشوارعنا “يمرون”.. سوف يقصون عليك كيف نحيا هذا إن لم يؤكدوا لك أننا “ميتون”.. وسيضحكون ويستنكرون كيف أن الشوارع مليئة بالماء وكيف أن أهل المنطقة لا يجدون “ما يشربون”.
سيضحكون ومن الهّم ما يضحك يا سيدى فلا “تتعجبون”.. فهم رغم الضحك يعلمون أن ما بالشارع هي مياه صرف لكنهم سيتساءلون كيف أن هناك مياها تصرف من بيوت أهلها “لا يشربون”.
نحن يا سيدى نطالب الحكومة بأن تأتى بوزرائها وتطلب منهم أن يمكثوا معنا ولو ليلة واحدة وفى بيوتنا “يعيشون” كى يجربوا ويقرروا هل نحن نحيا حياة آدمية أم أننا أغناما هم لها “راعون” وما يضحكك يا سيدى أكثر هو مشهد محصل المياه الذي يأتى لشوارعنا وبنفسه “مفتون”.. يقفز على الحجارة المتناثرة ليعبر إلى أهلها “المنكوبون”.. يطالبهم بقيمة وصل المياه ويهددهم إذا لم “يسددوا”.
يحدث هذا يا سيدى بعد أن جاءنا رئيس منتخب وحكومة كنا نظن بها “الظنون”.. كنا نظن أن الحكومة القادمة بتكليف من رئيسنا المنتخب سوف يكون وزراؤها بنا “رحيمين”.
أنا يا سيدى أكتب إليك هذه الرسالة وابنتى تصرخ في وجهى كى أساعدها في تعبئة الجراكن والبراميل لنحفظ المياه لغد لا نعلم هل ستأتى فيه المياه أم أن المسئولين سيظلون لها “قاطعين”.
رئيس الحى ياسيدى والمحافظ يعلمان بمشكلة انقطاع المياه تلك من قبل أن تأتى الحكومة الجديدة لكنهم لها “يتجاهلون”.
فرحماكم يا وزراء محلب بنا ورمضان قد هل علينا أفلا “تصومون” ؟!
أنا يا سيدى في جعبتى الكثير لكن مشكلة انقطاع مياه الشرب عنا وانتشار مياه الصرف في شوارعنا هو الهم الأكبر الذي بتنا نحيا به والمسئولون من حولنا لأعينهم “مغمضون”.
فهل لك ياسيدى إذا ما حازت رسالتى هذه على إعجابك أن تنشرها موجهة للحكومة تحت عنوان “أفلا ترحمون ؟!”
ولأننى يا سيدى أعلم بحجم المساحة المخصصة لنا نحن الحرافيش “المغلوبين”
لا أود أن أسهب في الحديث فأنتم بحالنا “عالمون”
وفى النهاية لك منى التحية والسلام ورمضان كريم عليكم أيها “المسلمون”
وكل عام وأنتم ياأهل “فيتو” الكرام “طيبون”!
