رئيس التحرير
عصام كامل

الكفر بالثورة المصرية


عندما تتبدد الأحلام وتموت الطموحات وتسقط الأمانى فى بئر سحيقة من الاستبداد والظلم وغياب كل مقومات الحياة فالكفر بالثورة فريضة والخروج عليها واجب شرعى وعدم الاعتراف بها وبما صنعته عقيدة ومحاولة تصحيحها وإنقاذ وطن وشعب من الهلاك جهاد فى سبيل الله.


فى مصر التى صنعت ثورة لا نعلم هل هى نعمة أم نقمة وهل حررت المصريين من نظام ظالم أم استعبدت المصريين فى نظام أشد ظلما وضراوة وشهوة للحكم والسلطة بأى ثمن فهو لا يتردد فى عقد الصفقات مع أى جهة مهما كانت فالأهم هو استقرار حكمة ولا عزاء لصرخات الشعب وتظاهراته واعتصاماته فهى لا قيمة لها ولا وزن ويبدعون فى تفتيتها وتشويهها والتشكيك فيها ولو فعل مبارك ذلك ما كان سقط وانهار حكمه فبقدرة قادر صارت المعارضة هى الشيطان الأعظم الذى يحرم الشعب من إنجازات الرئيس التى لا تنتهى وكأنهم يخاطبون شعبا من العميان لا يرى ولا يشعر ماذا فعلوا بالوطن بعد سبعة أشهر فقط فقد حولوا مصر من شعب ثائر ضد فساد مبارك إلى شعب قطاع عريض به على وشك الكفر بالثورة فهى قتلت أحلامه وأدخلته كهوف اليأس والضياع.


ماذا قدمت الثورة للشارع المصرى بعد سبعة شهور من حكم أول رئيس مدنى منتخب؟.. لا شىء.. مجرد دستور مشكوك فى شرعيته وقانونيته ومجلس شورى باطل قانونا لولا تحصين الرئيس بإعلان دستورى جائر وحكومة عاجزة لا تقدم شيئا سوى مزيد من الكذب والخداع والتضليل وتساهم فى زيادة المشكلات اليومية للمواطنين ولا تقدم لهم سوى الفشل فكيف ستنجح وهى لا تضم أهل العلم والخبرة ومجموعة من القوانين التى يحاولون بها حماية النظام وليس الدولة فلم نر سوى قوانين للتظاهر – الإعلام – الضرائب – زيادة توغل الداخلية وتوحشهاوغيرها من ترسانة القوانين التى لا تفيد سوى الرئيس وجماعته وهم متوهمون أن هذه القوانين ستحميهم وتبطل المظاهرات والإضرابات ولكنهم لا يعرفون أنهم أعطوا المثل والقدوة للشعب فى عدم احترام القانون عندما صمتوا عن التزوير فى الانتخابات الرئاسية وحصار مؤسسات الدولة وتغيير النائب العام وغيرها من أفعالهم التى قتلت احترام القانون فى مصر.


العدالة الاجتماعية أين هى فى أداء وقرارات وسياسات الرئيس فى حكومته؟ حتى عندما حاول صنع شىء أصبح خدعة والدليل إسقاط الديون عن الفلاحين والتى لم تنفذ ولم نر من الرئيس وحكومته سوى زيادة الأسعار والخدمات ورفع الضرائب على شعب لا يجد قوت يومه وقام بثورة من أجل لقمة عيش ووظيفة لائقة وعلاج ومسكن ولا شىء تحقق، بالعكس الرئيس وحكومته يعينان من يريدان فى المناصب القيادية والإدارية العليا دون سند أو دليل أو خبرة فلا يوجد لديهما معيار لاختيار الموظفين ومعيارهما الوحيد انتماؤهم لجماعة الإخوان المسلمين وأصبح الشباب خارج حساباتهما وساهموا بسياساتهم فى مزيد من الإحباط واليأس، فماذا فعل للشباب وأين الوظائف والمناخ العادل وغياب المحسوبية والواسطة وغيرها من مخلفات النظام السابق؟ ولنا فى أزمة تعيين ابن الرئيس ومنصب ياسر على الجديد المثل والدليل على استمرار نفس السياسات الفاسدة.


من يقود الشارع المصرى للكفر بالثورة وغياب الأمل فى تحقيق طموحات الشعب فهو لا يعرف حقيقة المصريين وأنهم يصبرون ويتحملون الكثير ولكنهم فى طريقهم لثورة غضب حقيقية ولن تكون سلمية بل ستحرق الأرض وكل من يريد اغتصاب مصر وسرقة أحلام الشعب المصرى.
dreemstars@gmail.com

 

الجريدة الرسمية