رئيس التحرير
عصام كامل

كلاهما وطنى


أعلم يقينًا أن رفاقى الذين أعتز بهم كما لم أعتز بأحد من قبل؛ لن يتقبلوا تلك السطور خاصة فى ظروف ثورتنا المجهضة والتى تحتاج لمناضلين يعشقون الموت كعشق الإخوان فى التشبث بالسلطة .


ولكن كلماتى تلك اعتبرتها استراحة مقاتل أضنته طول المعارك وشراستها؛ وما أجمل الاستراحة بجوار عيون امرأة من سلالة العصافير؛ وموسيقى القمر؛ تشرق الشمس من عينيها؛ وتنهار البدور تحت قدميها؛ ويمر خط الاستواء من بين شفتيها؛ وتجتمع العصور إن شاءت فى لحظات على كفيها؛ كخطوات طاووس واثق مشيها؛ ملكة فرعونية فى جلستها .

وبين رفيقاتها كمصر فى مفرق الشرق تاجًا للعلاء .

ساعات طوال قضيتها فى رحلة بحث عن بضع كلمات علها تساوى قدرها ؛ وكانت السطور تعاندنى ؛ وشعرت بعجز العقل ؛ وأشكره على عجزه ؛ فأى عقل هذا يستطيع أن يصف ثقتها وأنوثتها وجمالها ورقتها وأناقتها وعذوبتها .

على ذراعيها دارت بى الليالى ؛ فرأيتها سميعة لأحزانى ؛ رحيمة بعذابى ؛ عليمة لأى مدى كم كان الجرح غائراً؛ وطبيبة لكل ألم .

رأيت فى أناملها الرقيقة قوة سحرية حولت جحيم الحياة إلى واحة خضراء ليستريح فيها الطريد. رأيتها الصديقة والحبيبة وأعلنتها المليكة الوحيدة والأبدية لعرش قلبى . لذلك أكرر بيعتى وأعلن ولائى وانتمائى إليها ومن ورائى ملايين العصافير الملونة ؛ بل أتقدم لألبسها التاج الملكى لتكون أميرة لمملكة العاشقين .

ولتسمح مليكتى وسلطانتى وكوكبى ومنارتى أن أنحنى لها إجلالا واحترامًا؛ ولتسمح بأن أكون حامل أختام قلبها إن شاءت. وإن لم تشأ فيكفينى أن آتيه فخرًا وأمشى منتشيًا بأنى أحد رعاياها .

وأخيرا لرفاقى أقول على الطريق الثورى التحررى تعاهدنا؛ وبنصرة ثورتنا أقسمنا؛ ولحقوق الشهداء خرجنا؛ فاحذروا غدر الغادرين؛ واعلموا أن الكلمة الآن ستكون لصاحب اليد الحديدية؛ فإما أن نقطع رأس الطاغية ونحرر مصر من طغيانه؛ وإما أن نذهب لسوق النخاسة لنبحث عن وطن بديل .

ولحبيبتى أقول دعينى أحقق فى عينيك أحلامى .

الجريدة الرسمية