رئيس التحرير
عصام كامل

والدة خالد الإسلامبولي.. لقبت ابنها بـ«الظفار» بعد اغتياله السادات.. تولت إبلاغ نساء الإسلاميين في أفغانستان بمقتل أزواجهن.. ولقبها «بن لادن» بأم المجاهدين وتزوج حفيدتها

فيتو
18 حجم الخط

لم يكن يتصور من يرى الشابة الجميلة "قدرية محمد علي" (مواليد 1925، خريجة مدرسة النوتردام الفرنسية)، أن نفس السيدة ستكون بمثابة الأم الرمزية للعديد من جماعات العنف التي بدأت الانتشار في مصر منذ سبعينيات القرن الماضي، وشهد نشاطها اتساعًا خلال الثمانينيات والتسعينيات، وأنها ستفقد ابنها الأول "خالد الإسلامبولي"، في أشهر حادث اغتيال شهدته مصر، بينما يحكم على الثاني "محمد" بالإعدام غيابيًا مرتين في قضيتين منفصلتين.

"خنساء العصر"
وبعد إعدام ابنها خالد، لم تكف "قدرية" عن التأكيد في كل فرصة أتيحت لها للظهور خاصة بعد ثورة 25 يناير، على فخرها بالابن الذي نال رسميًا لقب "إرهابي"، بعد اشتراكه في اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، رافضة إطلاق هذا اللقب عليه ومؤكدة أنه شهيد، وهذا الإصرار الذي دفع الجماعة الإسلامية لإطلاق لقب "خنساء العصر" عليها، لاسيما بعد الحكم على ابنها الثاني "محمد" الذي كان بالخارج بالإعدام للمرة الأولى في قضية العائدين من أفغانستان، ثم الحكم عليه بالإعدام في قضية العائدين من ألبانيا.

وأطلقت "قدرية" على ابنها بعد إعدامه لقب "الظفار"، وحين سئلت عن ذلك قالت: إنها لقبته بذلك لأنه ظفر بالجنة، مشددة على أن ابنها شهيد قتل السادات دفاعًا وغيرة على وطنه، مشيرة إلى أن السادات سجن في أواخر عهده العلماء وسبهم في إشارة للشيخ المحلاوي".

"إعدام خالد"
"حين دخلت السجن الحربي وجدت عصفورة ترفرف على صدري وتصعد إلى السماء حينها عرفت أن ابني تم إعدامه"، هكذا قالت قدرية عن يوم إعدام ابنها "خالد" الذي نفذ به حكم الإعدام في السجن الحربي، مؤكدة أنه لم يتم إعلامها وأنها كانت في زيارة لابنها، تحمل له عصائر وألبان بعد صيامه منذ اعتقاله تخوفًا من قتل أي شخص بالخطأ يوم المنصة، إلا أنها فوجئت بقرار إعدامه، فتوجهت لمكتب ممدوح شعبان، قائد السجن الحربي، الذي سلمها مصحفًا ومنديلًا وبعض النقود كانت مع خالد قبل إعدامه.

وأضافت قدرية أنها ألقت بالنقود في وجه اللواء قائلة: "بكرة الأيام هتورينا الصادق من الباطل، وأنتم من ارتكبتم الخطأ وسوف تتحملونه"، وتابعت: "وجدت نفسي بعد ذلك أذكر أسماء شهداء سابقين أمامه، مثل الشهيد حسن البنا والشهيد صالح سرية، والشهيد سيد قطب وغيرهم، ثم قلت له يوم القيامة إن شاء الله سنرى أيديكم يسيل منها دم من قتلكم للمسلمين الذين يغارون على دينهم".

وطبقًا لرواية قدرية، فإنها توجهت للمدعي العسكري مطالبة بجثة ابنها، إلا أن رتبة عليا في الجيش قال لها: إن وصولهم للشمس أسهل من رؤية جثة ابنها.

وتعد "قدرية" سببا رئيسيا في اغتيال السادات لأنها هي من أذكت في قلب ابنها كره السادات بعد اعتقال الآخر في اعتقالات سبتمبر، إلا أنها قالت "لو كان ابني قتل السادات فقط لأنه اعتقل شقيقه فهو في النار"، مشددة على أنها لم تكن تعلم بأن ابنها سيغتال السادات قائلة: "إن آخر اتصال تليفوني بينها وبين خالد سألته فيه عما إذا كان سيقضي العيد معها فقال لها: "لا تنتظريني يا أمي في العيد هندبح في مصر أنا وإخواتي"، ولم تكن تدري وقتها أنه يحدثها عن الرئيس السادات، وأنه كان يقصد بالذبح عملية الاغتيال.

علاقتها بالإسلاميين
ولم تتوقف والدة خالد الإسلامبولي عند إعدام ابنها، فطبقًا لما روته، كان لها نشاطات بعد ذلك، منها إبلاغ زوجات الإسلاميين الذين يقتلون في أفغانستان، حيث تقول: "إنه عند قدوم الخبر كانوا يرسلون إليها ويطلبون منها أن تبلغ الزوجة فتقوم بجمع النساء في منزل إحداهن وفي هذه الحالة كن يعلمن لماذا جاءت فتقول لهن من منكن يا ترى التي سوف تحمل لقب زوجة الشهيد؟ ثم أقول من يا ترى منكن صاحبة البشارة؟ من يا ترى التي سبقها زوجها إلى جنات النعيم؟ وبعد هذا التمهيد أقول البشرى لأم فلان فكانت تسجد لله شكرًا ونظل نسجد معها".

أما علاقات أم خالد بالجماعات الإسلامية فامتدت إلى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي تزوج ابنة من إحدى بنات ابنها "محمد" الذي أطلق عليها لقب "أم المجاهدين"، وقالت عنه: "إنه كان مثل ابنها وكان يناديها بأمي ويحني رأسه خجلًا حين يحادثها".

وتوفيت والدة الإسلامبولي، اليوم الجمعة، في القاهرة وتم تأدية صلاة الجنازة عليها بمسجد النور بالعباسية، ليتم دفنها بالمنيا.
الجريدة الرسمية