رئيس التحرير
عصام كامل

سيدى الرئيس


اكتب إليك قبل أن تطأ أقدامك القصر، إن شئت جعلته ملعونا.. مذموما.. مدحورا، وإن أردت جعلته قبلة لكل طامح في وطن، ولكل باحث عن العيش والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.. أكتب إليك رسالتى هذه كى لا يأخذك الغرور، وتسكن العزلة في القصر، وتبتعد عن مصريين يقدسوك، آمنوا بك، فلا تبخس الناس أشياءهم، لا تتوقع تبريرات، ستكون السيوف مشهرة قبل أن تؤدى اليمين القانونية، وتعلم جيدا من سيرفعها في وجهك، احذر، فإن المعركة في بدايتها، وصهيل خيول الإرهاب لن يهدأ.. احذر أن يقتربوا من أسوار القصر، أو أن يدكوا قلاعك، وإرهاب الدين لن يفرق عن إرهاب المال والأعمال. 

سيدى الرئيس.. 
أكتب إليك، وأتمنى ألا أرى وجوها في بلاط قصرك، أو من يتقربون من حاشيتك، بالقول أو الفعل، فهؤلاء يا سيدى، خادمى كل العصور، خلعهم لك، لن يستغرق أكثر من طرفة عين، سيبيعونك في الأسواق، ما أن انتهت معك مصلحتهم..حذار أن يبيعوا لك الأوهام، اطردهم ما شئت من قصرك، فإنهم أناس لا يتطهرون، الجميع يعرفونهم، فاجعل يدك ممدودة إلى أعناقهم، كى يدركوا أن هناك من يحاسب، وأن الماضى لن يعود. 

سيدى الرئيس.. 
بقدر ما استطعت، ابتعد عن أسرتك، سيختارون من أبنائك اسما، ليقولوا ويتوعدوا بأن هناك من سيخلفك في حكم مصر من صلبك، الآلة الجهنمية تعمل، وماكينة الشائعات لن تتوقف عن إنتاج ما ينال منك، سيحطمونك، ثم يشوهونك ثم يكرهون فيك خلق الله، فكن حذرا من هؤلاء، هم شياطين ما جاءت بهم السماء ولا الأرض، وما أسهل عليهم إنتاج الشائعات، كمن يصنع الفيشار، ويقفز فرحا لكل "حبة" تنطلق. 

سيدى الرئيس..
سيكون لزاما عليك كل وقت وحين أن ترفع صخرا ضخما وحدك على ظهرك، وتصعد به لأعلى قمة الجبال، لتسقط مرة أخرى، وتعود الكرة مرة وراء الأخرى، كى يصنعوا منك "سيزيف" مصريا عصريا، فاطلب منهم الدعم، وأن الصخرة إذا سقطت هذه المرة فستهلك كل القرى، فلا تخشي من أحد، وثق أن من تعود على حمل الصخور ثلاث سنوات، قادر أن يحملها لأربع سنوات أخرى. 
الجريدة الرسمية