سر الهجوم على وزيرة الإعلام!
الهجوم الذي يستهدف الآن د. درية شرف الدين وزيرة الإعلان أمر مريب لأكثر من سبب..
أولا: لأن الاتفاق الذي أبرمته مع قناة إم بي سي لا يزيد عن كونه مجرد مذكرة تفاهم للتعاون مستقبلا ولم يحدد بشكل تفصيلي حدود هذا التعاون ومتي يتم والأهم لم يتضمن التزام الوزيرة أو اتحاد الإذاعة والتليفزيون بتقديم مقابل مالي أو غير مالي لهذه الشركة جراء هذا التعاون.
ثانيا: لا يمكن اعتبار مذكرة التفاهم كما فهمها البعض احتكارا للشركة السعودية تمارسه على التليفزيون المصري لأن مذكرة التفاهم التي تمت إذاعتها ونشرها وعرف بها أهل الإعلام والمهتمون لا تنص على ذلك أو تتضمنه، فهذا الاتفاق لا يمنع التليفزيون المصري من التعاون مع جهات أخرى.
ثالثا: إن العرض الذي قدمته القنوات الخاصة لوزيرة الإعلام لم يتضمن تقديم برامج ومسلسلات مجانا للتليفزيون المصري، وإنما اقتصر فقط على تقديم عدد من المذيعين الذين يعملون في تلك القنوات الخاصة للمشاركة في تقديم برنامج توك شو يقدمه التليفزيون المصري، ولذلك لا يصح الحديث هنا عن تعاون مجاني رفضته الوزيرة من القنوات الخاصة المصرية وتعاون مدفوع الأجر من قناة سعودية، لأن الحقيقة غير ذلك والأمر مجرد مذكرة تفاهم لم تصل إلى درجة اتفاق.. أي أن الأمر لا يتجاوز إعلان نوايا بالاستعداد للتعاون فقط.
رابعا: أن ما تفعله الوزيرة واتحاد الإذاعة والتليفزيون خاضع لرقابة صارمة من جهاز المحاسبات وهذا ما لا يتوفر بالنسبة للقنوات التليفزيونية الخاصة التي لا يتابع أو يراقب أنشطتها وأدائها أحد.
ولذلك كله فإن الهجوم على الوزيرة غير مبرر.. اللهم إلا إذا كان الغرض هو السيطرة مستقبلا على الجهة التي سوف تشرف على الإعلام لحصار وتحجيم دور إعلام الدولة.
