فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

تحذير لا بد منه!

كل المؤشرات الآتية من أمريكا تقول إن الأموال الساخنة سوف تنشط أكثر في مناطق الاقتصاديات الناشئة، فأمريكا مقبلة على عام من التيسير النقدي الذي سوف ينتهجه الفيدرالي الأمريكي الذي سيتغير رئيسه، ليأتي آخر بديلا له أكثر استجابة لرغبة ترامب في ذلك، لتشجيع الاستثمار والمستثمرين والإنتاج والمنتجين.. وإذا انخفضت الفائدة في أمريكا فستبحث الأموال الساخنة عن وجهة أخرى غير السوق الأمريكي والأسواق الناشئة جاهزة لذلك.

وهكذا ستعود مجددا لنا مغريات الاعتماد على الأموال الساخنة كما حدث عام 2017 ولخمس سنوات بعددها.. وهي مغريات قوية في ظل عدم توصلنا بعد إلى علاج ناجح وتام للفجوة الدولارية المزمنة التي نعاني منها منذ عقود مضت.

ولذلك لزم التنبيه والتحذير مبكرا حتى لا نجد أنفسنا نواجه ما واجهناه عام 2022 حينما هجرتنا الأموال الساخنة بشكل جماعي، وفي غضون أيام وجدنا أنفسنا مضطرين لتدبير 20 مليار دولار لخروج كل الأموال الساخنة دفعة واحدة، بالاضافة إلى تحمل رقم مساوى آخر يمثل أعباء ديوننا الخارجية من أقساط وفوائد.

لقد أعلن وزير المالية السابق أننا استفدنا من درس الأموال الساخنة ولن نكرر الاعتماد عليها مجددا مستقبلا، ونحن نحتاج لتأكيد هذا العزم الحكومي مرة أخرى العام الجديد، في ظل مغريات إقبال هذه الأموال علينا، فرغم أننا نخفض الآن أسعار الفائدة إلا أنها ما زالت جاذبة للأموال الساخنة حتى الآن وفي المستقبل المنظور.