نصائح وأسرار للحفاظ، على صحتك النفسية وسط المسؤوليات اليومية
الحفاظ على صحتك النفسية وسط المسؤوليات اليومية، في زحام الحياة اليومية، وبين مسؤوليات البيت والعمل وتربية الأبناء والالتزامات الاجتماعية، تجد كثير من النساء أنفسهن في حالة استنزاف نفسي مستمر، دون أن ينتبهن إلى أن صحتهن النفسية لا تقل أهمية عن أي واجب آخر.
خطوات الحفاظ على نفسيتك وسط المسؤوليات
الحفاظ على الصحة النفسية وسط هذا الضغط يعد ضرورة حقيقية تضمن الاستمرار، والتوازن، والقدرة على العطاء دون الانهيار، وهو ما نستعرضه من خلال التقرير التالي وفقًا لموقع OnlyMyHealth.
أولًا: افهمي نفسك ولا تتجاهلي إشارات التعب
أول خطوة للحفاظ على صحتك النفسية هي الوعي. كثير من النساء تعودن على تجاهل إرهاقهن النفسي بحجة أن "الكل متعب" أو "لا وقت للراحة". لكن المشاعر المكبوتة لا تختفي، بل تتراكم وتظهر في صورة عصبية زائدة، بكاء مفاجئ، أرق، صداع متكرر، أو فقدان الشغف.
اسألي نفسك بصدق:
هل أشعر بثقل نفسي مستمر؟
هل أفتقد الحماس حتى للأشياء التي كنت أحبها؟
هل أتوتر بسهولة؟
الاعتراف بالتعب ليس ضعفًا، بل وعي ونضج.
ثانيًا: رتّبي أولوياتك… ليس كل شيء عاجلًا
كثرة المسؤوليات تجعل المرأة تشعر أنها مطالبة بالقيام بكل شيء وفي نفس الوقت وبأعلى كفاءة، وهذا أحد أكبر أسباب الضغط النفسي.
تعلمي التفرقة بين:
ما هو ضروري الآن
ما يمكن تأجيله
وما يمكن الاستغناء عنه
ليس مطلوبًا أن يكون البيت مثاليًا طوال الوقت، ولا أن تكوني متاحة للجميع دائمًا. ترتيب الأولويات يقلل الشعور بالفوضى الداخلية، ويمنحك إحساسًا بالسيطرة بدل العجز.
ثالثًا: خصصي وقتًا يوميًا لنفسك ولو دقائق
واحدة من أكثر الأخطاء شيوعًا أن المرأة لا تسمح لنفسها بأي وقت خاص إلا بعد الانتهاء من كل شيء، وهذا "كل شيء" لا ينتهي أبدًا.
الصحة النفسية تحتاج مساحات صغيرة ولكن منتظمة، مثل:
10 دقائق هدوء دون هاتف
فنجان قهوة تشربينَه ببطء
قراءة صفحتين من كتاب
تمارين تنفس عميق
هذه اللحظات القصيرة تعمل كإعادة شحن للنفس، وتمنع الوصول إلى مرحلة الإنهاك الكامل.
رابعًا: لا تحمّلي نفسك فوق طاقتها
الكمال فخ نفسي خطير. السعي المستمر لأن تكوني الأم المثالية، الزوجة المثالية، والموظفة المثالية، يستنزف طاقتك ويزرع بداخلك شعورًا دائمًا بالتقصير.
اسمحي لنفسك بأن تكوني "جيدة بما يكفي".
التقصير أحيانًا طبيعي، والتعب طبيعي، وطلب المساعدة حق وليس عيبًا.
خامسًا: تعلّمي قول "لا" بدون شعور بالذنب
المرأة التي تقول نعم للجميع غالبًا تقول لا لنفسها. كثرة المجاملات والالتزامات الاجتماعية فوق الطاقة تؤدي إلى ضغط نفسي شديد.
قولي "لا" عندما:
تشعرين بالإرهاق
لا تملكين الوقت أو الطاقة
يكون الطلب على حساب راحتك النفسية
حدودك النفسية مهمة، واحترامك لها يعلّم الآخرين كيف يحترمونك.

سادسًا: اهتمي بجسدك لأن النفس تسكنه
الصحة النفسية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالجسد.
قلة النوم، سوء التغذية، وإهمال الحركة تزيد من التوتر والاكتئاب.
حاولي:
النوم عدد ساعات كافٍ
شرب الماء بانتظام
تناول وجبات متوازنة
الحركة الخفيفة ولو داخل المنزل
هذه الأساسيات البسيطة تُحدث فرقًا كبيرًا في المزاج والطاقة النفسية.
سابعًا: تواصلي ولا تعيشي كل شيء وحدك
الكتمان المستمر يثقل القلب. وجود شخص آمن تتحدثين معه عمّا بداخلك يخفف كثيرًا من الضغط.
قد يكون:
صديقة قريبة
أخت
أو حتى مختصة نفسية
التعبير بالكلام يفرغ الشحنات السلبية، ويمنحك شعورًا بأنك لست وحدك.
ثامنًا: خففي المقارنة وراقبي تأثير السوشيال ميديا
المقارنة المستمرة بالآخرين، خصوصًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تُضعف الصحة النفسية.
تذكري دائمًا:
ما يُعرض هو جزء مُنتقى من الواقع
كل إنسانة لها ظروفها وطبيعتها
نجاح الآخرين لا يلغي تعبك ولا يقلل من قيمتك
إذا لاحظتِ أن المتابعة تستهلكك نفسيًا، خففي منها دون تردد.
تاسعًا: امنحي نفسك التقدير الذي تنتظرينه من الآخرين
لا تنتظري دائمًا كلمة شكر أو اعتراف من الخارج.
درّبي نفسك على قول:
"أنا أعمل بجهد"
"أنا أبذل ما أستطيع"
"تعبت اليوم وهذا يكفي"
التقدير الذاتي يحمي النفس من الانهيار ويقوي الإحساس بالقيمة.
أخيرًا: صحتك النفسية أساس كل شيء
عندما تكونين بخير نفسيًا، ينعكس ذلك على بيتك، وأطفالك، وعلاقاتك، وحتى إنجازك.
لا تهملي نفسك بحجة المسؤوليات، لأنك أنتِ الأساس، وإذا اهتز الأساس اهتز كل ما فوقه.
الاعتناء بالصحة النفسية ليس أنانية، بل وعي وحكمة، وخطوة شجاعة نحو حياة أكثر هدوءًا واتزانًا وسط ضغوط لا تنتهي.