فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

طالع العام الجديد

مع بداية شهر ديسمبر الذي نختتم به عامنا الحالي 2025 كثرت على المواقع التواصل الاجتماعي مداخلات قراء الطالع عن المستقبل، سواء لأبناء الأبراج المختلفة أو للأحداث المتوقع أن يشهدها العام الجديد 2026.. ويحلو لي كل عام أن أسترجع تنبوءات وتوقعات قراء الطالع عن العام المنصرم، لأكتشف ماذا تحقق من هذه التوقعات أو بالأصح ما لم يتحقق منها! 

 

لقد أصبحت تلك عادة سنوية لي مع اقترابنا من ختام كل عام.. بل إنني منذ أيام الصبا وقد تعودت أن أقرأ باب حظك اليوم. الذى دأبت على نشره الصحف يوميا مساء كل يوم، وليس صباحه لأرصد ما لم يتحقق من تنبوءات قراء الطالع وأضحك!

 
وبمرور الوقت اكتشفت أن قراء الطالع تمرسوا خلال السنوات الماضية كثيرا.. فهم اعتادوا نشر مجموعة من التنبوءات والتوقعات حمالة أوجه أو قابلة لتفسيرات مختلفة متعددة، وأحيانا متعارضة، تصلح فيما بعد للادعاء إنهم تنبوءا بذلك أو بغيره، مثل أحداث سعيدة أو أحداث حزينة، ورحيل نجوم وحكام وسياسيين وفوز رياضيين وإخفاق رياضيين! ناهيك  بالطبع عن الحصول على أموال إذا توفرت شروط مناسبة!

 
وقد لجأ قراء الطالع لذلك لأنهم يلعبون على الرغبة الدفينة في الإنسان لمعرفة الغيب، وما يخبأه المستقبل للبشر.. وهناك قصص مختلفة شائعة عن حكام كانوا يستعينون بالمنجمين وقراء الطالع يستشيرونهم فيما ينتهجونه من سياسات ويتخذونه من قرارات.

لكن البدبل العلمي لنبوءات المنجمين وقراء الطال،ع والذى يعتمد عليه الحكام الآن، هو مراكز الأبحاث والدراسات التى تضع بدائل واختيارات أمام الحكام، ليختاروا منها ما يرونه صالحا أو مفيدا لهم ولدولهم، ولذلك تسمى هذه المراكز مواقع للتفكير وفيها تصنع القرارات وتصاغ السياسات!