مصر التى لا تعرفونها!
هذا العنوان لست صاحبه، وإنما هو عنوان أحد فصول كتاب رجل الأعمال والوزير الأسبق محمد منصور الذي أهداني إياه، وكتب إهداء مميزا وملفتا للانتباه، موجها إلى كل من يقرأ سعيا للتعلم!
وصحيح أن هذا العنوان سبق أن استخدمه كتاب وصحفيون وأدباء قبله، ولكن أن يستخدمه رجل أعمال ووزير سابق في عصر مبارك أمر لابد وأن يثير الاهتمام، ومتابعة ما جاء تحته، خاصة وأنه كان يتعلق بانتفاضة يناير 2011 وما سبقها وما تمخض عنها.
يقول الرجل -ومعه حق- إن مصر ليست هى مصر التى نراها في الفنادق والنوادي الفاخرة والمبانى الجميلة وحفلات الأكل الفخمة، وإنما هي تلك التي رآها في جولاته داخل البلاد، وهو وزير للنقل وفي محافظاتها المختلفة.. أي إنها مصر البسطاء والناس العاديين الذين يتطلعون لحياة أفضل الذين التقى بهم في هذه الجولات.
ويفاجئنا الرجل بالقول إنه توقع ما حدث في البلاد وتنحى مبارك وسقوط النظام.. لأن الرئيس مبارك كان قد تقدم في العمر وفقد السيطرة على الحكم.. والمحيطون به لم يكونوا الأفضل.. وابنه جمال الذي كان يدير أمور البلاد لم يكن يحظى بالتعاطف داخل البلاد.. وحكومة نظيف تبنت برنامجا للإصلاح الاقتصادي كان يحتاج وقتا لكي يثمر ويستفيد من ثماره الناس..
فضلا عن وجود خطة عالمية لتغيير منطقة الشرق الأوسط.. وأكد الرجل أنه بعد اندلاع ثورة تونس قال لزوجته إن المحطة التالية هى مصر وقد حدث بالفعل!
وهذا كلام قاله من قبل في حينه كتاب وسياسيون وأفاضوا فيه، ولكن أن يأتي من رجل أعمال فهذا يستحق الوقوف أمامه مليا، خاصة ما يتعلق بمصر الأخرى التي لا يعرفونها.. فهذا كلام يتضمن نصيحة مخلصة جدا لكل من يحتل منصبا رسميا، وهي أن يراعي ويهتم بالبسطاء وتحسين أحوالهم حتى لا يتعرض لغضبهم.. أما بالنسبة للإهداء فإن الإنسان العاقل هو الذي يتعلم مما يقرأ طوال حياته وحتى يلقى حتفه!