للنساء بعد انقطاع الطمث، نصائح طبية للعناية بالبشرة والحفاظ عليها
للنساء بعد انقطاع الطمث، تمرّ النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث (المنوپوز) بتحولات جسدية واضحة تختبر معها بشرتهنّ تغيّرات ملموسة، مما يستلزم إعادة النظر في روتين العناية اليومي.
وهنا نستعرض أبرز توجيهات طبيبة نسائية مختصة لمواكبة هذه المرحلة بأمان وفعالية وفقًا لموقع Onlymyhealth.
1. ما تأثير سن اليأس على صحة البشرة؟
يعود سبب الأعراض الجلدية إلى تراجع هرموني واضح في إنتاج كلٍّ من الإستروجين والبروجيستيرون عند المبايض، ما يؤدي إلى فقدان الكولاجين والماء؛ ونتيجة لذلك، تصبح البشرة أرقّ، أضعف، وأقل مرونة، بل وأكثر امتلاءً في بعض الأحيان
تشير مراجعة طبية نشرت عام 2022 إلى ارتباط سن اليأس بمشكلات جلدية شائعة مثل الجفاف، الحكاك، الصدفية، والالتهاب الجريبي (hidradenitis suppurativa).
التأثيرات تختلف من سيدة إلى أخرى: فقد تظهر بعض التغيرات فجأة عند البعض، بينما تتطور تدريجيًا لدى أخريات. وتؤدّي تلك التحولات إلى تغيّرات في إنتاج الزهم (الدهون الطبيعية للبشرة)، وتراجع مستوى الكولاجين، ما يعزز الحساسية، الجفاف، ترهل البشرة، وأحيانًا ولكن ليس دائمًا، ظهور حب الشباب البالغ.

2. أهم المكونات الفعّالة للعناية بالبشرة
يُوصى باختيار منتجات مخصصة للبشرة الناضجة أو تلك التي تستهدف مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، ومراعاة احتوائها على المكوّنات التالية:
السيراميدات (Ceramides): تعزّز حاجز البشرة الطبيعي وتُساعد على الاحتفاظ بالرطوبة.
الريتينول (Retinol): يُحفّز إنتاج الكولاجين، ويُبطئ علامات التقدّم في العمر. يُستخدم بكميات صغيرة ولا يُنصح باستخدامه دون استشارة طبيب جلدية.
البِبتيدات (Peptides): تدعم تجديد الخلايا والكولاجين.
حمض الهيالورونيك (Hyaluronic acid): فعال بقوة في ترطيب البشرة وحبس الرطوبة بعمق دون انسداد المسام.
فيتامين C: مفيد لتوحيد لون البشرة وتحفيز إنتاج الكولاجين، يُطبّق بحذر وتحت إشراف طبي.
أبرز نصيحة من الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AADA): الحماية من الشمس أمر أساسي لتفادي بقع التقدم في السنّ، كما ترتفع مخاطر الإصابة بأنواع حديثة من سرطان الجلد والنموّات التي تسبق السرطان
ويُشجّع أيضًا على اعتماد نظام غذائي غني بالبروتينات، الكالسيوم، المغنيسيوم، والحديد، إلى جانب المحافظة على جودة النوم.

3. العلاج الهرموني البديل (HRT)
يُعد العلاج الهرموني البديل وسيلة فعّالة للتخفيف من الأعراض الهرمونية المرتبطة بسن اليأس مثل الهبات الساخنة، التعرّق الليلي، والجفاف المهبلي.
من فوائد هذا العلاج المحتملة على البشرة: إعادة سماكتها، زيادة رطوبتها، تقليل فقدان الكولاجين، وبالتالي تحسين مظهرها بجعلها أكثر شبابًا وامتلاءً.
لكن بالطبع، يجب استشارة طبيب مؤهل قبل البدء بأي علاج هرموني لتقييم المنافع على الجانب الشخصي مقابل المخاطر المحتملة.
وأخيرًا، سن ما بعد انقطاع الطمث ليس مرضًا، بل مرحلة انتقال طبيعي في حياة المرأة. وخلالها، تتغير بشرتك — لكن لا يعني ذلك التخلي عن إشراقتها.
بالاهتمام بالمنتجات المناسبة، والاعتماد على مكونات فعّالة، مع تحسين نمط العيش ودعم البشرة بالعلاجات الطبية المناسبة، يمكن الحفاظ على صحة البشرة ونعومتها وحتى تجديد شبابها نسبيًا.
لابد أن تدركي أن بشرتك تتكيّف مع هذا التحوّل، ومع الرعاية المناسبة، لا يزال بإمكانها أن تتألّق.