رئيس التحرير
عصام كامل

سمير غانم في عيون النقاد.. بلال فضل وصف فنه بـ«الهلس» ومحمود السعدني تراجع عن وصفه بـ«كداب الزفة»

الفنان سمير غانم
الفنان سمير غانم
اليوم أسدل الستار على مسيرة فنية قاربت على أن تكمل الـ 6 عقود، قضاها الفنان الراحل سمير غانم، ما بين مؤديًا للإسكتشات الغنائية مع رفيقي دربه الفنانين الراحلين، جورج سيدهم والضيف أحمد، في فرقة ثلاثي أضواء المسرح، مرورًا بأعماله السينمائية والتلفزيونية، وكذلك الأعمال المسرحية والإذاعية.




بداية سمير غانم الفنية


الفنان الراحل سمير غانم، بدأ مسيرته الفنية منذ حوالي 60 عامًا، تحديدًا في 1963، حينما اجتمع مع الفنان وحيد سيف وعادل نصيف بالاسكندرية، وشكلا فرقة اسكتشات غنائية تقدم عروض على المسرح في مدينة الإسكندرية.


ولكن الفرقة لم تستمر بسبب انسحاب سيف لعدم مقدرته على السفر إلى القاهرة وترك مدينة الإسكندرية، حيث كان يدرس بكلية الآداب ويعمل موظفاً أيضاً وانسحب عادل نصيف الذي أكمل دراسته العليا في تخصص الحشرات بكلية الزراعة وسافر إلى بلجيكا.



بداية ثلاثي أضواء المسرح


وفي الوقت ذاته كانت شهرة جورج سيدهم بدأت تنتشر بجامعة عين شمس، وكذلك الحال بالنسبة للضيف أحمد بجامعة القاهرة بجمع سمير بينهما وشكل معهما الفرقة الشهيرة التي عرفت بإسم "ثلاثي أضواء المسرح"، ولمع نجم الفرقة سمير غانم بشكل كبير بعد تقديم مسرحية "طبيخ الملايكة" من إخراج الراحل حسن عبد السلام عام 1964. 


الانطلاقة الفنية لسمير غانم


وبدأ سميرة غانم حياته الفنية كمحترف كأحد أعضاء فرقة ثلاثي أضواء المسرح وقدم الثلاثة معاً عدد من الأفلام والاسكتشات مثل اسكتش كوتوموتو وعدد من المسرحيات ومنها «حدث في عزبة الورد» و«الراجل اللي أتجوز مراته» و«حواديت»، ثم انفصل عنهم مع بداية السبعينات إنحلت الفرقة بعد وفاة الضيف أحمد عام 1970 وإتجه مع جورج سيدهم للتمثيل معا في عدة مسرحيات خلال السبعينات بالإضافة لاشتراكه في الأفلام.


وكان آخر عمل مسرحي لهما معاً هو مسرحية أهلاً يا دكتور عام 1981.


قدم في الثمانينات سلسلة «فوازير رمضان» تحت اسم شخصيتي «سمورة» و«فطوطة».




مسيرة الفنان الراحل سمير غانم، لم تخل من الانتقادات والمواجهات العنيفة، وكان أشهر، ذلك الفصل الذي خصصه له الكاتب الساخر الراحل محمود السعدني في كتابه المضحكون، فجاء بأحد فصوله عن سمير غانم بعنوان : "كداب الزفة".



سمير غانم ومحمود السعدني


انتقد الكاتب محمود السعدني، في كتابه "المضحكون" الذي صدر عام 1971، موهبة سمير غانم الفنية، حيث كتب: "لو لم يعمل سمير غانم مع الثلاثي، لكان هو التطوير الأمثل لإسماعيل ياسين كمونولوجست، فهو بهيئته العبيطة، وصوته المتلون، بين الأجش والمسرسع، كان يستطيع أن يكون ملك المونولوج في مصر، لكنه أصبح كداب الزفة في الثلاثي.. مصيبة سمير أنه ليس جورج وليس الضيف، ولكنه معهم، وهو لكي يستمر لا بد أن يكون مع أحد، لأنه لا يستطيع أن يكون إلا كداب زفة"، ولكن بعدها بفترة تراجع السعدني عن انتقاده لسمير غانم، قائلا: "الوحيد اللي أخطأت فيه"، هكذا اعتذر “السعدني” لـ”غانم” في لقاء تليفزيوني جمعهما، ووصفه بالظريف الضاحك الجميل في فن التمثيل، وتراجع عن انتقاده بعدما اتضحت له موهبة “غانم” بصورة كاملة.



سمير غانم وبلال فضل


ومن السعدني لبلال فضل، فقد تناول الأخير في برنامجه "الموهوبون في الأرض" شخصية سمير غانم، وقال إنه يُعد الفنان الكوميدي الوحيد الذي احتفت به الأجيال الجديدة، واكتشفت الكثير من أعماله، حتى تحولت مشاهد ولقطات من أفلامه ومسرحياته إلى جزء من التفاصيل اليومية عند الشباب، حيث إنه يُقدم شخصيته الثابتة في كل الأعمال، يتغير اسمها فقط وفقًا للدور الذي يجسده، فهو دائمًا ما يظهر بالشارب والباروكة، دون تقمص شخصية من تجربة لأخرى، ولديه مهارة في إلقاء "الإفيهات" ببراعة.


وكان يحرص على خلق حالة بهجة، لتُساهم في زيادة قاعدته الجماهيرية دون الاهتمام بنجاح العمل من عدمه، ووصف بلال فضل الفن الذي يُقدمه سمير غانم، بـ"الهلس"، فهو يعتمد على المبالغة الشكلية والحركات الهزلية، بهدف ترفيه المشاهد، كما أنه مُتصالح مع ذاته دائمًا، ولا يدعي بأنه كان مُهتمًا بتقديم أعمال ذات أبعاد سياسية، حيث قرر أن يقدم كوميديا من أجل الكوميديا والضحك فقط.



حياة سمير غانم الأسرية


ولد الفنان الراحل سمير غانم في عرب الأطاولة من محافظة أسيوط، عام 1937 انضم بعد الثانوية العامة إلى كلية الشرطة احتذاءً بوالده الذي كان ضابط شرطة ولكنه تم فصله منها بعد رسوبه لسنتين متتاليتين فنقل أوراقه إلى كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية.


كما انضم للفرق الفنية فيها، وتزوج من الفنانة دلال عبد العزيز وذلك بعد لقائمها معاً في مسرحية أهلاً يا دكتور، ولديهما ابنتان دخلتا عالم الفن، هما دنيا متزوجة من الاعلامي رامي رضوان، وأمل الشهيرة فنيا باسم «إيمي»، ومتزوجة من الفنان حسن الرداد.
الجريدة الرسمية