رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيليون تحت خط الفقر.. 2.5 مليون محتاج داخل الكيان الصهيوني.. ارتفاع الأسعار أبرز الأسباب.. الفوارق الاجتماعية تجبر الكادحين على الأكل من القمامة.. و36% من الأطفال مجبرون على العمل لمساندة عائلاتهم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

على الرغم من "الفشخرة الكدابة"، التي لا تفارق لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل تقف في مصاف الدول المتقدمة، وأن العالم يقتدي بها في مجال التطور التكنولوجي، إلا أن الواقع داخل حدود الاحتلال مغاير تمامًا، فهي كيان ينخر الفقر في كل جنباته ويعاني مواطنوه من تدني مستوى المعيشة وارتفاع نسبة البطالة.


فقر إسرائيل
وكشف استطلاع مؤخرًا، أجرته جمعية "لاتيت" الإسرائيلية، أن 2.5 مليون إسرائيلي لا يستطيعون تغطية تكاليفهم الشهرية، وهذه النسبة أعلى بكثير من الأعداد الرسمية.

وتحدث التقرير أيضا عن نسبة فقر أعلى لدى الأطفال في إسرائيل، وهذه النتائج مبنية على استطلاعات أجرتها الجمعية، بالإضافة إلى ثلاثة معاهد أبحاث مستقلة، وقامت الجمعية أيضا بإجراء استطلاع مع 102 نشطاء ضمان اجتماعي ورؤساء جمعيات خيرية حول أسعار المساكن، التعليم، الصحة، ضمان الغذاء والقدرة على تغطية تكاليف المعيشة.

نقص الغذاء
بحسب النتائج، فإن 31.6% من الإسرائيليين يعيشون تحت خط الفقر من عام 2014، من ضمنهم 13.8% يعيشون "بفقر شديد". و16.7% إضافيين يعانون من نقص من الغذاء الكاف، و5.9% لا يمتلكون أموالا كافية لشراء مستحضرات طبية ضرورية.

عمل الأطفال
من بين الأطفال المسجلين في قوائم الضمان الاجتماعي، 36% منهم مجبرون على العمل لمساندة عائلاتهم ماديا، و22% يذهبون إلى المدرسة بدون زوادة بشكل يومي أو أسبوعي، و32% اضطروا الانتقال إلى مدارس داخلية بسبب مصاعب مادية.

وفي تقرير آخر صدر مؤخرًا عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، أكد أن إسرائيل تعد من أعلى نسب دول المنظمة في الفقر وعدم المساواة في الدخل بين العاملين في إسرائيل.

نسبة الفقر
وأضاف التقرير أن نسبة الفقر في إسرائيل بلغت نحو 18.8%، بينما بلغ متوسط الفقر في دول المنظمة بلغ 11.1%، مضيفًا أن ارتفاع نسبة الفقر في إسرائيل ناتج عن قلة الميزانية المصروفة من قبل الحكومة للخدمات الاجتماعية، التي بلغت خلال العام الماضي 15.8% من قيمة الناتج القومي.

وفي المقابل، أشارت المنظمة إلى انخفاض في معدلات البطالة في إسرائيل خلال شهر ديسمبر الماضي، حيث بلغت 5.8% فقط.

الأكل من الزبالة
وبلغ حد الفقر في إسرائيل إلى أن ظهور بعض الأشخاص، وهم يأكلون من القمامة، وهو ما سلطت صحيفة "معاريف" العبرية الضوء عليه مؤخرًا بنشرها صورًا تظهر الفوارق الاجتماعية داخل المجتمع الصهيوني، موضحة أن هناك أشخاصا يلقون ما تبقى منهم من طعام في القمامة ليتناوله آخرون في الشارع.

وحسب موقع "ماكور" الإسرائيلي، فإن معدل الفقر في إسرائيل أعلى من المعتاد، وخصوصا في أوساط النساء العربيات في إسرائيل بل وفي أوساط الرجال من الوسط الحاريدي (اليهودي المتطرف)، بالإضافة إلى ذلك، فإن قطاعات اقتصادية كاملة والتي تعاني من غياب التنافس تتسبب بغلاء غير متناسب في مجالات الغذاء، البنوك والكهرباء.

وبلغت نسبة اليهود المتدينين بين الأسر الفقيرة بحسب صحيفة "هاآرتس" العبرية 17.5% في العام الماضي، علما بأن معدل الفقر بين اليهود المتدينين قد سجل زيادة طفيفة بالرغم من ارتفاع معدل مشاركتهم في سوق العمل.

ارتفاع أسعار الشقق
كما أشار إلى أن ارتفاع أسعار المساكن في إسرائيل يضر بقدرة ملايين الإسرائيليين على شراء شقة خاصة بهم، وسجلت أسعار الشقق في إسرائيل ارتفاعا كبيرا منذ بداية الأزمة المالية العالمية عام 2008 مقابل ارتفاع طفيف في متوسط الأجور.

ونشر مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، مؤخرًا، معطيات إحصائية وصفها الإعلام الإسرائيلي بالمثيرة للقلق، أظهرت ارتفاع أسعار الشقق بنسبة 74% و65% للإيجار.

أزمة البطالة
وفي المقابل، نجد البطالة تؤرق المواطن الإسرائيلي، إذ بلغت أعلى مستوياتها في الآونة الأخيرة، وحسب آخر الإحصائيات، فإن أعداد القوى العاملة التي يحق لها الالتحاق بسوق العمل قانونيًا، بلغ نحو 3 ملايين و833 ألفًا، فيما بلغ إجمالي عدد العاملين نحو 3 ملايين و643 ألف، وعدد العاطلين عن العمل 190 ألفًا، بحسب المصدر نفسه.

الجريدة الرسمية