رئيس التحرير
عصام كامل

الحكم والمعارضة والناس

المعارضة ضرورية للحكم ولو لم توجد لاخترعها.. هذا ما أدركه جمال عبدالناصر بعد هزيمة يونيو ٦٧،  وقاله بوضوح تام وصراحة كاملة لوزراء حكومته التي شكلها برئاسته بعد الهزيمة، ليعدّ البلاد لإزالة آثار العدوان والتي تمثلت فى وقوع سيناء تحت الاحتلال الإسرائيلى، حينما أبلغهم أنه ينوى تشكيل حزب آخر يتولى المعارضة للحكومة ويكشف الآخطاء والعيوب حتى يتم تداركها وتصحيحها.


وهكذا يستفيد الحكم من المعارضة، حتى فى ظل سعيها لآن تحل محله لتنفذ أفكارها ورؤاها وبرامجها التى تراها  صحيحة.. فهى تساعده على كشف القصور والإسراع بعلاجه والأخطاء والتعجيل بتصحيحها، رغم ما تسببه المعارضة من إزعاج للمسئولين بسبب النقد الذى توجهه لهم ولقراراتهم وسياساتهم التى ينتهجونها.

حب واحترام الناس لمن؟!

وبالطبع المستفيد الأكبر من ذلك هم الناس.. فالحكم سيراعى بالطبع وهو يمارس دوره مصلحة الناس ليحافظ على ثقتهم ودعمهم وتأييدهم، والمعارضة ستراعي أيضا مصلحة الناس وهى تمارس النقد لتكسب أصوات الناس فى أية انتخابات مقبلة.. وبذلك ستكون مصلحة الناس هى الحاكمة فى الأمر..

ومن سيحدد التزام الحكم والمعارضة بمصلحة الناس هم الناس أنفسهم.. وهم الذين سيقررون إذا كان ما يسمعونه من كلام المسئولين أو المعارضين يستهدف تحقيق مصالحهم أم لا، وسيتخذون قراراتهم أمام صناديق الانتخابات.. فلن يحدد الحكم للمعارضة ما هى مصلحة الناس ولن تحدد المعارضة للحكم مصلحة الناس.. الناس يعرفون مصلحتهم وسيختارون من يحققها لهم وإذا أخطأوا مرة فى الاختيار سوف يصلحون خطأهم فى المرات المقبلة.     
الجريدة الرسمية