رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. التحرش يغزو العالم.. «أبعد رجلك عني» سلاح المقاومة لنساء تركيا.. نمو الظاهرة في المواصلات بـ «تونس ومصر وليبيا.. 43% من سيدات بريطانيا يتعرضن للمضايقات.. الإنترنت أحدث


انتشرت ظاهرة التحرش في الآونة الأخيرة بالعديد من المجتمعات العربية والغربية وهو ما يعتبره البعض انتهاكا لحقوق المرأة وإهانة كرامتها في نفس الوقت الذي تتصاعد فيها المطالبات بحماية المرأة وحقوقها والدفاع عنها.


قصص مروعة

وأكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على وجود عدد كبير من القصص المروعة في السنوات الأخيرة، والتي تعرضت فيها النساء للتحرش الجنسي في جميع أنحاء العالم، موضحة أن الاعتداء الجسدي هو إحدى طرق التحرش ولكنها ليست الوحيدة، حيث تعرضت بعض النساء لتحرشات لفظية بجانب الجسدية.

التحرش واقع يومي لنساء الهند
من جانبها قالت إميلي مايو المؤسس المشارك بإحدى الجمعيات المناهضة للتحرش ضد المرأة: إن التعرض للمضايقات بالشارع هو جزء من الحياة اليومية للفتيات بنيويورك، فيما أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن التحرش في الشوارع هو واقع يومي للنساء في الهند.

الإنترنت وسيلة لمواجهة التحرش

وأوضحت الصحيفة أن توجه المجتمعات نحو الأزمة الآن مختلف عما سبق، حيث أصبح الحديث عن الأمر شيئا عاديا، بالإضافة لإنشاء العديد من المبادرات ضد التحرش في الشوارع في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن الإنترنت هو الوسيلة الجديدة لمواجهة التحرش، حيث تتواصل الفتيات أو المدافعين عن حقوق المرأة من خلاله لتوجيه النصائح لبعضهما البعض، وفي محاولة لتواصل الثقافات المختلفة فيما بينهن لمواجهة الأزمة.

دراسة مسحية

من ناحية أخرى كشفت دراسة مسحية أجريت على المجتمع البريطاني أن 4 سيدات من بين كل 10 سيدات يتعرضن للتحرش الجنسي في الأماكن العامة، حيث أجريت الدراسة على 1047 امرأة واتضح من خلالها أن 43% من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و34 عاما يتعرضن للتحرش في الأماكن العامة، وهو ما يتسبب في فقدان المرأة للشعور بالأمان داخل المجتمع البريطاني، وخاصة عند سفرها بمفردها.

تسرب الفتيات من التعليم
وفي نفس السياق أصدرت منظمة الشفافية الدولية تقريرا في وقت لاحق أكدت فيه أن التحرش الجنسي والعنف في المؤسسات التعليمية والذي يتم على أيدي المعلمين والمحاضرين يفسد الأنظمة التعليمية حول العالم، حيث إنه يتسبب في تسرب العديد من الفتيات من التعليم.

وأكدت حملة "أوقفوا العنف ضد المرأة" التابعة لحقوق الإنسان على موقعها الإلكتروني أن التحرش الجنسي هو انتهاك لحقوق المرأة ونوع من أنواع العنف ضدها، وأنه سلوك يتسبب في إصابات جسدية ونفسية للضحية في جميع أنحاء العالم، وهو ما ينتهك كرامة المرأة في هذه المجتمعات على حد وصف الحملة.

نمو الظاهرة في مصر وتونس وليبيا

من جانب آخر فإن ظاهرة التحرش تنامت في الآونة الأخيرة أيضا في عدد من الدول العربية كمصر وتونس وليبيا، حيث تتعرض الفتيات في هذه الدول إلى تحرشات لفظية وجسدية أثناء السير في الشوارع وركوب المواصلات العامة أو حتى داخل الجامعات.

ففي تونس أصبحت ظاهرة التحرش الجنسي أقرب إلى كونها حالة مرضية في الشوارع والمعاهد والكليات، وخاصة التي تقترب أماكنها من الغابات والأحراش، كما أن حالات التحرش تحدث داخل المدن وفي شوارعها الرئيسية بالإضافة للأرياف وهو ما دفع الكثيرين للمطالبة بسن قوانين رادعة وشن حملات توعية في المدارس والمعاهد والكليات ووسائل الإعلام العمومية والخاصة.

وعن المجتمع الليبي الذي تنتشر فيه ظاهرة التحرش بشدة فإن أسلوب الكتمان وعدم الإبلاغ الذي يتبعه الليبيون يزيد الأزمة حيث إنهم يبتعدون عن الإبلاغ عن الحوادث حفاظا على العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع الليبي، كما يتستر أهل الضحية على الحادثة خوفا من الفضيحة كما يظنون.

في حين نظم فتيات تركيا حملة باسم "ابعد رجلك عني" لمواجهة التحرش في وسائل المواصلات داخل الدولة كما شاركتهم العديد من النساء من خارج تركيا من خلال نشر صور لمواقف تعرضن فيها للتحرش، فيما قررت منظمات الحملة من النساء التركيات لطبع شعار الحملة ونشره في المواصلات.
الجريدة الرسمية