رئيس التحرير
عصام كامل

السفاري تتحول من متعة إلى مصير مجهول.. «يعقوب»: السياحة تخطر الأمن بخط السير للأجانب فقط.. «لاشين»: الاسترشاد بحالة الطقس قبل الرحلة ضرورة.. القيسوني: السفاري تؤمنها القوات المسلحة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تتمتع مصر بمناطق صحراوية وجبلية عديدة توفر المتعة والمغامرات للشباب والسياح من هواة رحلات السفاري، ما جعل سياحة السفاري تنتشر في أماكن متعددة في مصر خاصة تلك الزاخرة بالآثار والعيون المائية والآبار حيث يهتم السياح بمراقبة الحيوانات في الصحراء، والطيور المهاجرة من مكان إلى آخر.

وتستعرض "فيتو" أهم وأشهر مناطق السفاري في مصر ووسائل تأمين هذه الرحلات خاصة بعد وفاة 4 في إحدى هذه الرحلات بمنطقة سانت كاترين من خلال خبراء السياحة والأمن. 

عادل عبد الرازق عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية يقول: إن من أشهر مناطق السفاري والرحلات السياحية في مصر منطقة الوادي الجديد والواحات الداخلة والخارجة وجبال سانت كاترين وما حولها من مناطق، وأيضا جبال شرم الشيخ وجبال حلايب وشلاتين المطلة على البحر الأبيض المتوسط، لافتا إلى أن الحادثة التي حدثت في جبال سانت كاترين ترجع إلى عدم اتباع الوسائل الآمنة في اتباع الدليل، بالإضافة إلى سوء الأحوال الجوية والعواصف الثلجية الشديدة، مؤكدا على السيطرة الكاملة لقوات الشرطة على هذه المناطق الصحراوية والجبلية وقيام هذه القوات بتأمين هذه المناطق وحمايتها.

وأكد اللواء حسام لاشين مساعد وزير الداخلية الأسبق أن رحلات السفاري تنتشر بجنوب سيناء وجبل سانت كاترين وتسلق الأفراد لهذه السلاسل الجبلية، لافتا إلى أن مسئولية تأمين هذه الرحلات تقع على عاتق منظمي رحلات السفاري مشيرا إلى ضرورة وجود دليل من هذه المناطق على معرفة تامة بالأماكن الوعرة، مؤكدا ضرورة أخطار الأمن بأماكن الرحلات ومواعيدها وعدد الأشخاص القائمين بالرحلة، مشيرا إلى فقدان دليل الرحلة من القائمين بها أثناء العاصفة الثلجية والارتطام بالصخور.

وأضاف لاشين، إلى قيام القوات المسلحة بدفع طائرات هليكوبتر لإتمام عملية البحث والإنقاذ لهؤلاء الأفراد بعد ما قاموا بنداء الاستغاثة، مشيرا إلى أن وادي الجبال له طبيعة جغرافية وعرة وغير صالح لسير المركبات.

وينصح لاشين، كل منظمي رحلات السفاري والأفراد قائلا: "قبل إجراء هذه الرحلات يجب إعداد استطلاع بمعرفة الطقس من هيئة الأرصاد الجوية والتأكد من عدم وجود عواصف رملية أو ثلجية والاسترشاد بحالة الطقس، ومتابعة هذه الرحلات بأخطار القوات المسلحة لتأمين هذه الرحلات.

وأشار الدكتور محمود عبد المنعم القيسوني مستشار وزير السياحة الأسبق، والخبير السياحي الدولي، أنه عادة ما تتم رحلات السفاري في الصحراء الغربية وأحيانا في الصحراء الشرقية، وهذه المناطق تقع تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة، لافتا إلى أن أي رحلة تقوم بالتحرك تتبعها مركبة تابعة لقوات الشرطة تسمى "التأمين اللصيق" ومركبة أخرى لعناصر حرس الحدود أو للقوات المسلحة وفرض التأمين الجوي بواسطة الطائرات الهليوكوبتر التابعة للقوات المسلحة، مؤكدا أن إجراءات التأمين بهذه المناطق يجب أن تكون متكاملة، وخاصة أن رحلات السفاري في هذه المناطق تنتقل ما بين الـ 6 واحات، وتتحرك الرحلة في بدايتها بزيارة الواحة الأولى ثم تنتقل إلى المواقع الأثرية ثم إلى باقي الواحات.

وأضاف القيسونى، أن من أشهر مناطق السفاري وأكثرها تأمينا منطقة العوينات أقصى جنوب مصر من ناحية السودان والمحميات الطبيعية مثل محمية رأس محمد وجبل سانت كاترين والمدن الساحلية بسيناء وهي دهب ونويبع وطابا، إلا أن هذه المناطق تتوقف بها رحلات السفاري لفترات بسبب التغيرات المناخية وخاصة في فصل الشتاء والعواصف الرملية والثلجية وحالة الطقس التي تكاد تصل إلى 20 تحت الصفر في هذه الأوقات من العام.

وحذر القيسوني، من قيام أي رحلات دون إخطار جهات التأمين بأعداد الأشخاص وتوقيت التحرك وتوقيت صعود الجبال وفي حالة التأخر تقوم القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة بإرسال المروحيات وقوات حرس الحدود لقيام بعملية البحث والإنقاذ.

وأضاف اللواء رضا يعقوب – الخبير الأمني – أن الطرق المتبعة في تأمين الرحلات السياحية، تبدأ من شركة السياحة حيث تقوم الشركة بإخطار الأمن، بخط سير الرحلة وتقوم مديرية الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة للتأمين من إرسال رجل أمن للحماية، وإجراء عملية التأمين.

وأشار "يعقوب" إلى أن رحلات السفاري يتم تأمينها بمراقبة جوية لكشف المنطقة بالكامل، كما أضاف أنه يجب أن يكون هناك تدريبات أمنية بالنسبة لأفراد شركات السياحة، وملاحظة الحالة وتأمين الأفواج، كما أن هذه الأماكن الوعرة التي يصعب الوصول إليها عن طريق المركبات يتم تأمينها عن طريق المروحيات.

وأضاف يعقوب "أن المصريين لا يتم تأمين رحلات السفاري الخاصة بهم، مشيرا إلى أن حادث سانت كاترين ليس الأول من نوعه وأنه كان هناك حادث مماثل له من قبل في الصحراء الغربية، مؤكدا على ضرورة إتباع التقنيات الحديثة في التأمين بشكل عام، واستخدام الأقمار الصناعية لكشف الصحراء بالكامل، وكشف البؤر الإرهابية والمتفجرات، ويجب أن يكون هناك معلومات أمنية استباقية عن مكان الرحلة.

ومن ناحية أخرى وصف اللواء جمال أبو ذكري -مساعد أول وزير الداخلية السابق- شباب حادث سانت كاترين بالشباب المتهور، حيث إنه صعد الجبل في وقت غير مناسب من الناحية المناخية، فمن المعروف أن هذا هو وقت العواصف الثلجية على الجبل، متسائلًا ما هو ذنب الأمن في أمر كهذا؟!.

وأكد أن شركات السياحة لا تقوم بإخطار الأمن بالنسبة للرحلات الداخلية، ولكنها تخطر الأمن في الرحلات السياحية الخاصة بالسياح الأجانب كي يتم تأمينها.

وقال أبو ذكرى أكاد أجزم أن هؤلاء الشباب ذهبوا إلى تلك الرحلة بطريقتهم الخاصة دون شركه سياحة.
الجريدة الرسمية