العلبة فيها إيه.. فيها فيل!!
كلما كنت أطالع أحد قيادات الحزب الوطني الله يرحم أيامه ولا يرجعه تاني خاصة من أعضاء لجنة السياسات التابعة لجمال مبارك على أحد شاشات القنوات الفضائية وهو يتحدث ويطيل في الحديث وأتدبر في حديثه قليلا ولا أجد فيه غير مجموعة من الأكاذيب اللطيفة.. أتذكر مقولة شهيرة للممثل توفيق الدقن في أحد الأفلام القديمة وهو يهدد زميله عبد المنعم إبراهيم عندما يجبره على ترديد عبارة: العلبة فيها فيل.. وذلك ردا على سؤال سابق يقول له فيه: العلبة دى فيها إيه؟ حتى خطابات الرئيس المخلوع مبارك الطويلة والقصيرة والهامة وغير الهامة والاعتراضية في الداخل والخارج لم تكن تقول لنا غير شيء واحد هو أن: العلبة فيها فيل.
ليس هو فقط بل هو وحاشيته وأولاده وكبار رجاله وأعضاء مجلسه بفرعيه الشعب والشورى وكبار رجال الأعمال التابعين له وصغار موظفيه ممن لهم شأن وممن لا شأن لهم.. كلهم عندما يتحدثون لا تفهم من حديثهم إلا شيئا واحدا هو أن العلبة فيها فيل.
ولم يستطع أحد أن يعرف طوال عصر مبارك من هو الفيل اللي في العلبة.
وبعد الثورة اعتقدنا أن الفيل حطوه في المنديل أقصد في ليمان طرة.. ولكن نفس الكلام عدنا لنسمعه من المجلس العسكرى كبيرهم وصغيرهم بما لا يعنى سوى أن العلبة فيها فيل.. وتولى رئاسة الوزراء عصام شرف الذي قالوا عنه إنه من الثوار رغم أنه كان عضوا بلجنة السياسات وظل يدير البلاد ويحكم العباد وعندما تسأله عن أى موضوع لا نعرف منه غير أن العلبة فيها فيل.
كل الوزراء والمسئولين الكبار والصغار الذين لهم قيمة والذين لا قيمة لهم وعملوا مع عصام شرف كنت تسمعهم يتحدثون ولا تفهم منهم شيئا واحدا وهم يتحدثون عن مشاكل مصر إلا أن العلبة فيها فيل.. ولم يقل لنا أحد من هو الفيل.
حتى تم انتخاب مرسى الذى أفهمنا كده بالعقل أن الفيل أخذ شلوت يعنى تم ترقيته وتكريمه .. بعد ذلك جاءنا عصر وعصير الإخوان وفيما يخص مشروع النهضة ومن بعده كتاب الإنجازات الشهير الذي كان يحتوى على إنجازات الرئيس مرسى الضخمة والعظيمة.. فإن كل من تحدثوا عن المشروع والكتاب من كبار قيادات الإخوان وصغارهم من المرشد وأنت نازل لم نفهم منهم جميعا إلا أن العلبة فيها فيل.
كل اجتماعات الرئيس مرسى الهامة والتى لا أهمية لها مع الرؤساء الأجانب ومستشاري الرئيس والوزراء والسفراء حتى هذا الاجتماع الهام الذي عقد لمناقشة مشكلة سد النهضة في إثيوبيا والذي اكتشف فيه المجتمعون فجأة أنهم على الهواء وأخدهم فيه الهواء لم يقل لنا أى واحد من هؤلاء شيئا مفيدا ولم نفهم إلا أن العلبة فيها فيل.. حتى خروج الشعب في الثلاثين من يونيو وخروج الجيش بعدها حين فهمنا أن الفيل في عهدة الحرس الجمهوري.
الآن ونحن نعيش فيما يسمونه عصر الثورة.. ثورة 30 يونيو فإن كل ما يقوله الرئيس عدلى منصور وهو ليس كثيرا وكل ما يقوله الببلاوى رئيس الوزراء وهو كثير جدا.. وكذلك ما يقوله وزير الدفاع والوزراء ومساعدوهم ومساعدو مساعديهم والمطبلين والمزمرين من بقايا فلول الحزب الوطني الذين عادوا للواجهة.. نحن لا نفهم منه غير أن: العلبة فيها فيل.. سبحان الله هم كام فيل في العلبة السودا دى .. سؤال للأذكياء مين هو الفيل الأخير اللى في العلبة؟ اللى حايعرفه يبقى يحصلنى على طرة .. المحطة يعنى.. وكفاية كده.
