سيد حجاب: عرفت صلاح جاهين أبًا معطاءً
يروى الشاعر سيد حجاب ذكرياته الأولى مع الشاعر الراحل صلاح جاهين، فيقول:"عرفت صلاح جاهين في عصر أحد الأيام الرمضانية عام 1961، عندما قدمنى إليه الشاعر "فؤاد قاعود" في منزل الموسيقار سليمان جميل، كان جاهين يجلس إلى جوار البيانو، وسليمان يضع لحنا لقصيدة حول مصرع "لومومبا" للشاعر أحمد عبد المعطى حجازى".
وتابع: "لم يكن حجازى حاضرا، وكان صلاح جاهين ينوب عنه لضبط التشكيل ومناقشة سليمان جميل حول التعبير الموسيقى، ويعيد قراءة المقاطع ليكشف أسرار جمالها حتى يتفق اللحن مع الشعر".
كان صلاح يتصرف كأن القصيدة قصيدته هو، وكأنه مسئول عن أن تخرج في أحسن صورة غنائية ممكنة، هذا الإحساس النبيل بالمسئولية هو أول ما شدنى إنسانيا إلى هذا الشاعر العظيم".
وتابع: "في هذا اللقاء الأول استمع إلى أشعارى الأولى، وهو صامت، ساكن لا يعلق حتى ظننت أنها لم تعجبه، لكن ما إن انتهيت من إلقائى حتى صرخ في فرح طفولى "مش قلت لكم مصر دى ولادة".
وأكد بقوله:" من وقتها لازمته ملازمة الابن المحب للأب المعطاء، وحين باعدت بيننا الأيام والهموم ظل هذا الإحساس يملأ قلبى، وفى لقاءاتنا الأخيرة المتباعدة كان يحرص على معاملتى بطريقة "إن كبر ابنك خاويه" لكننى أبدا ما نسيت طعم أبوته الحانية الأولى، ولعلنى لم أستشعر معنى اليتم حين فقدت أبى الحبيب بقدر ما استشعرته برحيل صلاح جاهين".
