رئيس التحرير
عصام كامل

جورج البهجوري يتحدث عن صلاح جاهين

 فنان الكاريكاتير
فنان الكاريكاتير جورج البهجورى
18 حجم الخط

روى فنان الكاريكاتير جورج البهجورى تفاصيل علاقته بالشاعر الراحل صلاح جاهين، قائلا: "في أوائل الخمسينيات بدأ صلاح جاهين معنا نحن طلاب الفنون الجميلة، يردد أشعارا وأزجالا شعبية في فناء الكلية، وفجأة انتقل إلى كلية الحقوق لدراسة القانون بناء على رغبة والده المستشار الكبير أحمد حلمى، ثم عاد إلى موالد إمبابة وأبو العلا يصعد المسرح ليلقى أشعارا بعد أن يقدمه الفنان الشعبى زكريا الحجاوى".


وأضاف: "التحقت بروزاليوسف وأنا مازلت طالبا وكانت غرفة الرسم شقة بسيطة بشارع محمد سعيد، التقيت بأصحاب الأقلام من الصحفيين، وكان نقطة الضوء في المجلة إحسان عبد القدوس رئيس التحرير، ومعه أحمد بهاء الدين وممدوح رضا وسامى الليثى، وذات يوم دخل علينا أحد الزملاء وقال تعالوا صالة التحرير هناك فنان كبير سنسمع أزجاله وأشعاره، وإذا بزكريا الحجاوى يقدم لنا فنانا جديدا شابا سمينا، وقال الحجاوى " أقدم لكم موهبة تغزو قلوب المصريين لزمن كامل، تقطر كلماته عسلا من حرية الرأى والسخرية والحكمة"، وصفق الجميع، وعدنا إلى مكاتبنا والفنان الجديد يتابع ويتأمل.. وصدقت نبوءة زكريا الحجاوى في صلاح جاهين".

وتابع البهجورى: "اشتركت مع زملاء اليسار في دار الفكر وكنا في طور إعداد رسوم كتاب عن بورسعيد بعد انتهاء العدوان الثلاثى على بورسعيد، وقابلت جاهين للمرة الثانية يضع تعليقاته على رسوماتى مثل عبارات (يا أم البطل، ياأم الشهيد) وهكذا".

وقال: "بدأت صداقتنا الحقيقية قبل العدد صفر من مجلة صباح الخير الذي يعد له الفنان حسن فؤاد الذي اكتشف فكر وموهبة صلاح جاهين كأحد نجوم فن الكاريكاتير، وكانت زاويته باسم "قهوة النشاط" التي قدمها بالمجلة على صفحتها الأولى، ثم اتخذ زاوية باسم "قيس ولبنى" ثم " الحب الأفلاطونى" ثم "رباعيات" ثم "الهيكل العظمى"، وأخيرا "نادي العراة".

وأضاف: "نجح توزيع المجلة وحصل صلاح على علاوة عشرة جنيهات زيادة على مرتبه، لكنه رفضها بشرط معاملة زملائه الرسامين بالمثل، وفعلا حصل على العلاوة كل من حجازى ورجائى وإيهاب وبهجت.. تلك هي الروح الجميلة في أسرة صباح الخير".

واختتم قائلا: "كرة الفن التي نسميها صلاح جاهين أروع ما فيه أن فنه ينبض ببراءة الأطفال.. إنه يضحك كطفل.. يبكى كطفل..ويتحمس كطفل.. ويغنى كطفل....ولا يستطيع أن يحتفظ ببراءة الأطفال إلا الإنسان الكبير، وصلاح جاهين إنسان كبير".
الجريدة الرسمية