رئيس التحرير
عصام كامل

ثورة الفلول .. أم فلول الثورة

18 حجم الخط

لا ينقطع الحديث في مصر عن التغيرات التي حدثت بعض إسقاط نظام مبارك وعن النظم السياسية والاقتصادية، وزاد الأمر حده حتى أن جميع التيارات قد تكون ضلت الطريق فأصبح الدفاع عن إما جماعة أو أشخاصاً وتناسى كلا الفريقين مصر .


فترى الحزب الحكام الآن يعقد الصفقات مع فلول النظام السابق ويستعين بهم حتى تظن أن الثورة قامت من أجل الإطاحة بمبارك فقط .


وترى أحزاب المعارضة اختلط فيها ثوار الأمس بفلول النظام السابق من أجل القضاء على الحزب الحاكم وفى كلا الأمرين نجد حقيقة واحدة ألا وهى وجود رجال النظام السابق في كلا الفريقين وكل منهم غالى في الثناء على نفسه وكل منهم يرى أنه الأحق بالخلافة أو الإمامة فمشكوك فى مشاركة الحزب الحاكم فى الثورة والحقيقة الوحيدة أن من صفوف الحزب الحاكم رجال من الحزب الوطنى .

ومشكوك في أمر من في التحرير هل هم ثوار أم مخربون ولكن الحقيقة الوحيدة أنهم عقدوا نفس الصفقة التي عقدها الحزب الحاكم مع رجال الحزب الوطني والنظام السابق..كل أمر مشكوك في حقيقته، والحقيقة الوحيدة هى وجود النظام السابق .


والعجب كل العجب أن مجرمي الأمس ورجال النظام السابق هم الآن حملة لواء المعارضة فعندما نرى شفيق يحرك تياراً سياسياً من خارج البلاد هو متهم في قضايا فساد وهو رجل مبارك .


ولا تجد مبرراً من الثوار الذين هم في حقيقة الأمر كانوا مشروع شهداء ربما يكون بأيدى شفيق رئيس وزراء مبارك . إن كتب الفشل للثورة كثير منهم يناصرونه .

 
ترى الاستفتاء على الدستور انقلب في حقيقة أمره إلى استفتاء على الرئيس، تجد للدستور نسخاً عدة من هو المستفيد لزرع هذه البلبلة؟ من هو المستفيد لخروج المعارضة والنظام الحاكم على العمل بالسياسة إلى العمل بعمل المجرمين والقتلة ؟

 
ألا ترى أن السلطة القضائية هي التي كانت تتعالى على الشعب وتؤكد حقيقة واحدة ووحيدة .. لا صوت يعلو فوق صوت القضاة، كانوا في النظام السابق الأكثرية منهم يتفننون في التزوير من أجل بقاء النظام السابق هم الآن يبحثون عن دور لهم في هذه الأحداث فهم الآن أصبحوا فصيلاً سياسياً أكثر منهم قضاة .


ألا ترى أن النائب العام السابق والذى كان يشغل منصب محام عام فى نيابة أمن الدولة المستشار عبد المجيد محمود هو النائب عن الثوار الذين انتهكت آدميتهم على يد أمن الدولة، وهو النائب عن الثوار فى أخذ حقهم من النظام الغاشم الذى هو يمثل ركناً ركيناً فيه ؟

تباينت الآراء حول نجاح الثورة أم لا ؟ بل إن البعض اختلف في تسميتها ثورة أم لا .

 
اختلفوا حول هل حققت أهدافها أم لا ؟ اختلافات كثيرة وكثيرة لكن الحقيقة الوحيد هى وجود رجال الحزب الوطني في الحياة السياسة فلا يمكن للحزب الحاكم إنكار هذا الأمر وأنه استعان بهم ولا يمكن للمعارضة إنكار هذا الأمر..الحقيقة الوحيدة المتفق عليها وجود النظام السابق متغلغلاً بقوة مع الحاكم وأيضا مع المعارضة .


ولو استمر هذا الأمر على ما هو عليه من شقاق وصراع أحدثه رجال النظام السابق الموجودون في الطرفين فإن النظام السابق سيجمع أشلاءه حتى ينقض من جديد على الطرفين .


على الحزب الحاكم أن ينحى رجال النظام السابق من حياته السياسية قبل أن يتهم الآخرين بالفلول وعلى المعارضين أن ينحوا رجال الحزب الوطني وبقايا النظام السابق حتى لا يتهموا بالمخربين لو استمر الأمر على ما هو عليه لن تجد بعد فترة حزباً حاكماً ولن تجد معارضين بل سوف تجد نظاماً سابقاً وربما ننتظر جمال مبارك عائداً .

 

الجريدة الرسمية