رئيس التحرير
عصام كامل

عودة الأشكال القبيحة

18 حجم الخط

الأشكال القبيحة هي كل من تألق وشارك وساهم وساعد وكان من بقايا نظام مبارك المشهور بالفلول وذلك بعد سقوط نظام الإخوان الفاشي والفاشل وظهور الفلول على شاشات الفضائيات في صورة الأبطال الذين شاركوا في الموجة الثالثة من موجات الثورة المصرية في الثلاثين من يونيو بل إن بعضهم يتحدث إلينا وكأنه واحد من صانعيها أو مبدعيها.


ونسى الفلول أو تناسوا أنهم كانوا والإخوان شقي الرحى في ظل نظام مبارك الفاسد وأنهم كانوا الأكثر نفاقا من الإخوان للرئيس المخلوع على صفحات الصحف وشاشات التليفزيون وكل أحاديثهم مسجلة بالصوت والصورة وموجودة في أي وقت لمن يرغب في مشاهدتها على شبكة الإنترنت.

وقد وصل الأمر ببعضهم إلى تقبيل الأيادي كما فعل بعضهم عندما كان يقوم بتقبيل يد جمال مبارك علنا على رءوس الأشهاد وتمجيد الرئيس مبارك على اعتبار أنه رمز الدولة وهو في الحقيقة رمز الفساد في هذه الدولة.

ومنهم من كان شريكا في صناعة الفساد في مصر عندما كان عضوا في أكبر مؤسسة فاسدة والتي كان يعدها جمال مبارك وريث السلطة في مصر لمساعدته في حكم البلاد وهي لجنة السياسات بالحزب الوطني الفاسد والمنحل.

وكان يتوقع هؤلاء بمعاونتهم لجمال مبارك في تحليل مشروعيته وأحقيته بالحكم والسلطة بعد وفاة والده أو تنحيه أن يتم تقسيم غنائم السلطة عليهم فمنهم سوف يكون الوزراء والمحافظين وكذلك أعضاء مجلسي الشعب والشوري ورؤساء اللجان وأعضائها وكل ما يخطر على بال من أسماء المناصب لهم ولأعوانهم الفاسدين والمنافسين وأهل الفتاوي الباطلة والشعارات المزيفة.

والعهد ليس ببعيد فكل من يعيش في ظل الثورة رأي بأم عينيه كم الفساد الذي كان يتفشي في أركان نظام مبارك كما رأى كذلك أن كل من كان يعظم هذا النظام ويسانده ويساعده بالقول أو بالفعل من وزراء ومحافظين وأعضاء في مجلسي الشعب والشوري وإعلاميين وما أدراك من هم الإعلاميون الذين كانوا يصفقون للنظام الفاسد ويهللون له ليل نهار حتى بدون صدور أوامر عليا بذلك تطوعا منهم وتصدقا لكي ينالوا الرضا العالي من الرئيس المخلوع وابنه جمال وكم امتلأت صفحات الصحف بالمقالات الكاذبة والأعمدة والتي تسيل كلماتها نفاقا وزيفا ورياء وكذبا وكم ازدانت شاشات التليفزيون بالمطبلين والمزمرين والمنافقين والكاذبين من الإعلاميين وضيوفهم الذين كان يتم اختيارهم وبعناية للتسبيح بحمد النظام والحمد لرأسه المخلوع وتزييف تفسير الأحداث على الشعب والتهوين من مصائبه وتضخيم الأزمة الاقتصادية والاستقواء بالعصا الأمنية حتى ييأس الشعب من أي فائدة لحركة أو ثورة لاسترداد كرامته وحريته.

واذا كان القصاص من الإخوان جاء سريعا وقويا فإن القصاص من الفلول الذين أفلتوا من يد العدالة أو تأخر القانون عن النيل منهم.. آت قريب لا شك فيه وكان الأكرم بمن أفلت منهم أن ينزوي جانبا حياء وخشية وأقول لقد أسمعت لو ناديت حيا .. ولكن لا حياة لمن تنادي.
الجريدة الرسمية